أتابع هذه التهاني التي تنشرها «الجمهورية» الغراء وصحف حكومية وأهلية تعبّر عن سعادتها بعودة الوالد الحاج علي محمد سعيد أنعم إلى أرض الوطن سالماً معافى، فسعدت لهذا الوفاء الذي يستحقه الرجل. فله من المواقف الوطنية أول الثورة «إنشاء البنك اليمني للإنشاء والتعمير، شركة الطيران اليمني، أو الخطوط الجوية اليمنية» ومواقف أخرى ساند بها الثورة إضافة إلى مواقف خيرية. ما ينبغي أن يذكره الجميع بكل ثناء، وأحسب أن هذه التهاني صادقة في معظمها، كما أن بعضها إما لرجاء أو للمجاملة مع الناس ان أحسنوا. ولقد انعدمت قيمة الوفاء عند كثيرين من الناس مما يجعل الالتفات بها كما لو كان شيئاً نادراً وعزيزاً. لقد عرفت الرجل من بعض مواقف فوجدته كأسرة هايل سعيد على قدر من التواضع والاستجابة لفعل كل خير. وأنا أريد من أسرة هايل سعيد وأسرة ابن أخيه علي محمد سعيد أن يعلّموا أولادهم هذه الفضيلة، فضيلة فعل الخيرات للناس من غير منٍّ ولا أذى. فأنا أخشى أن يذهب الجيل الثاني من أسرة أنعم ويأتي جيل لم يجلس إلى آبائه كثيراً، ليكون التعامل مالياً، ويتم على أساس «الربح أو الخسارة». فالسمعة الطيبة التي اكتسبها هائل سعيد إنما كانت على فعل الخير ومداراة الحياة والأحياء، والتعامل بحكمة بالغة مع الظروف، وهي حساسة للغاية أحياناً كثيرة. وأذكر مرة وهي مرة ثانية للنشر أني قلت للفتى الشاب الراجح خُلقاً وهدوءاً «شوقي» نجل المحسن والحكيم أحمد هائل أنعم، قلت له: هل يمكن أن يأتي زمن «يُفلس» فيه بيت هائل سعيد؟!. فقال: لا أتصور أن بيت هائل سوف يسقط أو ينهار مادامت الصدقة جارية، وهي وصية الحاج الجد هائل سعيد - رحمه الله. وأنا أطلب إلى أبناء هائل وأبناء علي محمد سعيد أن يحفظوا هذه الوصية، وأن يغرسوا في أبنائهم وبناتهم قيم الخير، فما نقص مال من صدقة. وأن ذكرهم الجميل لم يكن على هذا النحو إلا صادراً عن حب الناس لهم؛ لأنهم إنسانيون قبل أن يكونوا تجاراً. الوالد الحاج علي محمد سعيد؛ شفاك الله، ولا أراك مكروهاً.. آمين.