اليوم يحتفل شعبنا بالعيد السابع والأربعين لثورة 14 من أكتوبر الخالدة، والتي انطلقت شرارتها الأولى من على جبال ردفان الشماء ضد الذل والهوان وصنوف القهر والاستعباد، التي تجرع مرارتها خلال الحقب المظلمة للحكم الاستعماري البغيض, ولتكون هي الامتداد الوطني الطبيعي والموضوعي للثورة اليمنية 26 سبتمبر التي بتفجير حمم براكينها مزقت ستار ظلام دياجير ليل النظام الإمامي الرجعي الكهنوتي المتخلف لتلتحم الثورتان في ثورة يمنية واحدة جسدت وحدة شعبنا التاريخي أرضا وإنساناً. ويكفي فخراً أن أبناء ردفان المناضلين الشرفاء هم من كانوا في طليعة القوافل المدافعة عن الثورة اليمنية 26 سبتمبر، وعادوا ليكملوا توهج إشراقة فجر اليمن الجديد من تلك الجبال ومسيرة الثورة اليمنية التي امتدت انتصاراتها من أقصاه إلى أقصاه، فكانت ردفان وفيّة لقيم ومبادىء وأهداف الثورة اليمنية بعد نيل الاستقلال وترسيخ النظام الجمهوري وتحقيق الوحدة اليمنية في ال 22 من مايو الأغر 1990م والتي قدمت الدليل النهائي على الواحدية النضالية والمصيرية إلى جانب ما مثلته من تتويج عظيم للتجسيدات الواقعية لأهداف الثورة اليمنية، ليمثل هذا اليوم الوحدوي ثورة ثالثة أعادت مسيرة اليمن الحضارية التاريخية إلى سياقها الصحيح, حيث إن الفرقة والتشرذم التي فرضها الطغيان الإمامي المستبد المتخلف وجبروت المستعمر الغاصب هي استثناء مؤقت وإن الوحدة الوطنية لأبناء اليمن هي الثابت المطلق في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم وهي شموخهم وعزتهم ورفعتهم.. فأصبحت الوحدة قبساً مقدساً يسكن عقولهم ووجدانهم.. يحرق كل من يحاول الاقتراب منه أو المساس بهم . نعم لقد كانت ثورة 14 أكتوبر ثورة ضد الفقر والجهل والظلم والتخلف واللامساواة، ثورة دخلت بها اليمن مرحلة جديدة ألا وهي مرحلة إنهاء النظام الاستعماري وتحرير جنوب الوطن المحتل وطرد المستعمر البغيض ،فحق لنا اليوم نحن اليمانيين أن نشعر بالفخر والاعتزاز باحتفالاتنا بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والثلاثين من نوفمبر هذا العام التي اكتست طابعاً متميزاً لكونها أتت متلازمة مع حصيلة كبرى من الإنجازات التنموية والاقتصادية والسياسية والديمقراطية والنقلات النوعية التي يشهدها الوطن في مختلف المجالات وهي النهضة التي عمّ خيرها كل أرجاء اليمن وما مظاهر الفرح والابتهاج المتواصلة إلاّ تعبيراً صادقاً عن حقيقة ذلك التغيير الذي أحدثته الثورة اليمنية في حياة الإنسان أكان ذلك في ميادين العلم والمعرفة أو على نطاق مسارات التحديث والنهوض وتكريس مقومات الحياة العصرية أو غيرها من الجوانب ذات الصلة بمتطلبات الارتقاء الشامل. إن هذه اللحظات في هذا اليوم العظيم تجعلنا نستحضر عظمة هذا الحدث فهو إنجاز تاريخي كبير يُحتِّم على الأجيال الحالية والقادمة معرفته والوقوف أمامه وقراءته بتدبر وتذكر ما كانت تعيشه اليمن قبل قيام الثورة وما تحقق لها الآن من مكاسب عظيمة تدفعنا جميعا للفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الموحد والحفاظ على منجزاته التي تحققت منذ قيام الثورة وما رافقها بعد قيام الوحدة المباركة. كما أننا ونحن نحتفل بمرور 47 عاما على قيام ثورة 14 أكتوبر فإنه يجب علينا أن ندرك بأن هناك محاولات فاشلة لحثالة بقايا تلك العهود البائسة الواهمة بإمكانية إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء والنيل من ثورة هذا الشعب وتضحياته ومن نظامه الجمهوري ووحدة أبنائه الوطنية ونهجه الديمقراطي ،بينما هي في الحقيقة أضغاث أحلام عجز عن تحقيقها أسلافهم من أعداء الأمس القريب والبعيد الذين هزموا في ظل ظروف وأوضاع كانت أكثر من مواتية إذا نظرنا إلى ما كان لديهم من إمكانات تمكنهم من ذلك. فنقول لعناصر الإرهاب والتخريب من يريدون الانقضاض على أمن واستقرار وحدة اليمن بأن إرادة شعبنا وفي طليعته أبناؤه أبطال القوات المسلحة والأمن هي المنتصرة دائما على تلك الأفكار الرجعية والهدامة . ومن المهم أن نستشعر اليوم ونحن نعيش غمرة احتفالاتنا بالعيد الثامن والأربعين لثورة ال 26 من سبتمبر الخالدة والعيد السابع والأربعين لثورة ال 14من أكتوبر ونقترب من الذكرى الثالثة والأربعين ليوم الاستقلال ال30 من نوفمبر أن نجعل من هذه المناسبات محطات لتحفيز الهمم على استكمال ما بدأنا به في إطار توجهات البناء والتطوير والتحديث واستنباط أفضل الأساليب التي تهيئ لنا مزيداً من فرص الإنجاز.. والمجد والخلود لشهداء الثورة والوحدة والديمقراطية والواجب الوطني المقدس. [email protected]