مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    ماذا تعني زيارة الرئيس العليمي محافظة مارب ؟    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    أصول القطاع المصرفي الاماراتي تتجاوز 4.2 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخها    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    استشهاد 6 من جنود قواتنا المسلحة في عمل غادر بأبين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا ضرب الزوجات؟
نشر في الجمهورية يوم 21 - 04 - 2013

لقد جعل الله عز وجل لكل شيء في الكون نظاما إلهيا ثابتا حتى تستقر الحياة، وجعل لكل مجتمع إماما أو حاكماً أو رئيساً ينظم شئون الرعية, وطلب من الجميع أن يسمعوا له ويطيعوا، وإلا حدثت الهمجية وكانت حياة البشر على شريعة الغاب.. وحدد الراعي في الحياة الأسرية حرصا على انتظامها وثباتها ودوامها ,قال تعالى: { كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسئول عَنْ رَعِيَّتِهِ} فالزوج راع في بيته، وهو مسئول عن رعيته، وجعل القوامة للرجال لأنهم المسئولون عن الإنفاق، وعن السعي، وهم الأجدر على تحمل أي مسئولية.
ولما كان الرجل هو القائم بشئون بيته وضح له الشارع كيفية معاملة زوجته وطريقة تربية أولاده وتأديبهم، ولما كانت بعض النساء غير سوية في تصرفاتها فقد وضع الشارع لهذا الصنف من النساء الطريقة المثلى لإصلاحهن فقال تعالى (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) [الآية(34) النساء].
فجعل الضرب آخر علاج يلجأ إليه الزوج للزوجة الناشز غير المطيعة، لكن وللأسف كثير من الأزواج لا يأخذ من الشريعة سوى ما يريد, وليتنا نطبقها كما يجب, فنجد الشخص يسمع بضرب الزوجة ولا يعلم كيف هو ومتى يجب ومن أول موقف ينفذ عقاب الضرب تاركاً التدرجات التي تسبقه, فهل يحق للزوج ضرب زوجته؟ ولماذا تسكت البعض من النساء على الإساءة التي تتعرض لها من قبل الزوج؟ وما هو الأثر النفسي الذي يخلفه عنف الزوج على الزوجة والأولاد؟
أمل عازبه
اعتقد أن كل الذين يضربون زوجاتهم جبناء وأغبياء ويفتقرون للحكمة والحنكة في التعامل مع كل النساء وليس مع النساء فقط لأنهم عندما يكونون في مواقف أشد استفزازاً مع آخرين من الرجال لا يتجرأون على الضرب وهذا يفسر ضربهم لنساء, لأن المعركة محسومة في صالح الرجال, تعطيهم غذاء نفسياً مؤقتاً لإشباع عجزهم....
أبو سهيل
ضرب الزوج لزوجته ليس من الرجولة أبدا, أنا متزوج ولقد قمت بضرب زوجتي أكثر من مرة ولكن شعرت للحظة بالندم وجلست مع نفسى وسألتها سؤالاً واحداً: هل ارتضى لأختي أو لا بنتي أن يضربها زوجها؟ اعتقد أن الرجولة هي أن اجعلها تفعل ما أريده دون أن الجأ للضرب ,وهناك طرق كثيرة من الممكن إتباعها والإسلام أمرنا بالضرب في آخر المطاف عند النشوز ومعناه أن تكون المرأة غير مطيعة لزوجها في أشياء هامة وليست أشياء تافهة ويكون الضرب آخر الطرق, وعني أنا شخصيا اشعر بالغضب سريعا ولكن قبل أن أمد يدي على زوجتي أفكر كثيراً أن تكون أبنتي مكانها وهنا أتوقف واستخدم أسلوب آخر...
