بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    غيل بن يمين وادي الإرهاب الخفي وملاذ للجماعات المتمردة والإرهابية    ناشطون: الموساد يُدير معركة حضرموت    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    احتجاجات واسعة في مقديشو تنديدًا باعتراف العدو الصهيوني بإقليم أرض الصومال    لسنا بنادق للإيجار.. كاتب جنوبي يؤكد الشراكة مع التحالف ويحذر من استهداف قضية الجنوب    الشرعية حين تتحول من مبدأ قانوني إلى أداة تعطيل    أكد موقف اليمن الثابت مع الصومال ضد العدو الاسرائيلي .. قائد الثورة: أي تواجد إسرائيلي في إقليم أرض الصومال سيكون هدفاً عسكرياً لقواتنا المسلحة    نائب وزير العدل يتفقد تجهيز مقرات المحاكم الابتدائية المنشأة حديثًا بأمانة العاصمة    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    حمداً لله على السلامة    الإفراج عن 108 سجناء من الحديدة بمناسبة جمعة رجب    صحيفة بريطانية: توترات حضرموت تنذر بانفجار صراع جديد يهدد مسار التهدئة في اليمن    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ينفذ عمليات واسعة لإتلاف مخلفات العدوان بمحافظة الجوف    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    الدكتور هادي دلول أستاذ العلاقات الدولية والمستشار في الفيزياء النووية في طهران:نبارك اتفاق إطلاق الأسرى في اليمن وتنفيذه متوقف على مصداقية الطرف الآخر والتزامه    فلسطين الوطن البشارة    العليمي يشن الحروب على الجنوب لحماية سرقاته لنفط شبوة وحضرموت    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    العرادة يدشن حزمة مشاريع خدمية وتنموية لتعزيز البنية التحتية في مأرب    الشؤون الخارجية بالانتقالي تبحث التعاون مع المفوضية السامية وتؤكد احترام المجلس لحقوق الإنسان    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على سقطرى والسواحل والمرتفعات المحاذية    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة غدا لبحث الاعتراف الإسرائيلي ب"أرض الصومال"    ورشة حول الصحة والسلامة المهنية بصنعاء    بيان مليونية سيئون يجدد التفويض للرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب العربي    ميلان يقسو على فيرونا بثلاثية ويعتلي صدارة "الكالتشيو" مؤقتاً    أمين العاصمة يتفقد أعمال صيانة شارع سبأ بمشاركة مجتمعية    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    هل بات قادة اوروبا يخشون "سلام ترامب" في أوكرانيا؟!    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    هروب    الاعتراف الإسرائيلي بالصومال خطر يهدد الجنوب العربي وخليج عدن    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    القيادة التنفيذية العُليا تناقش الجهود المبذولة لتأمين الخدمات للمواطنين ومراقبة أسعار الصرف    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ساحة تصفية الحسابات: لماذا الانسحاب الامريكي من العراق؟
نشر في نبأ نيوز يوم 28 - 09 - 2010


في ساحة تصفية الحسابات !!
الفرعين السابق واللاحق في خطة اوباما؟؟
الجزء الأول..
الإنسحاب الأمريكي من العراق ما حكايتة؟ هل حقاً أن سياسة الديمقراطيون والأزمة المالية هما السبب؟ أم أن المالكي وأمثالة سيحفظون لأمريكا نصيبها بعد الخروج؟ أين تكمن قوة أوباما عندما أعلن وهو لايزال مرشحاً عن نيتة في سحب الجيش من العراق ؟هل فهم مالم يفهمة بوش المصفوع بالنعال؟؟؟
لماذا الانسحاب الامريكي من العراق؟؟؟
n هناك ثلاثة سيناريوهات طرحت بقوة على الساحة , للإجابة على هذا السؤال:
السيناريو الأول: سحب الجيش الأمريكي نتيجة صعود رجل من الحزب الديمقراطي لرئاسة القرار الأمريكي(باراك حسين أوباما) وهو الحزب المؤمن بالسياسة الداخلية أكثر من الخارجية خلافاً لسياسية الجمهوريين, واستدل أصحاب هذا السيناريو من واقع وتاريخ سياسية الحزب الديمقراطي في أدارة الولايات المتحدة, وكذا الحاجة الماسة لأمريكا لحزب مثل هذا لحل الأزمة المالية التي عصفت بالولايات المتحدة, بالشكل الذي دفعهم للإعتقاد أن تصريحات الرئيس أوباما والتي يتبعها تحقيق عملي الأن, جاءت كأحد الحلول للتدهور الاقتصادي في أمريكا, وكحل لمشكلة ازدياد الضرائب على المواطنين الأمريكيين في عهد سلفه بوش, كان لابد من توقيف الحملات العسكرية الخارجية التي تهلك الخزينة الأمريكية (وميزانية البنتاغون بشكل خاص).
