التعليم والتعليم والتعليم هو قضيتنا الكبرى نحن أولياء الأمور؛ لأنه السياج الآمن لحماية الأبناء والبنات من كل الاختراقات غير الأخلاقية، حينما يجد الطلاب والطالبات تعليماً فعالاً في مدارسهم فسوف يستمتعون، ويشعرون بالجدية ،وينشغلون عن كل التفاهات بمما رسة التعلم.. وأهم وسيلة للتعليم المدرسي هي استخدام الكتاب المدرسي، وكيفما كان حال الكتاب المدرسي حتى إن لم يكن مطابقاً لمعايير الجودة فهو مفيد، ويكفي أن الكتاب المدرسي يمكن المتعلم من ممارسة شيء اسمه ( القراءة ومحاولة الفهم) والذي صار عملة نادرة عند أبنائنا وبناتنا هذه الأيام .. ولذلك فإن وجود الكتاب المدرسي في أيدي الطلاب والطالبات في كل المدارس والحث على استخدامه مهم جداً، فهو المرجع الأساسي للمنهاج الدراسي، إذ هو الصورة التنفيذية للمنهاج، وتزداد أهمية الكتاب المدرسي في المدارس المحرومة من الوسائل التعليمية الحديثة، وفي المدارس التي حظيت بمعلمين غير متمكنين من مهارات التدريس. للأسف بعض المعلمين لا يدركون أهمية الكتاب المدرسي في العملية التعليمية؛ فيعمدون إلى تشجيع الطلبة والطالبات على الاكتفاء بالملخصات السبورية للدروس، أو يوجهونهم بطريقة فيها كثير من المبالغة الجاذبة إلى كتب تجارية أخرى، غير الكتاب المدرسي، أو يدفعونهم إلى شراء ملازم فيها ملخصات للكتاب المدرسي ... وبدلاً من أن يرجع المتعلم للكتاب المدرسي ينصرف عنه، ويسعى جاهداً إلى الأكشاك والبقالات لشراء تلك الكتب والملخصات ، ويرى فيها العلاج الناجع ، والوسيلة المثالية للحصول على تقديرات عليا خاصة في الشهادات العامة، وبدلاً من أن يقرأ الكتاب المدرسي يقرأ ما كتب عن ما في الكتاب المدرسي ، فتقل حصيلته ويركز على أفكار قد لا تكون مكتملة، أو معلومات موجزة ، وقراءة الموجز ستؤدي إلى تحصيل موجز الموجز، وتلك مشكلة يجب الاهتمام بها والتنبيه عليها.. وهنا مشكلة أخرى متصلة بالكتاب المدرسي ، وهي ندرة الكتاب المدرسي في بعض المدارس ، فبعض الطلاب والطالبات يشكون من عدم وصول الكتاب المدرسي إلى أيديهم في بعض المواد، وبخاصة في القرى والأرياف، وحتى في العاصمة صنعاء يشكو بعض الطلاب والطالبات من هذه المشكلة .. ولا نعرف هل ندرة الكتاب المدرسي في بعض المدارس ترجع إلى خلل وزاري في توزيع الكتب على المدارس؟ أم هو نتيجة خلل إداري وعدم متابعة من قبل إدارات هذه المدارس؟ أم هناك اتفاق خفي بين المعنيين وتجار الكتاب المدرسي ؟ لأن العبارة الشائعة في بعض هذه المدارس على ألسنة بعض المعلمين والمعلمات هي قولهم للطلاب والطالبات: ( يمكنكم شراء الكتاب المدرسي من ميدان التحرير حتى لا تتعطلوا) ، ولأن ظاهرة الكتاب المدرسي المعروض للبيع على الأرصفة مازالت مثيرة لحزن أولياء الأمور .. نتمنى على الإخوة في وزارة التربية والتعليم أن يخصصوا يوماً واحداً في كل فصل دراسي للتواصل المباشر مع مديري ومديرات المدارس للتأكد من وصول الكتاب المدرسي إلى المدرسة، وتسليمه للطلاب والطالبات وليس إعادة خزنه مرة أخرى في مخازن المدارس، وسوف يكون هذا الإجراء وسيلة فعالة لمنع الاتجار بالكتاب المدرسي.. وأظن أن يوماً واحداً في كل فصل دراسي لمتابعة الكتاب المدرسي من قبل إدارات الوزارة ليس كثيراً على الأبناء والبنات للاطمئنان على أهم وسيلة لتنفيذ المنهاج الدراسي، لأن تنفيذ الدرس بدون كتاب مدرسي لن يمكن المتعلمين من متابعة المعلم، ولن يربطهم بالمادة لأكثر من وقت الدرس، وبعدها سوف ينسى المتعلم كلما حدث في الفصل، لأنه لم يألف القراءة في الكتاب المدرسي ، وغير مكلف بأنشطة إثرائية تعتمد على الكتاب المدرسي... وجود الكتاب المدرسي في أيدي الطلاب والطالبات أثناء الحصة يوفر كثيراً من الجهود الضائعة على المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات.. نتمنى أن يتم التخفيف من الاعتماد على التقارير الجاهزة لوصف واقع العملية التعليمية، وأن يتم توفير غرفة عمليات نشطة في وزارة التربية والتعليم نفسها لمتابعة الواقع الميداني للعملية التعليمية في المدارس نفسها، لأن العملية التعليمية لا تقل أهمية عن أمن الوطن، وإذا صلح التعليم في المدارس ، فسوف تكون نقطة البداية لصناعة مستقبل آمن للجميع. * كلية التربية – جامعة صنعاء [email protected]