كما جرت العادة قبل أي عمليه انتخابيه في اليمن يكون التركيز على قضية المرأة وسط كل ذلك الخضم الهائل من القضايا التي أجمعت عليها الأحزاب السياسية المتعددة التي يصعب على جمع من الناس أن يتذكروا أسماءها ليس جهلاً ولكن لأن تلك الأحزاب لاوجود لها إلا عبر الصحف في مواسم العمليات الانتخابية...!!! ضف إلى ذلك أنه لاتمثيل لها أساساَفي المجالس النيابية لبعض الأحزاب وذلك عائد لأنها عجزت أن تطور نفسها بجمودها على ذكرى ماضٍ لن يعود فلا نستغرب عندما نجد تلك الأحزاب تنحرف بالغاية الحزبية من نشر الوعي الثقافي والسياسي ومعالجة شؤون المجتمع ..إلى صراع مع الآخرين مستخدمين أدوات أولها المرأة. فالانحراف في التعامل مع قضايا المرأة كان بحلحلة العروة الوثقى التي تربطها بقضيتنا الاشمل وهي قضايا الإنسان وحقوقه ففصلناها عن قضايا التخلف والتقدم والتخلف، والعلم والجهل، والمرض والصحة... فعندما نتحدث عن المرأة لانتحدث عن أنفسنا ومن ثم لانتحدث عن جزء ثابت من أسرتنا ومجتمعنا ووجودنا...!!! فباتت المرأة وفق هذا الصراع تحت عناوين تحرير ومساواة لاعلاقة لرجل بهذه العناوين ولا ينقصه من الحقوق ماينقصها فأصبحت القضايا بعيده عنهما أو عليهما كمنظومة مجتمعية بل تدور حولها وعليها وحول الحقوق التي تستطيع المرأة التي تنتزعه انتزاعاَ تحت مسميات حزبية...!! وهي بالأصل حقوق ثابتة سارية لجنس الإنسان دون إقحام شعار المرأة أو المرأة في موضع تحاور وتنافس على مايمكن أن يضيفه هذا الموقف أو ذاك إلى رصيد الحزب أو الجماعة ناهيك عمن لايريدون أن يروا قضيه المرأة إلا من خلال عدسة مقعرة أو محدبة مابين متشدد في الفكر والسلوك...!! وبين تسيب وإنحلال يدور حول فلكها..!! ولاشك أن نتائج ذلك الصراع خطيرة سواء على الحياة ام على المشهد الفكري والثقافي الذي يعيشه مجتمعنا ،فضلاً عن ضعف التأهيل السياسي عند مجتمعنا نحن النساء فيصبح هدف المرأة الحزبي أن الحزب غايتها ،جاهلة أن الأصل أن تكون الأحزاب وسيلة للتربية السياسية السليمة لدى جميع أفراد الشعب بشقيه إناثاَ، وذكوراَ ولكن للأسف صارت هذه الأحزاب عبئاً على الوطن ،وأن اتفقتم معي فلنقل أصبحت تلك الأحزاب عائقاً تنموياً ،وثقافياً واجتماعياً ،أوصلتنا إلى مرحله إفلاس توعوي ففاقد الشي لايعطيه . لذا وضعت المرأة كقضية لنتحدث عنها لخدمة مصالح الأحزاب تحت شعارات مرفوعة متناقضة بالمضمون ولكنها موضوعه بأسلوب من يحتكر بضاعة حصرية يمتلكها لنفسه...!!! مدعيين أنهم هم الذين يدافعون الدفاع الحقيقي عنها وعن قضاياها... متجاهلين بأنه لايمكن بناء مجتمع مستقر تحت إطار أن ماتحصل عليه المرأة من حقوق يجب أن تنتزعه انتزاعاَ من خصمها الرجل مهملين وغافلين أن أي مكسب حقوقي للمرأة هو مكسب مشترك للمرأة والرجل يعني جنس الإنسان. والإنسان هو المجتمع بكافة أفراده، وفئاته... فهل للمرأة قضية في ظل الوعي المفقود داخل أحزابنا للأهمية الارضيه السياسية التي تغيب عنها المرأة مع سائر ماتعنيه كلمة قضية...!!! لتشمل المرأة الإنسان سواء كانت المرأة الأم ام الزوجة ام الأخت، وسواء كانت المرأة ربة بيت ام ناشطة في المجتمع ام منزوية على نفسها،و سواء كانت مقيدة ام منطلقة ورائده في شتى المجالات، سواء مقلدة لسواها دون وعي ام باذلة جهد من دون تفكير إبداعي ....... ويظل السؤال: هل للمرأة قضية تحت إطار الأحزاب...!!؟