بالطبع هذا السيناريو خاطئ. فحقيقة أن البترول العراقي بمقدوره إغداق الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمليارات الدولارات, دون عناء, وإذا ما نظرنا بنفس المنظور الضيق لهذا السيناريو المتداول في الساحة الإعلامية السياسية, لوجدنا مثلا لاحصراً, أنه في أوج الأزمة المالية , أعلنت الولايات المتحدة على لسان كوندليزا رايس وزيرة الخارجية في عهد بوش, عن تمويل وإنشاء مشروع (القبة الحديدية) لحماية أمن إسرائيل, بتكلفة 205مليون دولار تحملها دافعوا الضرائب من الشعب الأمريكي, بموجب خطة قدمتها أدارة أوباما بعد ذلك, لاقت قبول واسع في الكونجرس, وبحسب أندرو شابيرو، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية والعسكرية في تصريح للواشنطن بوست: (نحن نمول نظامين آخرين للصواريخ بتكلفة 200 مليون سنوياً لحماية أمن إسرائيل) . في ما معناه أن أمريكا تقوم بدعم وإنشاء وتمويل مشاريع خارجية عسكرية بمليارات الدولارات هي في غنى حتى عن إقتراحها وإنشائها, في وقت هو ذروة أزمتها المالية , وكدليل على خطاء السيناريوا أيضاً, فإن خطة حل الأزمة التي قدمها أوباما للكونجرس والرأي العام لم تتناول شيء من هذا القبيل.
السيناريو الثاني: أتفق الكثير, على أن أمريكا لا حاجة لها بالبقاء في العراق, حيث أصبحت تستنزف قواتها بلا فائدة , في حين أنها قد سيطرت على رأس القرار العراقي, لذلك هي تفضل أن تجني الفوائد ليس المصائب وهي أمنة في موطنها , بعيدة عن التفجيرات والاغتيالات والعمليات الانتحارية. وهذا السيناريو خاطئ أيضاً , لأن رأس القرار العراقي نوري المالكي لفترة من الفترات, كان يمثل نقطة إلتقاء وتوافق للمصالح الأمريكية والإيرانية (كان مدعوم من الفريقين), وقد أثبتت التجربة لأمريكا أنه كان يميل إلى الفريق الإيراني أكثر, فكيف بعد إنسحابها تستند إلية لرعاية مصالحها , كما أن المالكي (رأس القرار) الذي أوجد استتاب للأمن لفترة من الفترات وهي الفترة التي أوصلته للفوز بالانتخابات الماضية, بمساعدة خطط الجنرال ماكرستال وقوات الصحوات لم يفعل شيئاً للأمن المتدهور حالياً, ناهيك عن أن المالكي لا يحظى حالياً بأي قبول من التحالفات التي كان قد ضمها لقائمته قديماً, كما لا يجب أن ننسى أن القوى الشيعية التي كانت تجرها طهران خلفه, أصدرت تصريحات في الأسابيع الأخيرة بعدم التعاون معه والقبول به. وبالتالي فإن هذا دليل على أن أمريكا لا تعهد إلية بحماية مصالحها بعد رحيلها, والأيام القادمة, ربما تحمل شخص إلى رأس القرار العراقي, يكون معارض للمصالح الأمريكية, في ما معناه أن أمريكا لم تقصد الرحيل والانسحاب لاستنادها على هذا السيناريو القاصر في النظر للأبعاد بالشكل الكافي.