د/ أمل العبسي أخصائية نفسية
أن الثقافة الاجتماعية تبنى على مجموعة من الأفكار بعضها إيجابي كالكرم والشهامة، وبعضها سلبي كالضرب وتعنيف المرأة واعتبار أن تلك المرأة هي جسد بلا عقل أو عاطفة, وبعض الثقافات الاجتماعية تبني فكرة الرجولة على ضرب المرأة سواء كانت الأخت أو الزوجة فتكون المعادلة طردية بمعنى أن الرجل الحقيقي هو الذي يستطيع فعلا تأديب زوجته بالضرب والعكس صحيح، وإذا ما صححنا العبارة فلن أقول الثقافة الاجتماعية بل أود استبدالها بكلمة الثقافة الأسرية لأن كثيرا من الأسر نشأ فيها الرجل يحترم زوجته تمشيا مع السنة النبوية ووفق ما وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من التعامل باللطف والمودة والرحمة والنصيحة في حال الاختلاف بعيدا عن الضرب المبرح الذي يقع فيه البعض في التعامل مع الزوجات, بل وهناك أشكال أكثر من التعدي على حق المرأة مثل عدم تسميتها باسمها في بعض الأماكن العامة التي تستدعي أن يناديها الزوج وغرس الأفكار السلبية في الطفل بتحريم نطق اسم الأم عند الأصدقاء واعتباره من العيب وكأنه نوع من الإهانة للإنسان عندما يعرف اسم الأم.. وهكذا تنمو وتنشأ المفاهيم منذ الصغر بالتقليل من شأن المرأة وعدم احترامها إلى أن يصل الأمر إلى الضرب المبرح الممزوج بالإهانات المعنوية واللفظية دون أن يستطيع أحد إيقاف ذلك الرجل عند حده ممن حول الأسرة، حيث يقتنع الجميع بما يفعله ذلك الزوج من السلوكيات الوحشية، وفي مثل تلك الحالات نحن بحاجة كبيرة إلى أخصائي نفسي قبل كل شيء لمعالجة تلك التراكمات الأسرية ممتدة الجذور.
ضرب الزوجة في المجتمعات
ظاهرة ضرب الزوجات من الظواهر المنتشرة في العالم والتي تشكل صورة من صور العنف الموجه ضد المرأة ونوع من أنواع شريعة الغاب‏..‏ وبالرغم من رفض المجتمعات لهذه الظاهرة إلا أنها تتزايد بشكل يدعو إلي القلق حتى في أكثر المجتمعات تمدنا ورفاهية‏،‏ ففي الولايات المتحدة الأمريكية سجلت الإحصائيات الرسمية أن‏79%‏ من الرجال يضربون زوجاتهم ضربا يؤدي إلى عاهة، أما في فرنسا فهناك مليونا امرأة تتعرضن للضرب كل سنة‏.‏
و‏60 %‏ من الشكاوى الليلية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس استغاثات من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن مما دفع ميشيل أندرية أمينة سر الدولة لحقوق الإنسان إلى القول‏:‏ الحيوانات تعامل أحيانا أفضل من النساء‏، فلو أن رجلاً ضرب كلباً في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو إلى جمعية الرفق بالحيوان‏،‏ لكن لو ضرب رجل زوجته فلن يتحرك أحد في فرنسا‏.‏. وفي بريطانيا يفيد أحد التقارير أن‏77 %‏ من الأزواج يضربون زوجاتهم بدون سبب‏.‏ وفي أمستردام عاصمة هولندا عقدت ندوة عن إساءة معاملة المرأة‏،‏ أجمع المشاركون فيها إلى أن المرأة مضطهدة في جميع المجتمعات وفي بيرو تشكل جريمة اعتداء الزوج بالضرب على زوجته‏70%‏ من مجموع البلاغات للشرطة،‏ وفي تايلاند يعتدي‏50 %‏ من رجال أضخم تجمع عشوائي في بانكوك بالضرب بانتظام على زوجاتهم‏,‏ وفي تركيا يرى‏45 %‏ من الرجال أن من حقهم ضرب النساء إذا لم يطيعوهم وفي بلجيكا تشير الإحصائيات إلى أن‏48 %‏ من النساء يتعرضن للضرب على مدى حياتهن‏.‏ وفي روسيا يتم ضرب‏36‏ ألف روسية من قبل أزواجهن يوميا‏.‏ أما في مصر فقد أوضح المسح الديموجرافي لسنة 1955‏ والذي أجري علي‏14‏ ألفا و‏779‏ امرأة أن نسبة تتراوح بين‏43‏ و‏46%‏ من النساء المتزوجات سواء الأميات أو المتعلمات تعرضن للضرب في حياتهن الزوجية و‏45%‏ منهن تعرضن لضرب الزوج علي الأقل مرة واحدة في العام السابق للمسح و‏17%‏ منهن تعرضن للضرب على الأقل ثلاث مرات في العام نفسه واحتاجت‏39%‏ منهن للرعاية الطبية بسبب الضرب‏.‏ كما أن ثلث النساء اللاتي ضربن تم ضربهن أثناء الحمل‏...
