في رمضان تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة، وتصفد الشياطين وينادي فيه ملك: «يا باغي الخير أبشر، ويا باغي الشر أقصر، حتى ينقضي رمضان». رواه أحمد. وجعل الله الصوم والقرآن في رمضان، فجعل أحدهما مقرونًا بالآخر، مرتبطًا به، فذلك التقاء السعادتين، وبين الصوم والقرآن صلة متينة عميقة؛ ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من القرآن في رمضان، يقول ابن عباس رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل، أجود بالخير من الريح المرسلة». متفق عليه. الصوم وإن كان عبادة، أمر الشارع القدس بامتثالها من خلال الامتناع (المؤقت) عن الأكل والشرب والمفطرات الأخرى... إلا أن هذه العبادة ذات مغزى تربوي عميق، لكونها تساهم بقسط وافر في تهذيب سلوك الإنسان وتنمية الجانب القيمي في ذاته. وتبدأ الدلائل التربوية للوهلة الأولى بدعوة كريمة من الله تعالى لعباده بان يدخلوا - جميعاً - في ضيافته، مهيّئاً لهم - بذلك - الجوّ النفسي الملائم والتربة التربوية الصالحة لإنبات بذور الفضائل الخيرة في أنفسهم.