السيناريو الثالث: أشار منظريه إلى أن قرار الإنسحاب هو بدافع إستراتيجي من نوع خاص وجديد, تعمل من خلاله (أمريكا) على تقديم دليل لتحسين صورتها أمام العالم العربي والإسلامي, بعد الصورة السلبية التي سببتها إدارة بوش, بهدف تشديد الخناق على المتطرفين من المسلمين العرب, وتعرية مشروعهم المسمى (مواجهة الحرب الصليبية التي تقودها أمريكا على الإسلام) الذي يلاقي قبول في المجتمعات الإسلامية على حد قولهم, لما من شأنه إيقاف الهجمات على المصالح الأمريكيه في المنطقة الإسلامية والعالم من قبل هؤلاء المتشددين.
أصحاب هذا السيناريو, من الكثير من أعضاء النادي السياسي الدولي والعربي, من صحافة ومفكرين وغيرهم, قدموا دليل على كلامهم, وهو زيارة أوباما للقاهرة وخطابة البليغ و الذي إتسم بالخطاب الديني الإسلامي, و زيارته للرياض, وكذا إقامته لمركز ثقافي إسلامي بالقرب من مركز التجارة العالمي, الذي إستهدفتة القاعدة في أحداث 11سبتمبر. وكذلك قيام الخارجية الأمريكية بإعتماد خطط جديدة في الشرق الأوسط, لتحسين الصورة السلبية, عن طريق تقديم برامج وخطط للشباب العربي المسلم عن التسامح ومكافحة العنف والتطرف والإرهاب... الخ.
وإذا ما نظرنا لهذا السيناريو, لوجدنا فيه من الخطورة والحماقة الكثير, لان قائليه يتجاهلون عن قصد الدعم الذي تقدمة أمريكا الجديدة لإسرائيل في جميع مواقفها بصورة تراجيدية جديدة وساذجة , ونذكرهم على الأقل , بما قاله للواشنطن بوست, وزير الدفاع، روبرت غيتس، الذي عمل لعقود طويلة في واشنطن «يعتقد أن تعاوننا العسكري مع إسرائيل وصل إلى مستوى غير مسبوق», كما أن مثل هذا الكلام لا ينبع إلا عن منظري السياسة الصهيونية ونوابغها الجدد في الشأن العربي الإسلامي.
بِمعزل عن هذة السيناريوهات الثلاثه المتباينة, وقبل الخوض في الأسباب الحقيقية للانسحاب الأمريكي من العراق, يجب أن نتذكر المبدأ القائل (السياسة فن الممكن) ووحدها الولايات المتحدة, من يتفنن في فن الممكن دائماً , وإنكار هذا هو من الإجحاف والمغالطة, فمثلما دعمت أسامه بن لادن في الشيشان نجدها تحاربه في أفغانستان, ومثلما دعمت العراق بحربها على إيران 1980-1986م, نجدها تحتل العراق في 2003م بمساعدة جهاز الاستخبارات الإيرانية.
غير أن الولايات المتحدة تجاهلت التجذر الإيراني في العراق, وغضت الطرف عن تطور هذا التجذر ووصوله لمرحلة النضج بصورة سريعة , ولم تبدِ أجهزتها الإستخباراتية والسياسية في العراق, أي اهتمام لهذا النضج, وعندما قام الحاكم الأمريكي للعراق (بريمر) بحل الجيش وإقصاء المخابرات والمؤسسات المدنية, وطمس هوية البعثيين , تشكلت مقاومة عسكرية بحتة لفترة وجيزة, حيث سعت إيران إلى إستغلال ذلك الخطأ من بريمر, إضافة إلى ما قد كانت هي أعدته من مفاجآت, الأمر الذي شكل بدوره مقاومة داخل العراق, متعددة الأطراف والأشكال والأهداف, وبنظر الكثير أن إيران كانت تدعم حتى البعثيين وتنظيم القاعدة, من أجل إرباك أمريكا وحساباتها.
الولايات المتحدة بعد أن لمست خطر هذا التطور السريع للمشروع الإيراني في الساحة العراقية, هرعت إلى الحوار مع إيران, و تقول صحيفة المشاهد السياسي اللندنية (أن أمريكا هرعت إلى طاولة الحوار مع إيران بشأن الأمن العراقي على قاعدة تضارب المصالح , ولكن القادة الإيرانيين إشترطوا ملفات أخرى), وبداءً من العام الثاني للإحتلال, ظلت إيران تعمل على إرباك الحسابات الأمريكية في العراق, بدقة وتفان, أظهرت قدرتها القوية في مجريات الأمن في الساحة العراقية, مما دفع بواشنطن أن تهرع للمرة الثانية إلى الحوار مع إيران, وبحسب المعلومات الصحفية لدي, فإن القادة الإيرانيين اشترطوا مجدداً تخفيف الضغط الأمريكي على المشروع النووي الإيراني مقابل ملف الأمن العراقي.
