الرزامي يكشف عن فساد محسن في هيئة المواصفات بصنعاء    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    حملات ضبط الأسعار في العاصمة عدن.. جهود تُنعش آمال المواطن لتحسن معيشته    في السياسة القرار الصحيح لاينجح الا بالتوقيت الصحيح    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    الرئيس الزُبيدي يوجّه بسرعة فتح محاكم العاصمة عدن وحل مطالب نادي القضاة وفقا للقانون    أحزاب حضرموت تطالب بهيكلة السلطة المحلية وتحذر من انزلاق المحافظة نحو الفوضى    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    إغلاق محال الجملة المخالفة لقرار خفض أسعار السلع بالمنصورة    لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    منع سيارات القات من دخول المكلا والخسائر بالمليارات    مناقشة قضايا حقوق الطفولة باليمن    موقع بريطاني: قدراتُ اليمن البحرية تكشف هشاشة الردع الغربي    الرئيس الزُبيدي يقود معركة إنقاذ الاقتصاد وتحسين قيمة العملة    عشرات الحقوقيين المغاربة يضربون عن الطعام احتجاجاً على التجويع الصهيوني لغزة    تكريمًا لتضحياته.. الرئيس الزُبيدي يزيح الستار عن النصب التذكاري للشهيد القائد منير "أبو اليمامة" بالعاصمة عدن    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    رئيس الوزراء من وزارة الصناعة بعدن: لن نترك المواطن وحيداً وسنواجه جشع التجار بكل حزم    هيئة مكافحة الفساد تتسلم اقرار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي    عدن.. تحسن جديد لقيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية    اجتماع بالحديدة يناقش آليات دعم ورش النجارة وتشجيع المنتج المحلي    "القسام" تدك تحشيدات العدو الصهيوني جنوب خان يونس    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    المشايخ في مناطق الحوثيين.. انتهاكات بالجملة وتصفيات بدم بارد    الاتحاد الدولي للمواي تاي يفرض عقوبة على "إسرائيل" بعد إعدامها لاعب فلسطيني    استشهاد 22 فلسطيني برصاص وقصف الاحتلال أنحاء متفرقة من قطاع غز    خبير في الطقس: موجة أمطار قادمة من الشرق نحو غرب اليمن    أمواج البحر تجرف سبعة شبان أثناء السباحة في عدن    سون يعلن الرحيل عن توتنهام    وفاة وإصابة 470 مواطنا جراء حوادث سير متفرقة خلال يوليو المنصرم    محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط    بتهمة الاغتصاب.. حكيمي أمام المحكمة الجنائية    لابورتا: برشلونة منفتح على «دورية أمريكا»    ماريت تفاجئ مولي.. وكيت تنتزع ذهبية 200    طفل هندي في الثانية من عمره يعض كوبرا حتى الموت ... ويُبصر العالم بحالة نادرة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    تقرير حكومي يكشف عن فساد وتجاوزات مدير التعليم الفني بتعز "الحوبان"    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    وعاد الجوع… وعاد الزمان… وضاع الوطن    مأرب.. مسؤول أمني رفيع يختطف تاجراً يمنياً ويخفيه في زنزانة لسنوات بعد نزاع على أموال مشبوهة    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    وداعاً زياد الرحباني    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا ضرب الزوجات ؟
نشر في الجمهورية يوم 21 - 04 - 2013

لقد جعل الله عز وجل لكل شيء في الكون نظاما إلهيا ثابتا حتى تستقر الحياة، وجعل لكل مجتمع إماما أو حاكماً أو رئيساً ينظم شئون الرعية, وطلب من الجميع أن يسمعوا له ويطيعوا، وإلا حدثت الهمجية وكانت حياة البشر على شريعة الغاب.. وحدد الراعي في الحياة الأسرية حرصا على انتظامها وثباتها ودوامها ,قال تعالى: { كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسئول عَنْ رَعِيَّتِهِ} فالزوج راع في بيته، وهو مسئول عن رعيته، وجعل القوامة للرجال لأنهم المسئولون عن الإنفاق، وعن السعي، وهم الأجدر على تحمل أي مسئولية.
