يستقبل المسلمون في أنحاء العالم شهر رمضان المبارك، الشهر العظيم الذي أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. يصومون نهاره ويقيمون ليله، فريضة ماضية فيهم والذين من قبلهم، قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». ومن بين أعمال المسلم أن الله قد اختصه بالصيام، ففي الحديث القدسي قال الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أجزي به» . وفي رمضان تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة، وتصفد الشياطين، وينادي فيه ملك: «يا باغي الخير أبشر، ويا باغي الشر أقصر، حتى ينقضي رمضان». وجعل الله الصوم والقرآن في رمضان، فجعل أحدهما مقروناً بالآخر، مرتبطاً به، فذلك التقاء السعادتين. وبين الصوم والقرآن صلة متينة عميقة، وفيه أنزل القرآن، يقول ابن عباس رضي الله عنه: «كان يلقاه - أي رسول الله - جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن». فأهلاً رمضان الكريم، شهر الصوم والإيمان والقرآن والمحبة والتآلف والرحمة. وكل عام وأنتم بخير.