رفض واشنطن دفع بإيران إلى اللعب بالورقتين التاليتين:
الانتخابات العراقية : حيث دفعت إيران بحلفائها في الانتخابات العراقية , من اجل قطع الطريق على الآخرين في السيطرة على رئاسة القرار العراقي.
لعبت إيران بالورقة الإقليمية على امتداد مساحتها الجيوسياسية الممتدة من العراق إلى فلسطين إلى لبنان , وكذلك تحريك أساطيلها إلى خليج عدن, كانت في الواقع ورقة مهمة قدمتها إيران لوضع الأهداف الأمريكيه في المرمى وليس لدعم الحركة المتمردة في شمال اليمن فقط. هذا كله يعني أن إيران كانت مستعدة لتحريك جميع الأوراق, أو التنازل عنها مقابل مشروعها النووي, وعمدت إلى استباحة أمن العراق وتوظيف مسألة الحسابات الأمريكية في خدمة مشروعها النووي.
وحقيقة فمسألة الأمن العراقي لا تربك الحسابات الأمريكية في العراق فقط. بل وعلى امتداد المساحة الجيوبوليتيكية في الشرق الأوسط, مضرة بجميع مصالحها.
ومما لاشك فيه أن الساحة العراقية تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات, بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. من هنا فهم أوباما اللعبة, التي يخوضها بوش مع إيران في العراق, وأصدر تصريحه وهولا يزال يلهث وراء صناديق الاقتراع, بسحب الجيش من العراق.
والسؤال هنا يقول: انسحاب الجيش الأمريكي هل كان من اجل رفض المساومة مع إيران فقط؟ أم انه فن الممكن لدى أوباما؟
الإجابة كانت تستدعي عرض كل ما سبق , لأنها الحقيقة, فأوباما ما إن أدرك أن إيران أمسكت بأمريكا من الذراع الموجوعة , حتى أتجه لسياسة فن الممكن , بصورة أمريكا الجديدة, فسحب الذراع الموجوعة, من على الطاولة بهدوء, بل وهو مبتسماً لمناصريه في الانتخابات, ولكل عدسات العالم التي تنقل تصريحه بكل تعجب, فكانت أسباب سحب الجيش الإظطرارية بشيء من التفصيل هي:
1 تضارب المصالح الإيرانية مع الأمريكيه في العراق وتفوق إيران بسبب سيطرتها على مسألة الأمن وعلى أهم اللاعبين فيه.
2 وكذا سيطرتها على مسألة الانتخابات العراقية و أكثرية اللاعبين.
3 عدم قبول أمريكا لمبدأ إتخاذ الملف العراقي وسيلة لإنتزاع تعهد أمريكي بتخفيف الضغط على المشروع النووي الإيراني.
والخيارات المطروحة للأسابيع الحالية أمام أوباما بشأن إيران هي الاتجاه إلى تطبيق رزنامة العقوبات الأخيرة (الأقوى من سابقاتها) والتي أقرها مجلس الأمن على إيران, ولمعلوماتك فقد كان الإنسحاب الفرع السابق من خطة أوباما الجديدة.