ولما كان الرجل هو القائم بشئون بيته وضح له الشارع كيفية معاملة زوجته وطريقة تربية أولاده وتأديبهم، ولما كانت بعض النساء غير سوية في تصرفاتها فقد وضع الشارع لهذا الصنف من النساء الطريقة المثلى لإصلاحهن فقال تعالى (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) [الآية(34) النساء].
فجعل الضرب آخر علاج يلجأ إليه الزوج للزوجة الناشز غير المطيعة، لكن وللأسف كثير من الأزواج لا يأخذ من الشريعة سوى ما يريد, وليتنا نطبقها كما يجب, فنجد الشخص يسمع بضرب الزوجة ولا يعلم كيف هو ومتى يجب ومن أول موقف ينفذ عقاب الضرب تاركاً التدرجات التي تسبقه, فهل يحق للزوج ضرب زوجته؟ ولماذا تسكت البعض من النساء على الإساءة التي تتعرض لها من قبل الزوج؟ وما هو الأثر النفسي الذي يخلفه عنف الزوج على الزوجة والأولاد؟
أمل عازبه
اعتقد أن كل الذين يضربون زوجاتهم جبناء وأغبياء ويفتقرون للحكمة والحنكة في التعامل مع كل النساء وليس مع النساء فقط لأنهم عندما يكونون في مواقف أشد استفزازاً مع آخرين من الرجال لا يتجرأون على الضرب وهذا يفسر ضربهم لنساء, لأن المعركة محسومة في صالح الرجال, تعطيهم غذاء نفسياً مؤقتاً لإشباع عجزهم....
أبو سهيل
ضرب الزوج لزوجته ليس من الرجولة أبدا, أنا متزوج ولقد قمت بضرب زوجتي أكثر من مرة ولكن شعرت للحظة بالندم وجلست مع نفسى وسألتها سؤالاً واحداً: هل ارتضى لأختي أو لا بنتي أن يضربها زوجها؟ اعتقد أن الرجولة هي أن اجعلها تفعل ما أريده دون أن الجأ للضرب ,وهناك طرق كثيرة من الممكن إتباعها والإسلام أمرنا بالضرب في آخر المطاف عند النشوز ومعناه أن تكون المرأة غير مطيعة لزوجها في أشياء هامة وليست أشياء تافهة ويكون الضرب آخر الطرق, وعني أنا شخصيا اشعر بالغضب سريعا ولكن قبل أن أمد يدي على زوجتي أفكر كثيراً أن تكون أبنتي مكانها وهنا أتوقف واستخدم أسلوب آخر...
د/ أمل العبسي أخصائية نفسية
أن الثقافة الاجتماعية تبنى على مجموعة من الأفكار بعضها إيجابي كالكرم والشهامة، وبعضها سلبي كالضرب وتعنيف المرأة واعتبار أن تلك المرأة هي جسد بلا عقل أو عاطفة, وبعض الثقافات الاجتماعية تبني فكرة الرجولة على ضرب المرأة سواء كانت الأخت أو الزوجة فتكون المعادلة طردية بمعنى أن الرجل الحقيقي هو الذي يستطيع فعلا تأديب زوجته بالضرب والعكس صحيح، وإذا ما صححنا العبارة فلن أقول الثقافة الاجتماعية بل أود استبدالها بكلمة الثقافة الأسرية لأن كثيرا من الأسر نشأ فيها الرجل يحترم زوجته تمشيا مع السنة النبوية ووفق ما وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من التعامل باللطف والمودة والرحمة والنصيحة في حال الاختلاف بعيدا عن الضرب المبرح الذي يقع فيه البعض في التعامل مع الزوجات, بل وهناك أشكال أكثر من التعدي على حق المرأة مثل عدم تسميتها باسمها في بعض الأماكن العامة التي تستدعي أن يناديها الزوج وغرس الأفكار السلبية في الطفل بتحريم نطق اسم الأم عند الأصدقاء واعتباره من العيب وكأنه نوع من الإهانة للإنسان عندما يعرف اسم الأم.. وهكذا تنمو وتنشأ المفاهيم منذ الصغر بالتقليل من شأن المرأة وعدم احترامها إلى أن يصل الأمر إلى الضرب المبرح الممزوج بالإهانات المعنوية واللفظية دون أن يستطيع أحد إيقاف ذلك الرجل عند حده ممن حول الأسرة، حيث يقتنع الجميع بما يفعله ذلك الزوج من السلوكيات الوحشية، وفي مثل تلك الحالات نحن بحاجة كبيرة إلى أخصائي نفسي قبل كل شيء لمعالجة تلك التراكمات الأسرية ممتدة الجذور.
