في اللقاء التشاوري لمناقشة دور الإعلام في الصناعات الوطنية والذي حضره الوزيران حسن اللوزي ويحيى المتوكل لم يمنع الأعداد المتواضعة دون ثراء اللقاء بالنقاشات المسؤولة التي يأمل المتابع أن تقود إلى تحريك ما هو راكد وتؤسس لعلاقة شراكة حقيقية بين الإعلام وبين القطاع الصناعي والتجاري. ولقد أعجبني في حديث وزير الإعلام أنه جمع بين إعلانه جاهزية وسائل الإعلام للقيام بكل ما من شأنه دعم القطاع الصناعي كوظيفة أصيلة ضمن وظائف الإعلام الوطني وبين شفافيته وهو يتحدث عن قصور نظرة القطاع الصناعي والتجاري تجاه الإعلام.. وهو قصور يمثل الغلو والشح أحد عناوينه التي تغفل معايير ومكونات علاقة الشراكة. ونزولاً عند صدقية المثل «بين البائع والمشتري يفتح الله» أو أن ألفت نظر بعض الصناعيين اليمنيين إلى أن أمامهم موانع يفترض أن يتجاوزوها قبل أي حديث عن دور مساعد للإعلام. أولها الحرص الشديد على إعادة الثقة بالمنتج الصناعي المحلي والحرص على ذكر مكونات المنتج والإعلان عن الالتزام القانوني والأخلاقي بصحة هذه المكونات. مسألة أخرى مهمة تتصل بالإعلان.. إذ ما يزال الإعلان عن المنتجات ينطلق من أسس ضيقة قائمة على الاسترضاء والمجاملة .. وهرباً من الابتزاز.. حتى إن هناك من رصد حقيقة أن الصحف الأقل توزيعاً والأكثر بؤساً هي الأكثر حصولاً على الإعلانات، بينما لا تحظى صحف واسعة الانتشار بالمقاييس المحلية على المساحة الإعلانية المناسبة.. وهي نقطة محسوبة على أهل الصناعة.