في ساحة تصفية الحسابات !!.........(2)
الفرعين السابق واللاحق في خطة اوباما؟؟
ماهو الفرع اللاحق من خطة أوباما؟؟ خيارات أوباما الجارية؟ ماذا عن الحسابات السورية التركية في تشكيل الحكومة القادمة للعراق؟ كيف سيستثمر أوباما قرار الخروج؟؟
بعد أن رأينا أن أسباب الانسحاب كانت نتيجة ضعف أمريكا في السيطرة على العراق بشكل كامل, يمكننا القول أن أوباما قرر ترك الذراع الموجوعة التي أمسكتها إيران و إتجة إلى تطبيق رزنامة العقوبات الأخيرة التي أقرها مجلس الأمن .حقيقة في تصورنا أن هذا الضعف الأمريكي, لايعني ضعف لإدارة أوباما الجديدة, التي حملت إستراتيجية جديدة قال عنها الكثير أنه التحول الجوهري في قلب السياسية الأمريكية, في ما معناه أن أوباما يحمل شيء ,جديد على الساحة الدولية, مدروس بدقة, وهذا التخمين لو أمعنا في صحته, لوجدناه صحيحاً مبدئياً, ف أوباما قبل بما أجبره علية سلفه بوش, وليس إيران , وبالتالي فإن هذا الانسحاب قد كان أحد الفروع من بنود خطة جديدة, بشأن مستقبل المصالح الأمريكية في العراق , قمنا بتسميته بالفرع السابق, وهو الآن (أوباما) يسير بهدوء إلى تطبيق الفرع اللاحق وهي إستثمار قرار الخروج , لكن قبلها يجب على أوباما الاستفادة من الخيارات المطروحة أمامه بصورة برغماتية كي تنجح خطته الرامية إلى إستثمار قرار الخروج, والخيارات المطروحة هي:
1 منع إيران من الإنفراد بتقرير مصير العراق , عن طريق إقحام مفاوضين جدد من طرفة , مثل تركيا , وتحريك الشارع العربي, لمواجهة التدخل الإيراني , وأوراق اللعب كثيرة بالطبع لدى أوباما ومعاونيه الخارجيين كاللوبي الإسرائيلي مثلاً. وذلك لحماية المصالح الأمريكية في العراق بعد الخروج, وثانياً من أجل نجاح الحصار والعقوبات التي أقرها مجلس الأمن على إيران, التي تجد لها في العراق سوقاً مفتوح للتغلب بنسبة كبيرة على الحصار الإقتصادي المفروض.
2 تهدئة الوضع المتفاقم حول ورقة تشكيل الحكومة, وذلك لتأمين طريق الخروج النهائي في2011 وقد علقت على هذا الخيار قناة العربية في أحد برامجها قائلة أن أوباما يسعى لتأمين خروج قواته بسلام.
تحقيق الخيارات جاري بالفعل
ولكن مَن مِن مصلحته الآن من بين جميع الأطراف والتجاذبات الإقليمية بالعراق, الإهتمام بالعراق وحل أزمة الحكومة؟ وماهي حساباته التي تدفعه لحل الإشكالية؟
والإجابة تقول: أن مسألة الأمن العراقي التي تحتاج لحكومة عراقية جديدة لسد الفراغ الذي سيحدثه الأمريكان, هي مسألة إقليمية أمنية و جيوبولوتيكية لسوريا , ولقاء إياد علاوي ومقتدى الصدر في سوريا بحضور تركي يفسر ذلك. كيف؟ والإجابة تقول: حقيقة ليس هناك من جديد في التحرك السوري غير التوقيت وذلك لسببين:
الأول: خبير سوري مطلع قال: أن المطلوب((الذي تبحث عنة سوريا)) تحقيق توازن كاف مع الدور الإيراني الضاغط في التعاطي مع العراق.
الثاني: وهو مستمد من الأول, ويقول أن سوريا تحاول إيجاد توازن إقليمي لخارطة سوريا الجيوسياسية, والمنطقة ككل, من أجل تلافي الخلل الذي قد يطرأ على حدودها مع العراق, إذا ما حصلت هناك حرب إسرائيلية عليها وعلى لبنان معاً.
وتداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان وسوريا, يمكن تلمسها من خلال: ظهور ورقة ملف إغتيال الحريري على الطاولة مجدداً, وتوتر الساحة الإقليمية, وتصريحات حسن نصر الله الأخيرة, واتهامه المباشر لإسرائيل بأنها من وراء إغتيال الحريري,و كلامه اللاذع عن المحكمة الدولية , كلام يدل على توتر شديد تزداد وتيرته بما يؤثر في العلاقات السورية اللبنانية والسورية الإسرائيلية, (لا ننسى أن سوريا عقدت تحالف مع حزب الله على مبدأ مواجهة العدو المشترك), والحملة الإعلامية التي تشنها القنوات الإسرائيلية بشأن حقول الغاز المكتشفة في المياه اللبنانية وتجاوب الكنيست الإسرائيلي معها, و الإستطلاع الذي أجراه مركز الدراسات العربي – الأوروبي في باريس الذي قال أن الإكتشافات النفطية في مياه المتوسط سوف تكون سبباً في إندلاع حرب جديدة, وزيارة بشارالاسد والعاهل السعودي الأخيرة للبنان لتلافي حدوث المشاكل التي قد تطرأ بعد صدور القرار الظني, جميعها عوامل تؤكد إن هناك إحتقان إقليمي خطير, يلوح بتداعيات حرب أو هجمة إسرائيلية ستطرأ السنوات القريبة القادمة, مما دفع بسوريا لذلك التحرك المستحدث, من أجل سد الخانة العراقية بما فيه مصلحة للحسابات الإقليمية السورية كما أشرنا, والكلام الذي يفرض نفسه من المعقول أن أوباما هو من خلق الأسباب الكافية لسوريا للتدخل في تقرير مصير العراق وقطع الطريق عن حليفتها إيران في الإنفراد بهذا القرار, فكان مجال التقاطع السوري الإيراني مقصود من أوباما تحت مسمى (تلافي التوتر في العلاقات الإسرائيلية السورية واللبنانية المستحدثة), وربما أن أوباما قد أنتهز ذلك التوتر في صورة برغماتية بما يحقق خياراته.