ضرب الزوجة في المجتمعات
ظاهرة ضرب الزوجات من الظواهر المنتشرة في العالم والتي تشكل صورة من صور العنف الموجه ضد المرأة ونوع من أنواع شريعة الغاب‏..‏ وبالرغم من رفض المجتمعات لهذه الظاهرة إلا أنها تتزايد بشكل يدعو إلي القلق حتى في أكثر المجتمعات تمدنا ورفاهية‏،‏ ففي الولايات المتحدة الأمريكية سجلت الإحصائيات الرسمية أن‏79%‏ من الرجال يضربون زوجاتهم ضربا يؤدي إلى عاهة، أما في فرنسا فهناك مليونا امرأة تتعرضن للضرب كل سنة‏.‏
و‏60 %‏ من الشكاوى الليلية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس استغاثات من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن مما دفع ميشيل أندرية أمينة سر الدولة لحقوق الإنسان إلى القول‏:‏ الحيوانات تعامل أحيانا أفضل من النساء‏، فلو أن رجلاً ضرب كلباً في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو إلى جمعية الرفق بالحيوان‏،‏ لكن لو ضرب رجل زوجته فلن يتحرك أحد في فرنسا‏.‏. وفي بريطانيا يفيد أحد التقارير أن‏77 %‏ من الأزواج يضربون زوجاتهم بدون سبب‏.‏ وفي أمستردام عاصمة هولندا عقدت ندوة عن إساءة معاملة المرأة‏،‏ أجمع المشاركون فيها إلى أن المرأة مضطهدة في جميع المجتمعات وفي بيرو تشكل جريمة اعتداء الزوج بالضرب على زوجته‏70%‏ من مجموع البلاغات للشرطة،‏ وفي تايلاند يعتدي‏50 %‏ من رجال أضخم تجمع عشوائي في بانكوك بالضرب بانتظام على زوجاتهم‏,‏ وفي تركيا يرى‏45 %‏ من الرجال أن من حقهم ضرب النساء إذا لم يطيعوهم وفي بلجيكا تشير الإحصائيات إلى أن‏48 %‏ من النساء يتعرضن للضرب على مدى حياتهن‏.‏ وفي روسيا يتم ضرب‏36‏ ألف روسية من قبل أزواجهن يوميا‏.‏ أما في مصر فقد أوضح المسح الديموجرافي لسنة 1955‏ والذي أجري علي‏14‏ ألفا و‏779‏ امرأة أن نسبة تتراوح بين‏43‏ و‏46%‏ من النساء المتزوجات سواء الأميات أو المتعلمات تعرضن للضرب في حياتهن الزوجية و‏45%‏ منهن تعرضن لضرب الزوج علي الأقل مرة واحدة في العام السابق للمسح و‏17%‏ منهن تعرضن للضرب على الأقل ثلاث مرات في العام نفسه واحتاجت‏39%‏ منهن للرعاية الطبية بسبب الضرب‏.‏ كما أن ثلث النساء اللاتي ضربن تم ضربهن أثناء الحمل‏...