ف-ه مطلقة
الآثار النفسية لضرب الزوجة لا تقدر ولا توصف فهي لا تستطيع أن تنسى له أهانتها وتجد صعوبة في التعايش معه بعد ذلك وخصوصا اذا كانت تكن له محبة في قلبها وفى هذه اللحظة تنسى كل شيء جميل ويظل المشهد المؤلم في خيالها لأنها وثقت فيه وراهنت للجميع على حبه لها واحترامه لها وتصحو على هذه الفجيعة التي حطمت صورته أمامها نهائيا, ربما الزمن قادر أن يمحوها ولكن ليس بسهوله وخصوصا اذا كانت الزوجة من الشخصيات الحساسة, فلقد تعرضت للضرب من قبل زوجي عدة مرات ورغم محاولاتي منعه عن تكرار ذلك إلا إني فشلت وشعرت باستحالة الاستمرار وطلبت الطلاق من غير تردد لاحتفظ بكرامتي التي كان في كل مره يمرغها بالتراب تحت قدميه...
أم ياسر معلمة
أنا متزوجة من 5 سنوات وعندي بنت وولد والآن حامل. احب زوجي ويحبني وعمرنا متقارب ومستوانا الاجتماعي والعلمي والثقافي عالي, لكن مع ذلك ضربني زوجي مرات عديدة فيها المبرح وفيها الغير مبرح, وفيها ألذي احتجت بعدها لعناية طبية, ومن التجارب تعلمت انه مهما كان يحبك الرجل أهم شيء عنده كرامته ورجولته, فلا تحاولي تخدشيهم إذا تعصب وحسيتي انه سيدخل المرحلة الخطرة, اكسري عنادك وغرورك واعتذري بسرعة حتى لو كان هو الغلطان وتفاهمي معه فيما بعد؟, كما يجب على الزوجة في حال ضربها زوجها أن تقاطعه في البيت ولا تذهب إلى بيت أهلها ولكن تقوم على شئون البيت وشئونه كأحسن ما ينبغي وتستمر على هذا ولكن لا تكلمه نهائيا ولا حتى عن طريق الأولاد حتى يشعر بخطئه ومهما عمل لكى يصالحها تستمر في هذا العقاب...
الحمد لله من بعد ما أتعلمت من تجاربي والتي كانت قاسية في بداية حياتي معه تحسنت علاقتي معه جدا, ولم يعد يمد يده علي طالما استخدمت الحكمة في التعامل معه أثناء غضبه...
كيف تتصرف الزوجة حيال ضرب زوجها لها
يقول الدكتور النفسي عبد السلام المطحني: إذا حدث أن ضرب الزوج زوجته فيجب عليها ألا تلتزم الصمت أبدا لان أكبر غلطة يمكن أن ترتكبها في حق نفسها هي أن تسكت فهي بهذا السلوك السلبي تثبت في ذهنه فكرة انه يمكن أن يملي عليها رأيه بالقوة‏, فيزداد إيمانه بأن الضرب هو الوسيلة التي تمكنه من إسكات زوجته أو إجبارها على طاعته أو إخضاعها لأوامره‏..‏ فيتمادى في هذا السلوك‏.‏. لشيء الوحيد الذي يجب عليها أن تفعله في أول مرة يضربها فيها هو أن تصعد الأمر, لان بعض الزوجات يبتلعن الإساءة ويبررنها لأنفسهن بأفكار مثل انه يفرج عن شعوره‏‏ أو انه اخطأ رغما عنه بسبب الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها وانه لن يكرر هذا الخطأ‏, لكن كل هذه التبريرات مرفوضة تماما‏,‏ والزوجة يجب ألا تلوم نفسها في هذه الظروف لان كل الأمور يمكن مناقشتها بين شخصين ناضجين بالعقل والمنطق وليس بالضرب‏.