ا لعلم والفوضى لايجتمعان بأي حال من الأحوال،وكذلك هي العملية التعليمية لايمكن أن تسير ولايمكن أن يستقيم لها حال في حضرة الفوضى وغياب الوعي بأهمية العلم والتعليم وبمكانة المعلم وحرمة المدرسة.. كل الجهود سوف تذهب هباءً منثوراً عندما لا يحترم الطالب المكان الذي يتلقى فيه العلم،ولايحترم معلميه أو يضع لهم المكانة الحقيقية كمعلمين، فتحل المصائب والكوارث على رأس التعليم عندما يتدخل أولياء الأمور والأهل تدخلاً خاطئاً في كل مشكلة تحدث في المدرسة ويجري تصعيدها لتتحول إلى معارك وصراعات مع المعلمين ومديري المدارس، تنتهي بإغلاق المدرسة لأيام، وتعطيل العملية التعليمية في الواقع وفي النفوس. ولن تُجدي «الأثوار» التي تُعقر في فناء المدرسة نفعاً،والحلول ليست هنا قعطاً، والأحرى أن يحضر العقل وتحضر الحكمة قبل أن تأخذ المشكلة مساراً معقداً وكانت في الأساس بسيطة ويمكن معالجتها في إطار العلاقة الطبيعية بين الأسرة والمدرسة،الأسرة التي تؤمن برسالة المدرسة وتثق بالمعلم والمدير وهي ثقة يجب أن تكون موجودة في وعي الناس دون أن تكون عمياء، أو محكومة بالعصبية والأساليب القبلية التي إن نفعت في مكان فإنها لاتنفع في مكان آخر،وهذه الأساليب عندما تتدخل في سير العملية التعليمية وتتدخل في علاقة المعلم بعمله أو المدير بمدرسته وفقاً لشروط غير تربوية في تلك الأساليب،حينها تفسد العملية التعليمية وتصبح الدراسة كذبة طويلة الأمد يجري تمريرها بطريقة رسمية تحكمها عقلية لاتضع للعلم والمعلم مكانتهما الحقيقية،ولايهمها مصلحة الأجيال والبلد بصفة عامة. أخطأ الطالب فاستخدم مدير المدرسة صلاحيته المفترضة في المدرسة في منع الطالب من تكرار الخطأ،وهو أمر طبيعي، غير أن هذا الأمر لم يرق لأهل الطالب وحاشيته وحضرت العصبية القبلية وأسباب أخرى متعلقة بالجهل ومؤمنة بالفوضى فكانت النتيجة هي ضرب المدير وإلحاق الأذى به وتفاقمت المشكلة ووصلت إلى حد إغلاق المدرسة وإيقاف العملية التعليمية لأيام عدة .. إذ كيف يمكن للدراسة أن تستمر وقد أريق دم مدير المدرسة في مقر عمله؟ وكيف يمكن للمعلم أن يؤدي رسالته وهو يعلم أنه لا كرامة في وضع كهذا؟ وهو يعلم من ناحية أخرى أن العملية سوف تنتهي ب «وصلة» وثور يُعقر ويراق دمه كما أُريق دم المعلم أو المدير؟ وهناك يُطلب من الجميع نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة قد يتخللها في أية لحظة ما حدث في الصفحة السابقة،وعلى هذا النحو تسير الأمور ويجري الحديث عن دراسة وتعليم واختبارات ونتائج ومخرجات تعليمية تشق طريقها إلى الحياة العملية وعلى كاهلها تقع مسؤولية بناء الحاضر والمستقبل معاً. إن الأساليب التي لاتؤمن برسالة التعليم ودور المدرسة وتعالج كل خطأ برأس ثور أو أكثر لاتخدم العملية التعليمية ولاينبغي أن يُسمح لها أن تستمر وتفرض وجودها في مجال هو الأخطر على الحاضر والمستقبل إن لم يتم تنقيته من الفوضى والعصبية ومن تدخلات أولياء الأمور والمشايخ في سير العملية التعليمية. والعملية تبدأ بصورة سليمة من التربية الأسرية للطالب وغرس القيم التي تساعده على السير في طريق العلم وهو مؤمن بأهميته ومكانة المعلم والمدرسة.. وعدا ذلك لايمكن أن نخطو خطوة واحدة نحو المستقبل ولايمكن القول: إن العلم والتعليم من أولوياتنا وعلى الجميع التسليم بدور المدرسة،ولتسلم رؤوس الثيران!!