ف-ه مطلقة
الآثار النفسية لضرب الزوجة لا تقدر ولا توصف فهي لا تستطيع أن تنسى له أهانتها وتجد صعوبة في التعايش معه بعد ذلك وخصوصا اذا كانت تكن له محبة في قلبها وفى هذه اللحظة تنسى كل شيء جميل ويظل المشهد المؤلم في خيالها لأنها وثقت فيه وراهنت للجميع على حبه لها واحترامه لها وتصحو على هذه الفجيعة التي حطمت صورته أمامها نهائيا, ربما الزمن قادر أن يمحوها ولكن ليس بسهوله وخصوصا اذا كانت الزوجة من الشخصيات الحساسة, فلقد تعرضت للضرب من قبل زوجي عدة مرات ورغم محاولاتي منعه عن تكرار ذلك إلا إني فشلت وشعرت باستحالة الاستمرار وطلبت الطلاق من غير تردد لاحتفظ بكرامتي التي كان في كل مره يمرغها بالتراب تحت قدميه...
أم ياسر معلمة
أنا متزوجة من 5 سنوات وعندي بنت وولد والآن حامل. احب زوجي ويحبني وعمرنا متقارب ومستوانا الاجتماعي والعلمي والثقافي عالي, لكن مع ذلك ضربني زوجي مرات عديدة فيها المبرح وفيها الغير مبرح, وفيها ألذي احتجت بعدها لعناية طبية, ومن التجارب تعلمت انه مهما كان يحبك الرجل أهم شيء عنده كرامته ورجولته, فلا تحاولي تخدشيهم إذا تعصب وحسيتي انه سيدخل المرحلة الخطرة, اكسري عنادك وغرورك واعتذري بسرعة حتى لو كان هو الغلطان وتفاهمي معه فيما بعد؟, كما يجب على الزوجة في حال ضربها زوجها أن تقاطعه في البيت ولا تذهب إلى بيت أهلها ولكن تقوم على شئون البيت وشئونه كأحسن ما ينبغي وتستمر على هذا ولكن لا تكلمه نهائيا ولا حتى عن طريق الأولاد حتى يشعر بخطئه ومهما عمل لكى يصالحها تستمر في هذا العقاب...
الحمد لله من بعد ما أتعلمت من تجاربي والتي كانت قاسية في بداية حياتي معه تحسنت علاقتي معه جدا, ولم يعد يمد يده علي طالما استخدمت الحكمة في التعامل معه أثناء غضبه...
كيف تتصرف الزوجة حيال ضرب زوجها لها
يقول الدكتور النفسي عبد السلام المطحني: إذا حدث أن ضرب الزوج زوجته فيجب عليها ألا تلتزم الصمت أبدا لان أكبر غلطة يمكن أن ترتكبها في حق نفسها هي أن تسكت فهي بهذا السلوك السلبي تثبت في ذهنه فكرة انه يمكن أن يملي عليها رأيه بالقوة‏, فيزداد إيمانه بأن الضرب هو الوسيلة التي تمكنه من إسكات زوجته أو إجبارها على طاعته أو إخضاعها لأوامره‏..‏ فيتمادى في هذا السلوك‏.‏. لشيء الوحيد الذي يجب عليها أن تفعله في أول مرة يضربها فيها هو أن تصعد الأمر, لان بعض الزوجات يبتلعن الإساءة ويبررنها لأنفسهن بأفكار مثل انه يفرج عن شعوره‏‏ أو انه اخطأ رغما عنه بسبب الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها وانه لن يكرر هذا الخطأ‏, لكن كل هذه التبريرات مرفوضة تماما‏,‏ والزوجة يجب ألا تلوم نفسها في هذه الظروف لان كل الأمور يمكن مناقشتها بين شخصين ناضجين بالعقل والمنطق وليس بالضرب‏.‏. ويجب على الزوجة في هذه الحالة أن تقول لزوجها بشكل واضح وصريح أن تصرفه هذا غير مقبول وأنها لن تسمح له أبدا أن يمد يده عليها وأنها لن تسكت على هذا التصرف‏..‏ وعادة ما تجدي مثل هذه التهديدات‏..‏ لكن إذا حدث وتكرر الأمر مرة ثانية فيجب أن تصعد الأمور إلى مرحلة التهديد‏..