قلت وأنا أتتبع حركة سهم الأعرابي الذي يتتبع الظبي الهارب من سهم الصائد: إن هذا السهم يشبه صاروخ «الباتريوت» الذي يتتبع حرارة الطائرة في الفضاء؛ فما يلبث أن يسقطها. فإذا ما عدنا إلى الحديث عن الشائعة، فإن الفكرة تبدو واضحة، وهي أن دوائر الاستخبارات في أي بلد تقوم بتدريس الشائعة باعتبارها مفردة في مقرر «اختبار الرأي العام». والفكرة التي نريد أن نقف عندها وهي ما تعنينا هنا أن مواقع «الانترنت» أصبحت حرة فيما تنقل من أفكار وشائعات، ولا أعلم لماذا حتى الآن تتقاعس دوائر البحث والمناهج العلمية فلم تناقش هذا السؤال: هل «الانترنت» يصبح ضمن مصادر منهج البحث العلمي؟. لأن أحداً من الناس قد يقوم بتصميم موقع لتفسير القرآن الكريم، فينقل لنا اسرائيليات وخرافات ودجلاً، تعمل كلها على «تفسيخ» الاسلام وتنال من المسلمين. أو كأن تقوم هذه المواقع بتزوير وتزييف حقائق تاريخية، أو تنقل لنا أساطير مكذوبة...أو...أو... ولقد بدأت أتصفح بعض المواقع التي تنال مثلاً من الوحدة الوطنية، وبعضها يقوم باستعداء الشيعة على السنة والعكس صحيح، وتنال من مشايخ أجلاء عُرفوا بعلمهم وتقاهم، ونضالهم. وقرأت سطوراً كثيرة تبين ضرورة حرية المرء وهو يختار شريك حياته، ما يسميه بعض المتدينين المخرفين ب«الزنية الأولى» أو مشروعية تقبيل المرأة الأجنبية....إلخ. الأمر يحتاج مراجعة وتثبتاً وعودة إلى المصادر الأولى.