‏. ويجب على الزوجة في هذه الحالة أن تقول لزوجها بشكل واضح وصريح أن تصرفه هذا غير مقبول وأنها لن تسمح له أبدا أن يمد يده عليها وأنها لن تسكت على هذا التصرف‏..‏ وعادة ما تجدي مثل هذه التهديدات‏..‏ لكن إذا حدث وتكرر الأمر مرة ثانية فيجب أن تصعد الأمور إلى مرحلة التهديد‏..‏ فإذا كان يخشى من الفضيحة تهدده بها‏،‏ وإذا كان يخشى أهله تهدده بهم‏، وإذا كان يخشى أهلها لمكانتهم الاجتماعية مثلا تهدده بهم‏،‏ ولكن عليها أن تكون مدركة تماما إلى أن هذه التهديدات يجب أن يعقبها تصرف في حالة إذا لم يرتدع,‏ و إلا لن يكون للتهديد معنى ولن يؤتي بنتيجة بعد ذلك‏.‏. أما إذا استمر في ضربها فهنا تأتي مرحلة تنفيذ التهديد واللجوء لأهلها لكي يساعدوها‏..‏ وإذا كان أهله يمكن أن يشكلوا رادعاً له يجب أن تلجأ إليهم‏.‏. وعن الآثار النفسية التي يتركها الضرب في نفس الزوجة يقول الدكتور عبد السلام أن السنة الأولى من الزواج مهمة جدا لإرساء أساسيات العلاقة الزوجية بين الطرفين‏،‏ فإذا أكتشف الزوج أن هذا الأسلوب العنيف في معالجة الأمور مرفوض تماما من قبل الزوجة فإنه يتقبله وتستمر العلاقة بينهما وتستقيم بدون شروخ‏..‏ لكن إذا استمر الضرب وخضعت الزوجة لهذا السلوك العنيف لسبب أو لآخر فإنه يترك شرخا فظيعا في نفسيتها ويؤثر على العلاقة الزوجية التي يضربها في مقتل،‏ ويصعب بعد ذلك استقامة العلاقة من جديد‏.‏
في النهاية لا يتبقى سوى أن أقول إن الوسيلة الوحيدة لوقف هذا العنف الموجه ضد المرأة هي التربية‏..‏ فيجب أن يتعلم الأطفال منذ طفولتهم معنى المودة والرحمة بين الجنسين في الحياة الزوجية، لكي يشبوا على هذه المبادئ ويتبعوها طوال حياتهم‏.‏
أ/ محمد محمد الكبسي
إن الدافع إلى ضرب الزوجات في نظري يتمثل في أسباب منها:
ضعف المرأة مما يغري بالتعدي عليها خاصة إذا لم تكن لها أسرة قوية.
وجود مورثات قديمة جاءت بعد أن تخلى الناس عن التعاليم الإسلامية.عدم نضج الرجل وتفهمه لدور المرأة والحياة الزوجية وقدسيتها ,وعدم فهم الإسلام وفهم تعاليمه التي تدعو إلى احترام المرأة.
أعتقد أن الضرب ضعف في الشخصية والدليل أن كثيراً من الأزواج يعيشون حياة هادئة من غير استخدام الضرب ، فالشخص غير القادر على حل مشكلاته يستخدم الضرب ، وكثير من أولياء الأمور يستخدمون القوة لإثارة الرعب ، فإذا دخل الأب المنزل فلا حديث خوفاً من الضرب ، مع أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان جالسا في منزله ومعه أحد ولاته دخل ابنه فقبله ، فاستغرب الوالي وقال: لماذا تفعل هذا مع أبنك ؟ فسأله عمر: وأنت ما حالك مع أبنائك وأهل بيتك؟ فرد عليه قائلاً: إذا دخلت إلى المنزل فإن الواقف يجلس، والذي يتحدث يصمت؟ فقال له الخليفة: وما أملك إذا كان الله نزع الرحمة من قلبك..