‏ فإذا كان يخشى من الفضيحة تهدده بها‏،‏ وإذا كان يخشى أهله تهدده بهم‏، وإذا كان يخشى أهلها لمكانتهم الاجتماعية مثلا تهدده بهم‏،‏ ولكن عليها أن تكون مدركة تماما إلى أن هذه التهديدات يجب أن يعقبها تصرف في حالة إذا لم يرتدع,‏ و إلا لن يكون للتهديد معنى ولن يؤتي بنتيجة بعد ذلك‏.‏. أما إذا استمر في ضربها فهنا تأتي مرحلة تنفيذ التهديد واللجوء لأهلها لكي يساعدوها‏..‏ وإذا كان أهله يمكن أن يشكلوا رادعاً له يجب أن تلجأ إليهم‏.‏. وعن الآثار النفسية التي يتركها الضرب في نفس الزوجة يقول الدكتور عبد السلام أن السنة الأولى من الزواج مهمة جدا لإرساء أساسيات العلاقة الزوجية بين الطرفين‏،‏ فإذا أكتشف الزوج أن هذا الأسلوب العنيف في معالجة الأمور مرفوض تماما من قبل الزوجة فإنه يتقبله وتستمر العلاقة بينهما وتستقيم بدون شروخ‏..‏ لكن إذا استمر الضرب وخضعت الزوجة لهذا السلوك العنيف لسبب أو لآخر فإنه يترك شرخا فظيعا في نفسيتها ويؤثر على العلاقة الزوجية التي يضربها في مقتل،‏ ويصعب بعد ذلك استقامة العلاقة من جديد‏.‏
في النهاية لا يتبقى سوى أن أقول إن الوسيلة الوحيدة لوقف هذا العنف الموجه ضد المرأة هي التربية‏..‏ فيجب أن يتعلم الأطفال منذ طفولتهم معنى المودة والرحمة بين الجنسين في الحياة الزوجية، لكي يشبوا على هذه المبادئ ويتبعوها طوال حياتهم‏.‏
أ/ محمد محمد الكبسي
إن الدافع إلى ضرب الزوجات في نظري يتمثل في أسباب منها:
ضعف المرأة مما يغري بالتعدي عليها خاصة إذا لم تكن لها أسرة قوية.
وجود مورثات قديمة جاءت بعد أن تخلى الناس عن التعاليم الإسلامية.عدم نضج الرجل وتفهمه لدور المرأة والحياة الزوجية وقدسيتها ,وعدم فهم الإسلام وفهم تعاليمه التي تدعو إلى احترام المرأة.
أعتقد أن الضرب ضعف في الشخصية والدليل أن كثيراً من الأزواج يعيشون حياة هادئة من غير استخدام الضرب ، فالشخص غير القادر على حل مشكلاته يستخدم الضرب ، وكثير من أولياء الأمور يستخدمون القوة لإثارة الرعب ، فإذا دخل الأب المنزل فلا حديث خوفاً من الضرب ، مع أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان جالسا في منزله ومعه أحد ولاته دخل ابنه فقبله ، فاستغرب الوالي وقال: لماذا تفعل هذا مع أبنك ؟ فسأله عمر: وأنت ما حالك مع أبنائك وأهل بيتك؟ فرد عليه قائلاً: إذا دخلت إلى المنزل فإن الواقف يجلس، والذي يتحدث يصمت؟ فقال له الخليفة: وما أملك إذا كان الله نزع الرحمة من قلبك..
أ-ع مدرسه
تتركز خطورة ضرب الزوجات بصورة أساسية في الأثر النفسي والاجتماعي السلبي الذي تتركه على الأولاد، الذين غالباً ما يعيشون مشاهد العنف تلك، لتفعل فعلها في شخصياتهم، إما باتجاه الانغلاق على النفس والسلبية في التعامل مع المجتمع والضعف في الشخصية، أو عبر نقل الرغبة في العدوانية إلى الأولاد ذاتهم.. وعادة ما يترك ضرب الأب لزوجته أمام الأولاد، أسوأ الأثر على علاقة الأبناء المستقبلية بأبيهم وأمهم، لتنبت في النهاية أجيال غير سوية من الناحيتين النفسية والاجتماعية وهذا ما حدث معي فعلا فلقد كنت اشعر بالرعب وانا أرى والدي يقوم بضرب والدتي أمامنا نحن أبنائه, وكبرت وانا أخاف الزواج, أخاف أن أتعرض لما تعرضت له أمي ولا استطيع التخلص من هذا الخوف حتى بعد أن أصبح عمري في الثلاثين, ولقد كان هذا سبب رفضي لكل من تقدم لطلبي للزواج.
