نسمع ونقرأ عن تعنيف الرجل للمرأة وهانحن نستعد مع العالم بأسره للاحتفال بيوم يناهض تلك الممارسة ضد المغلوبة على أمرها في مجتمع يوصف بالذكوري.. إلا أننا إذا دققنا النظر في تفاصيل حياتنا لوجدنا أن أغلب الرجال يتعرضون للعنف ولكنهم صامتون، كيف لا وهو «سي السيد» .. كرامته لا تسمح بالافصاح عما قد يتلقاه من ضرب ورفس.. فهو الرجل الذي لايحب أن يسمع سوى أنه الجلاد والمرأة هي الضحية وحتى وإن كان يعيش تحت سقف العنف الأسري لا أحد يفصح عن ذلك حتى لا تلحق به الفضيحة التي تنقص من رجولته وتنزل بها أسفل سافلين، لذا لايمكن أن يسمع أنين للرجل مهما ضُرب من زوجته وهذا أشد أنواع التعنيف. في المجتمع المصري ربع الزوجات يضربن ازواجهن وفي الشام عنف آخر ونحن اليمنيين لن نكون أفضل حالاً منهم، فعنف المرأة على الرجل لا ينحصر بالاعتداء عليه بالضرب فهناك عنف نفسي واقتصادي واجتماعي وجنسي كعنفها على جيبه نهاية كل شهر وعلى جوّاله عندما تشدد الرقابة عليه وغيرتها الزائدة والتنكيد عليه في ليلة الخميس بانشغالها عنه بالقات والشيشة، إلا أن أشد أنواع العنف عندما تقف في المحكمة بكل جبروتها وتطالب بخلعه. هاهو العالم بأسره يحتفل باليوم العالمي المناهض للعنف ضد المرأة وقد يكون صاحب الفكرة رجلاً حتى تظل المرأة هي المخلوقة المستضعفة ليحافظ على رجولته ويظهر أمام الناس بأنه عنتر. اليمن كغيرها من الدول سوف تحتفل بهذا اليوم وستتعالى الأصوات المنددة بالعنف ضد النساء وذلك من قبل منظمات المجتمع المدني التي ستُظهر الرجل بصورة أبشع مما خلقه الله فيها، إلا أننا ومادمنا سنحتفل يجب أن ندرك حقيقة أن العالم تغيّر والمرأة لم تعد ترفع شعار: ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب إذا مورس ضدها العنف .. فإذا أردنا أن نتحدث عن المرأة يجب ألا نتحدث عن المرأة زمان أيام ماكانت محبوسة بين أربعة جدران وهذا لايعني أن العالم خال من العنف ضد المرأة ولكن مثلما هناك عنف ضد المرأة هناك عنف ضد الرجل مازال سرياً للغاية.