الواجب الوطني في هذه المرحلة هو تشكيل ائتلاف حكومي جديد على أساس ثابت يمكنها وحزبها من التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية، فوقت التغيير قد حان الآن، هذا ما تراه اذاً تسيبي ليفني. كانت نتائج الانتخابات التي أظهرت فوز ليفني على أبرز منافسيها شاؤول موفاز، إذ حصلت هي على 34 في المئة من أصوات الناخبين بينما حصل موفاز على اثنين وأربعين في المئة. فيما حل مائير شتريت في المركز الثالث وخلفه إبراهام دختر في المركز الأخير،كان ذلك الفوز أهل ليفني للحصول على تفويض من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بتشكيل الحكومة الجديدة. رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت هنأ الزعيمة الجديدة لكاديما وقدم استقالته من الحكومة إلى الرئيس فاتحاً الطريق لليفني لأن تحل محله في رئاسة الحكومة بعد أن حلت محله في رئاسة الحزب. تسيبي ليفني كانت أكدت من ناحيتها أنها ستشكل حكومة على أساس التوليفة الحالية التي تعتمد على حزب العمل وكتلة شاس الدينية وكتلة المسنين إلى جانب كديما لكن رئيس كتلة شاس الوزير ايلي يشاي استبق الاتصالات التي ستشرع بها ليفني بشروط من أبرزها في الشأن الداخلي زيادة مخصصات الأطفال في أوساط المتدينين، وفي الشأن السياسي، عدم إدراج مسالة القدس في المفاوضات مع الفلسطينيين أي اعتبار القدس عاصمة أبدية خالصة مع إسرائيل. شروط حركة شاس ربما تضع ليفني أمام خيارات صعبة تنتهي باختيارها الذهاب لانتخابات مبكرة كون ليفني لن تتنازل عن مسار المفاوضات مع الفلسطينيين وشروط شاس تؤزم الموقف أكثر في هذا الاتجاه. ويظل الاحتمال الأضعف في تشكيل الحكومة أن تتخلى ليفني عن كتلة شاس لتستبدلها بحزب ميرتس اليساري وحزب يهدوت هتورا المتدين إلى جانب كديما والعمل. لكن هذا الخيار سيكون صعباً كونه لا يمنح الحكومة الجديدة الأغلبية النيابية المطلوبة وبالتالي يجعلها بحاجة لشبكة أمان تقدمها الكتل العربية في الكنيست إن هي وافقت على ذلك. بعد إعلان زعيم الليكود بنيامين نتنياهو رفضه الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية وإصراره على الدعوة لانتخابات عامة مبكرة ينهار حلم ليفني بتشكيل حكومة وحدة وطنية بزعامة كاديما والعمل والليكود اليميني حيث ترجح الاستطلاعات أن الليكود سيحصد عدداً كبيراً من مقاعد الكنيست تمكنه من تشكيل الحكومة في حال الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو هذا ما يتطلع إليه نتينياهو.