ما العمل لوقف العنف في حياة الزوجين:
1 عند النقاش ليكن قانون النقاش هو محاولة تجنب الوصول لمرحلة الانفجار أو العمليات المتمثلة بالضرب.
2 عند الانفعال علينا أن نبتعد عن اتخاذ القرار، ولعل قرار رفع الصوت أو استخدام اليد هو اللغة التي علينا الابتعاد عنها.
3 في حالة امتداد اليد- لا قدر الله - فإن على الزوجين وخصوصاً الضحية الإمساك بيد البادئ وتحذيره دون انفعال بعدم تكرار هذه العملية.
4 على الزوجين تذكير أحدهما الآخر عند بروز بوادر الاستثارة تجنباً لأمور لا يحمد عقباها.
5 ليتعلم الزوجان فن الحوار والتفاهم وإلا فعلى الأقل فليتعلما كيف يحصلان على طريقة انسحابية سليمة خشية تفاقم الأمر.
6 على الضحية وغالباً ما تكون الزوجة عند الفشل في حل الخلاف واستمرار الاعتداء عليها اللجوء إلى شخص حكيم من أفراد أسرتها أو أسرته لتصفية الأمر وعليها أن لا تستسلم، خاصة إذا كان العنف قاسياً لأن اليد إذا اعتدت بالعنف ولم توقف فإنها لن تستمر في المستقبل إلا على جسد الضحية المستسلم.
7 على الزوجة ألا تستثير الزوج إن علمت أنه يستخدم العنف وإلا فلا تلومن إلا نفسها، وهذا عليها احتواء الخلاف باختيار أفضل الكلمات والأوقات لعرض وجهة نظرها، لا أن تستجوبه وكأنها في محاكمة عسكرية.
8 على الزوجين عند مناقشة مشاكلهما الكبيرة الابتعاد عن وجود الأبناء لأن أثر ذلك سينتقل لجيل الأبناء عند كبرهم وتأسيسهم أسراً جديدة.
9 على الزوجة استثمار فترة هدوء العاصفة بعد حادث العنف الذي يتمثل غالباً فيما أسميه بشهر عسل أو أيام مصالحة، بتحديد شروطها وأن تتفق معه على حدود العلاقة وأسلوب حل الخلافات الأسرية.
10 ليعلم الزوجان أن العنف مرفوض إنسانياً ودينياً، فإذا حصل عنف لا قدر الله فليرضى الآخر بنتيجة ما قد يترتب عليه ذلك.
أخيراً
في ختام هذا الاستطلاع لا بد من التذكير بأن قضية ضرب الزوجة التي تأخذ كثيرا من الأخذ والرد في هذه الأيام تقع بين أمرين كلاهما مر، الأمر الأول هو الدعوات التحررية التي بالغت في توسيع مفهوم العنف ضد المرأة بشكل لا ينسجم مع مفهوم الإسلام للعلاقات الزوجية, والأمر الثاني هو الممارسات الشاذة لبعض الأزواج الذين أساءوا فهم وتطبيق بعض النصوص الدينية، فأخذوا من النصوص ما يتناسب مع أهواءهم وأهملوا تلك التي لا ترضي طموحاتهم، وبذلك تناسى هؤلاء قوله تعالى “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” واكتفوا بقول الله عز وجل “اضربوهن” والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى ضمن سلسلة من الإصلاحات تبدأ بالوعظ والإرشاد وتنتهي بآخر دواء وهو الكي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.