ثمة كائنات كثيرة جداً حولنا تطلق على نفسها لقب (رجل) إنما لا يوجد فيها كائن واحد يعي معنى الرجولة الحقيقية قولاً وقناعة وسلوكاً وفكراً وتطبيقاً.لا يوجد كائن من بينها يدرك أن الرجولة وقبل أن تكون مجرد حروف في كلمة هي في الأصل مبدأ ومنهج شامل شمولية الحياة. لا يوجد في هذه الكائنات أيضاً من يريد أن يقتنع بأن الرجل هو نصف المجتمع فقط وليس هو مقاليد الحياة كلها أو أن كل الوجود متجسد فيه هو وما دونه لا قيمة له .. هناك إعاقة ذهنية متأصلة وقصور واضح في ذهنية وعقلية هذا الكائن اليمني عن مقياس الرجولة ومعناها الأصلي وليس المعنى المسخ الذي فرضه واقع الحال وموروثات الزمان العتيقة, وهذه الإعاقة والفهم القاصر جعلته في قاموس الإنسانية (ناقص) عقل ومنهاج . لا تقاس الرجولة بكمية التصرفات الهوجاء التي ينتهجها تجاه الغير ولا بكمية العبارات الرعناء التي يوجهها لأي مخلوق يتعامل معه، سواء كان رجلا أو امرأة أو حتى طفلاً.لا تقاس بمدى قدرة الصوت على أن يكون رافعاً وغليظاً وشرساً ويعبر حدود الصوت المصرح به علمياً في كتب الفيزياء.ولا تقاس الرجولة بشكل التجهم و الغضب المرسوم على واجهات المحيا أو بلون الدهاء المطبوع على سطح الجفون .ولا تقاس أيضاً بألفاظ التهجم والعنف أو بالقدرة الجبارة على أن تكون متسلطاً في بيتك وتمحي كل من يخالفونك في رؤيتك المعتمة للمواقف متبعاً بذلك وحدانية الرأي وصواب الفكر الخاطئ.. لا تقاس رجولتك بمدى إرهاق إنسانية غيرك واحتقار كينونته والقفز على أوجاعه بفظاظة واكتساب قوتك منه عبر إذلاله. لا تقاس الرجولة بفكر محنط ولا بعقلية عقيمة ولا بوجه جامد التطلعات يقتل بشراسة أحلام كل من حوله بقلب سارد في الجمود والتعنت والغباء.لا تقاس رجولتك بمدى تبعية الآخرين لك قسراً وإرغاماً, ورغم معرفتك أنهم يمقتونك إلا أنك تمشي على جسر أنينهم و تتفاخر أمام الناس بأنك (رجااال). لا تقاس رجولتك على زوجتك بعدد ما طأطأت رأسها أو بدمعات عين أجريتها لها ودقات قلب ظلمتها أو بمشوار قهر جعلتها تمشي فيه صاغرة مرغمة. الرجولة الحقة هي التسامي فوق الصغائر والتعالي فوق سطحيات الأمور والأنفة عن كل قبح وبشاعة. .الرجولة هي قاموس عظيم من معاني النفس السوية والعقل السليم الواعي والأفكار الراقية والتصرفات المثلى والقناعات الحقيقية بأن الذي أمامك يستحق منك الاحترام والإجلال والتعامل الأرقى والأنبل. الرجولة بحق هي الإنسانية في أرقى وأنبل مستوياتها وأعلى مراتبها وحالاتها وذلك لمن يعي فقط وليس لكائنات معاقة مثل التي في مجتمعنا, كائنات مازالت مقتنعة بأن الرجولة هي همجية التصرفات وهي سوط وقيد وأصفاد وجارية خرساء. رابط المقال على الفيس بوك