ماذا بشأن الحضور التركي؟
أما التدخل التركي فهو يراعي المصالح التركية ظاهراً, لأن هناك إقليم كردي تم فصله عن العراق جزئياً, والخوف أن يصبح هذا الإقليم دولة كردية تعلن عن نفسها هناك في حالة ترك العراق على هذا الحال, وفي حسابات تركيا أن نتيجة تشكيل الحكومة القادمة لابد أن تراعي مصالحها, فهي لا تحب أن ترى رئيس عراقي يكون من قراراته فيما بعد السماح للأكراد بإقامة دولة لهم, لان هذا يشكل خطر عليها في منطقة حدودها مع العراق والذي تسكنه غالبية كردية, حيث أكراد الأتراك يطالبون بنفس المطلب لأكراد العراق, وحقيقة فإن قضية الأكراد تخص سوريا أيضاً, لأنها تملك أقلية كردية أيضاً إلى جانب العراق وتركيا لهم نفس المطلب. الجانب التركي له من يدعم ويبرر تدخله في الشأن العراقي ظاهراً وباطناً, فظاهراً: الحرص التركي على إحلال السلام في الشرق الأوسط ,وحب الشارع العربي لمواقفه, وباطناً: تشير الدلائل إلى أن التواجد التركي هو بدافع أمريكي إستراتيجي بحت, لموازاة التواجد الإيراني في الشرق الأوسط, وليس العراق فحسب. في الأخير يبقى لدينا سؤال يقول: بعد تحقيق الخيارات بالشكل المطلوب وانسحاب الجيش نهائياً ماذا لدى أوباما ؟أو ما هو الفرع اللاحق من خطته؟
الإجابة تفرض علينا التذكير أن الألاعيب السياسية هي في تطور, لأن السياسة تظل هي لعبة فن الممكن, بحجم الأطماع والتنازلات وغيرها من العوامل, ولكن إذا ظل الوضع على ما هو قائم, وتحقق لأوباما خياراته الأولية, فإن إجابة السؤال تقول:
بأن أوباما سيعمل على إرجاع الوضع بعد اكتمال الإنسحاب على ما هو عليه الأن, وسيأخذ نفس الدور الذي أخذته إيران, أو كما يقول النص الشعري (وداوها بالتي كانت هي الداء), في ما يعني أن الإدارة الأمريكية ستعمل على اللعب بالأوراق العراقية من الخارج, وإدخال العراق في دوامة نزاعات وخلافات طائفية وحزبية, وربما حرب أهلية, ناهيك عن التفجيرات والعبوات الناسفة, والسيارات المفخخة, وتطور مشروع تنظيم القاعدة, وغيرها, من اجل حماية مصالحها, وإرباك الحسابات الإيرانية, وأي حسابات واردة من أي طرف , حتى وإن حلت الأزمة برعايتها في وقت من الأوقات, فإنها لن تجعل في العراق ما يثير غرائز الأعداء والأصدقاء, والإنفراد بمقدراته لخارطتها الجيوبوليتيكية دون منافسة, وهذا هو الفرع اللاحق من خطة أوباما لإستثمار عراق ما بعد الانسحاب.
في ساحة تصفية الحسابات !! ......(3)
بيادق في أيادي المرآبيين وتجار الحروب.... ليس إلا.
