في تهامة سبعة أودية تصب فيها سيول ومياه عدة محافظات ومن مسافات بعيدة شرقاً، ومنها مثل وادي مور ووادي زبيد ووادي رماع ووادي سردد، ماتبقى من المياه يجري من مساقطها ومنابعها في جبال وصابين وآنس وريمة وإب وصعدة وحجة والمحويت وتعز التي ينظم وادي رسيان ووادي الهاملي إليها من جنوبها أي جنوب تهامة، ومعها وادي موزع وغير ذلك من المصبات الفرعية العديدة.. وبعض الشواطئ القريبة من سلسلة الجبال مثل الخوخة ويختل والزهاري ووادي الملك تجري المياه إلى البحر من عمق أقل من متر وأقصد المياه العذبة، وفي الماضي قال أحد الصحافيين: لو زرعنا تهامة لأكلنا إلى يوم القيامة، واليوم يمكننا القول بأن تهامة الشاسعة الممتدة من الشمال إلى الجنوب بمايزيد عن ألف وخمسمائة كيلومتر تقريباً، وبعرض نحو الداخل حتى سفوح تلك الجبال التي تصب مياهها في القاع قد يصل إلى خمسين كيلو متراً في بعض المناطق، وأقل من ذلك في مناطق أخرى يمكنها أن تشبع حتى التخمة. بالطبع في تهامة أقيمت عدة مزارع للفواكه كالموز والمانجو والجوافة والبطيخ والحبحب وبعضها مساحاتها شاسعة، وكثيرون يظنون كلما ذكرت مزارع تهامة أنه لم يعد فيها متسع لزراعة الذرة بأنواعها والدخن والسمسم التي كانت تشتهر بها فقط، ولما نودي على المستثمرين المحليين في الداخل والخارج للاستثمار في تهامة، هب معظمهم لزراعة الطماطم في السبعينيات والثمانينيات فحصل الكساد وفاق المعروض على الطلب بآلاف المرات، ووصل سعر الصندوق عبوة عشرين كيلو جراماً إلى ريال واحد.. فخسر المزارعون وربح الوسطاء والمصدرون القريبون من حدود بعض الدول المجاورة لنا، وكان ذلك بمثابة الصدمة التي لم يفق منها أولئك إلا في بداية الثمانينيات أي مع حظر استيراد الفواكه والخضروات الخارجية والبدء أو العودة في زراعتها باليمن، واليوم نريد أن تعود زراعة الذرة والسمسم والدخن إلى ماكانت عليه من حيث الاهتمام والتوسع فيها بالتلازم مع زراعة القمح في نفس السهل وفي السهول الأخرى.