مع ظهور بوش ودخوله البيت الأبيض ظهرت معالم صورة السياسة الخارجية لأمريكا بجلاء وما انطوت عليه من حروب وكوارث وانتهاك للمُثل والمبادئ وإذلال للشعوب والدول. لاشك أن تلك الصورة هي مشروع امريكي أعُدّ بدقة وبتخطيط محكم يتميز بالقسوة والتفوق العسكري والحروب الدامية ضاربة بكل القوانين والقرارات الدولية عرض الحائط وذلك بهدف السيطرة على منابع النفط وفتح المجتمعات العربية المغلقة أمام المؤثرات الثقافية والقيم الغربية الداعية إلى تحرير المرأة واطلاق الحريات واحترام حقوق الإنسان على النمط الغربي. إن صورة بوش اختزلت الظاهرة الإسلامية كلها في ضرورة تغيير النظم السياسية القائمة في الدول العربية والإسلامية والتي جعلها بوش شرطاً من شروط التسوية للصراع العربي الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية، وظل بوش حاملاً عصاه ملوحاً بها مرة على سوريا وذلك بتوقيعه على قانون لمحاسبة سوريا وفرض حزمة من العقوبات السياسية والاقتصادية ضدها لأنها لم تذعن لطلبات شبه مستحيلة ومرة على السعودية بحجة دعم الارهاب وتقديم مساعدات مالية لمؤسسات دولية تعتبرها أمريكا إرهابية، لاشك أنها صورة فرضت بها آراءها ومصالحها من خلال استخدام القوة العسكرية فاحتلت منابع النفط على طول الساحل العربي. من خلال هذا الاستعراض المرير والملخص الموجز من فترة بوش واستعراض عضلاته وبث حقده وسمومه اتضح وبشكل جلي أن اليهود هم الذين يحكمون العالم ويحركون الدول الأخرى لخوض الحروب لحسابهم تحت غطاء محاربة الارهاب.. ومن هنا جاءت صيحة محاضير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق معرية الحقيقة التي أغمض العالم عينه عنها بأن اليهود هم الحكام بالنيابة فكان الرد سريعاً من الجنرال الأمريكي وليام بوكين بأن المسلمين يعبدون الأوثان وأنهم يريدون تدميرنا لأننا مسيحيون. اليوم نحن وقريباً جداً أمام رئيس جديد للولايات المتحدة ومن حزب آخر « الحزب الديمقراطي» وقد كان أول ما صرح به هو استمرار الحرب على الإرهاب ومن أفغانستان.. إذن مازال الوهم الأمريكي مركزاً وبدرجة أساسية على العالم الإسلامي والعالم العربي هو جزء لايتجزأ من هذا العالم. من أول تصريح لأوباما هل تستطيع الأمة العربية أن تحسم خياراتها المصيرية؟ وأين نحن من هذه العملية الفقاعية؟ خاصة بعد ظهور الفشل أثناء المواجهة مع مشاكل كثيرة قد تعفنت سواءً على المستوى المحلي أو العالمي فإذا أرادت الأمة العربية دليلاً قاطعاً على أكذوبة الولاياتالمتحدة فلن تجد دليلاً أوضح من احتلال العراق. إن الدروس والعبر كثيرة توجب على الأمة أخذ الحيطة والحذر وحزم أمورها بتوحدها.. فهل نحن قادرون أم أننا بانتظار أوباما لرسم الخارطة السياسية وعليها نسير ولا تهم الايجابيات والسلبيات؟ فبالأمس مع بوش واليوم مع أوباما وغداً مع الصورة التي سترسم للمنطقة من قبل الآخرين.