حقيقة إن إختيار حاكم أمريكي للعراق بعد الغزو (بول بريمر), سعى لتدمير العراق من الداخل, وهو شبيه بإختيار الأمير الهولندي وليم أمير أورانج ملكاً لإنجلترا العام 1689م, حيث يقول ضابط الإستخبارات البريطانية الأمريكية وليم غاي في كتابية الشهيرين (ضباب أحمر يعلو أمريكا)( وأحجار على رقعة الشطرنج) وهم سبب مقتله, حول هذا الموضوع ((تلخيص وليس بالنص)): أن الثورة الإنجليزية العام 1660م, كان المسبب لها, المرابين اليهود, الذين أفتعلوا المسببات لقيام الثورة والأزمات التي أستمر إختلاقها على مدى ثلاثين عام, حتى تم هروب الملك البريطاني جيمس الثاني آنذاك من سخط الشعب, كانت فقط من أجل السيطرة على الإقتصاد الإنجليزي, حيث بين التاريخ, أن القائد الهولندي وليم أمير أورانج, ما أن وصل إلى حكم انجلترا حتى أقنع الخزينة الإنجليزية بإستدانة مبلغ خيالي من الصيارفة اليهود, الذين أوصلوه إلى الحكم, وبذلك وصل المرابين اليهود إلى مبتغاهم, بإقامة أول بنك في العالم, هو بنك إنجلترا, وتوقيع إتفاقية مع ذلك القائد الحاكم تقضي بأحقية الصيارفة اليهود بإمتلاك الحق في إصدار النقد وتقدير قيمة العملة مقابل الذهب, ثم مضى غاي في معرض حديثه ليقول, أن هذا القرض لم تستطع انجلترا تسديده بسبب الحروب الأهلية والخارجية التي نشبت حينها، ويقول أن الصيارفة هم من كان وراء هذا, كي يزداد القرض الربوي القومي, فلا تقدر إنجلترا على الوفاء بديونها بتاتاً.
أما لمعرفة ماذا يعني هذا الكلام, من تصريحات الحاخام اليهودي ماير روتشيلد الذي أفتعل كل ذلك, سأنقل لكم هذة الجمل الهامة, والتي قالها في حفل عشاء بقصره أمام نخبة من اليهود إحتفاء بالثورة الإنجليزية, ووضع الخطط للثورة الفرنسية, حيث قال: ((بعد سيطرتنا على إقتصاد أي بلد, وإقحام قادته وشعبه في مديونية لنا, عندها نقرر إما البقاء أو الرحيل, ومتى ما أردنا أن نعيد اللعب بذالك البلد, فنعمل على إشعال حروب أهلية وإنقسامات دينية, وإشعال الصراعات العلمانية والإشتركية والرأس مالية و..الخ, وتوصيل عملاء جدد لرأس القرار, لمواصلة مخططاتنا بأسمائهم, ومن مصلحتنا أن نتخلص من عملائنا السابقين الذين أكتشف أمرهم, ومن ثم إفتعال الأزمات والخلافات السياسية والإغتيالات, بما يوجد ملاذاً آمناً لنجاح أهدافنا, حيث تزداد مديونية الخزائن الوطنية لبنوكنا الربوية, وتزداد أرباحنا في التجارة الثانوية أيضاً, بما يضمن بقاء سيطرتنا علي أي وطن نريده, وبعدها لا يهمنا من يسن القوانين, طالما وأن حضورنا الخفي هو الحاكم الفعلي)). وهناك حقيقة قالها غاي في كتابية, هي أن أولئك المرابيين الدوليين, وحدوا بنوكهم تحت مسمى البنك الدولي, وحموه بعصبة الأمم حينها (الأمم المتحدة حالياً). ( ونحن نعرف أن الدول العربية التي تقع تحت سطوة البنك الدولي, تمر بعثرات وأزمات وحروب أهلية دائمة).
ومن هنا تُظهر لنا الأوليات أن هناك تطابق في أكثر الحقائق التي قدمناها, مع ما قدمناه لهم كخلاصة من ما ذكره غاي في كتابية (ضباب أحمر يعلو أمريكا) (وأحجار على رقعة الشطرنج), وما قاله كتاب مارسدن الروسي (بروتوكولات حكماء صهيون) وأن جميع الأهداف اليهودية يتم تحقيقها بهذه الطريقة على مدى التاريخ وسيكون كذلك للمستقبل((مادمت حالتنا هذي )), بإختلاف المسميات, فيما الأهداف والنتائج التي يحققونها هي نفسها.
