مازال شعبنا اليمني يعيش أفراح أعياد الثورة «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر» وهي أعياد قدم من أجلها شعبنا قوافل من الشهداء، فكانت البداية أنهار الدم وأصبحت اليوم انجازات تغطي كل أنحاء الوطن المستفيد منها هو المواطن. بالأمس احتفلنا بالعيد السادس والأربعين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر واحتفلنا كذلك بالعيد الخامس والاربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر ونستعد بعد أيام للاحتفال بالعيد الواحد والاربعين ليوم الجلاء، جلاء المستعمر البريطاني من جزء غال من الأرض اليمنية جنوب الوطن. وكل هذه الاحتفالات لو عدنا إلى حقيقتها سنجد أنها احتفالات بافتتاح وتدشين ووضع حجر الأساس لعشرات من المشاريع الاستراتيجية والخدمية التي تعنون لمعنى الثورة وأهدافها التي من أجلها اندلعت وقدمت قوافل الشهداء وانهاراً من الدماء والتضحيات ،ليأتي اليوم يحتفل بذكرى اندلاعها أبناء الشعب، احتفال ليس فقط بالأناشيد والرقصات والزينات، لأن كل ذلك لا يغني ولا يسمن من جوع، بل وتنفيذاً لأهداف الثورة كانت الانجازات وحدها هي التي تتكلم وتترجم مصداقية وعمق معاني الاحتفالات التي عمت وتعم كل أرجاء الوطن الواحد من صعدة إلى المهرة. لوعدنا إلى آبائنا وأجدادنا وسألناهم كيف كان الوطن قبل الثورة وكيف كانت حياة الناس المعيشية والحياتية لعرفنا نحن الذين ولدوا و تربوا وترعرعوا في كنف الثورة مدى الفرق الشاسع بين ما سمعنا وما نشاهده اليوم بأم أعيننا في وطن ولد من جديد. الطرقات لم تكن موجودة والمسافة بين محافظة وأخرى تُقطع بالأيام وبصعوبة شديدة إضافة إلى انعدام المدارس والكليات والجامعات والتي وإن كانت موجودة فهي مخصصة لخدمة الطبقات العليا وأبناء السلاطين والجاليات خلافاً للمستعمر. ولا نبالغ لو قلنا: إن الخدمات الضرورية كانت مفقودة وما نشاهده اليوم على أرض الواقع في الوطن بكل أمانة أشبه بالمستحيل لما كان عليه الواقع قبل الثورة وتحديداً قبل السابع عشر من يوليو 1978م يوم اختار الشعب بإرادته الحرة رباناً لسفينة الوطن التي كانت تتلاطمها الأمواج وكان قبل هذا التاريخ الوصول إلى شاطئ الأمان ضرباً من ضروب المستحيل. وقصة الماضي والحاضر يعرفها الجميع، ولكن ما تحقق في زمن ربان السفينة الذي اختاره الشعب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح هو المعجزة وفي المقدمة ما أنجزه من وعد قطعه على نفسه منذ اليوم الأول لانتخابه رئيساً للوطن وتنفيذاً لأهم أهداف الثورة وهي إعادة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م والانتصار لها في السابع من يوليو 1994م. مما سبق ذكره نقول : إن منجزات الوحدة المباركة وحدها هي التي تتكلم وهي كذلك رد على مزاعم وادعاءات الجاحدين الذين اختاروا وبتوجيه استخباراتي خارجي ارتداء النظارة السوداء التي لا تجعلهم ينظرون إلا إلى تاريخهم الاسود وتفقدهم الذاكرة بتاريخ وعظمة الثورة وتلاحم الشعب اليمني كله من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه حول الثورة التي أنجزت الوحدة وحققت ما كان مستحيلاً في الماضي. لذلك نقول ونحن مازلنا نعيش أفراح أعياد الثورة «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر» لنقول لتلك الأصوات النشاز التي نهقت في هذه الاحتفالات بأن عليهم أن يخلغوا النظارات السوداء وينظرون إلى الوطن وما تحقق فيه من انجازات سابقت الزمن وأن نهيقهم لا تسمعه إلا آذانهم فقط... والتاريخ لن يعود إلى الوراء.