أ-ع مدرسه
تتركز خطورة ضرب الزوجات بصورة أساسية في الأثر النفسي والاجتماعي السلبي الذي تتركه على الأولاد، الذين غالباً ما يعيشون مشاهد العنف تلك، لتفعل فعلها في شخصياتهم، إما باتجاه الانغلاق على النفس والسلبية في التعامل مع المجتمع والضعف في الشخصية، أو عبر نقل الرغبة في العدوانية إلى الأولاد ذاتهم.. وعادة ما يترك ضرب الأب لزوجته أمام الأولاد، أسوأ الأثر على علاقة الأبناء المستقبلية بأبيهم وأمهم، لتنبت في النهاية أجيال غير سوية من الناحيتين النفسية والاجتماعية وهذا ما حدث معي فعلا فلقد كنت اشعر بالرعب وانا أرى والدي يقوم بضرب والدتي أمامنا نحن أبنائه, وكبرت وانا أخاف الزواج, أخاف أن أتعرض لما تعرضت له أمي ولا استطيع التخلص من هذا الخوف حتى بعد أن أصبح عمري في الثلاثين, ولقد كان هذا سبب رفضي لكل من تقدم لطلبي للزواج.
ما العمل لوقف العنف في حياة الزوجين:
1 عند النقاش ليكن قانون النقاش هو محاولة تجنب الوصول لمرحلة الانفجار أو العمليات المتمثلة بالضرب.
2 عند الانفعال علينا أن نبتعد عن اتخاذ القرار، ولعل قرار رفع الصوت أو استخدام اليد هو اللغة التي علينا الابتعاد عنها.
3 في حالة امتداد اليد- لا قدر الله - فإن على الزوجين وخصوصاً الضحية الإمساك بيد البادئ وتحذيره دون انفعال بعدم تكرار هذه العملية.
4 على الزوجين تذكير أحدهما الآخر عند بروز بوادر الاستثارة تجنباً لأمور لا يحمد عقباها.
5 ليتعلم الزوجان فن الحوار والتفاهم وإلا فعلى الأقل فليتعلما كيف يحصلان على طريقة انسحابية سليمة خشية تفاقم الأمر.
6 على الضحية وغالباً ما تكون الزوجة عند الفشل في حل الخلاف واستمرار الاعتداء عليها اللجوء إلى شخص حكيم من أفراد أسرتها أو أسرته لتصفية الأمر وعليها أن لا تستسلم، خاصة إذا كان العنف قاسياً لأن اليد إذا اعتدت بالعنف ولم توقف فإنها لن تستمر في المستقبل إلا على جسد الضحية المستسلم.
7 على الزوجة ألا تستثير الزوج إن علمت أنه يستخدم العنف وإلا فلا تلومن إلا نفسها، وهذا عليها احتواء الخلاف باختيار أفضل الكلمات والأوقات لعرض وجهة نظرها، لا أن تستجوبه وكأنها في محاكمة عسكرية.
8 على الزوجين عند مناقشة مشاكلهما الكبيرة الابتعاد عن وجود الأبناء لأن أثر ذلك سينتقل لجيل الأبناء عند كبرهم وتأسيسهم أسراً جديدة.
9 على الزوجة استثمار فترة هدوء العاصفة بعد حادث العنف الذي يتمثل غالباً فيما أسميه بشهر عسل أو أيام مصالحة، بتحديد شروطها وأن تتفق معه على حدود العلاقة وأسلوب حل الخلافات الأسرية.
10 ليعلم الزوجان أن العنف مرفوض إنسانياً ودينياً، فإذا حصل عنف لا قدر الله فليرضى الآخر بنتيجة ما قد يترتب عليه ذلك.
أخيراً
في ختام هذا الاستطلاع لا بد من التذكير بأن قضية ضرب الزوجة التي تأخذ كثيرا من الأخذ والرد في هذه الأيام تقع بين أمرين كلاهما مر، الأمر الأول هو الدعوات التحررية التي بالغت في توسيع مفهوم العنف ضد المرأة بشكل لا ينسجم مع مفهوم الإسلام للعلاقات الزوجية, والأمر الثاني هو الممارسات الشاذة لبعض الأزواج الذين أساءوا فهم وتطبيق بعض النصوص الدينية، فأخذوا من النصوص ما يتناسب مع أهواءهم وأهملوا تلك التي لا ترضي طموحاتهم، وبذلك تناسى هؤلاء قوله تعالى “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” واكتفوا بقول الله عز وجل “اضربوهن” والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى ضمن سلسلة من الإصلاحات تبدأ بالوعظ والإرشاد وتنتهي بآخر دواء وهو الكي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.