تجدر الإشارة إلى أن سيطرة اليهود على أمريكا, تأتي لأسباب عديدة, نذكر منها, عدم قدرتهم على السيطرة على الإقتصاد, باللعب من الخارج, بسبب سياسة لنكولن المناهضة لهم, والذي أحرجهم كثيراً عندما أوجد أوراقه المالية الخاصة به كأول دولة لا تعترف بمبداء التأمين في سويسرا, مما دفع بالمرابيين اليهود إلى تدبير حادثة مقتله 1865م, (ونحن نعرف أن صدام حسين أوجد أوراقه المالية الخاصة لمواجهة الحصار المفروض عليه).
بعد هذا القطع التاريخي و الإنعطاف البحثي لأكثر الكتب أهمية في العالم, يمكننا في الواقع العراقي والإحتلال الأمريكي والإنسحاب, أن نقول أن مخططات المرابيين الدوليين تنفذ بالحرف, حيث قد ظهر جزء منهم تحت ما يسمى الصهيونية, التي تنكرها الحكومات الإسرائيلية وحكومات عربية كالتي رفضت مشروع المبادرة اليمنية بدون سبب مقنع.
وهؤلاء الصهاينة الواقفين وراء الستار في البيت الأبيض والكونغرس, هم من أتخذ قرار الحرب, وأفتعلوا الأسباب لذلك, وهم من أتخذ قرار إختيار بريمر , لتدمير العراق من الداخل.
وبالعودة إلى مستقبل العراق في خياراتهم, نجد أن الاختلافات الداخلية التي من شأنها تفجير الوضع الداخلي موجودة على الساحة, وسنجد أن التفجيرات في بغداد عادت للساحة منذ ستة أشهر, وفي التقرير نصف السنوي لمرصد الحقوق والحريات, أن عدد ضحايا أعمال القتل بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة, بلغ خلال الأشهر الأخيرة 9631 ضحية وإنتهاكاً, وفي نظرنا أن عملية السطو على البنك المركزي العراقي هي حادثة تحمل معان كثيرة, وما قاله طارق عزيز (المسئول السابق بعهد صدام حسين) بشأن الإنفلات الأمني و كلامه الموجه للأمريكان بأن لا يتركوا العراق للذئاب, كلام لم يعيروه الأمريكان أي إهتمام, لأن هذا بالفعل هو مرسوم المخطط اليهودي كما ذكرنا, والذي لم يكمله بوش, وجاء لتكملته باراك أوباما ذو القناع السلمي.
وهكذا بعد أن نجح اليهود في امتلاك الإقتصاد العراقي, وإقامة إقليم كردي يسيطر على 41% من النفط, معزول تماماً ومحمي تماماً, وأيضا بعد دخول العراق في مديونية تاريخية وصل فيها سعر الواحد اليورو إلى ما يعادل 5000 دينار عراقي, مؤكد أن أوباما سينتقل للجزء الثاني من خطة روتشيلد, الذي قلنا عنة الفرع اللاحق في خطته, وهو اللعب بالأوراق العراقية من الخارج, وإدخال العراق في دوامة نزاعات وخلافات طائفية وحزبية لا تنتهي, وربما حرب أهلية, ناهيك عن التفجيرات والعبوات الناسفة, والسيارات المفخخة, والمزيد من الأزمات الإقتصادية...الخ, حيث يزداد معها إستهلاك الخزينة العراقية, ( هذا إن ظل هناك خزينة أصلاً), لان هذا فقط هو ما يحمي المصالح التي جأوا لأجلها, بالطريقة التي رسمها الحاخام ماير روتشيلد وأعوانه قبل 300 عام, و لا يزال العمل بها يجري بقدم وساق, من خلف الستار, شاء العالم كله أم أبى.
وختاماً أترككم مع تصريح ل جو بايدن نائب الرئيس باراك أوباما ((صاحب نظرية تقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم ,شيعة وسنة وأكراد)), قال فيه: ليس على المرء أن يكون يهودياً ليفتخر بالصهيونية, أو أنه صهيوني.
.......................................................
* صحفي ومحلل سياسي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.