هناك مايشبه النكتة يتداولها البسطاء من الناس في تعز ان الكلاب الضالة أثناء حملة مكافحتها من قبل مكتب التحسين كانت تلاعبهم لعبة «الاستغماية».. وذلك بعد ان شاهدوا كيف اختفت تلك الكلاب أول ماانطلقت الحملة داخل المدينة وبصورة ملفتة للنظر حتى أننا اعتبرنا إعلان مشروع النظافة إبادة «ألف وثلاث مائة» كلب خطأ غير مقصود أو أنهم أرادوا بذلك التصريح بعدم لفت أنظار منظمات حقوق الكلب لأن الكلاب باختفائها خلال حملة الثلاثين يوماً مؤشر بأن عدد المباد منها قد يصل إلى الآلاف المؤلفة لن يقل عن خمسة آلاف كلب على اعتبار ان عددها في مدينة تعز قد يصل إلى عشرين ألفاً بمقياس المواطنين الذين أخذوا يحصون عددها في كل حي من أحياء المدينة.. بعد الحملة أدركنا أن مشروع النظافة لم يخطئ في الحسبة بل إن الكلاب هي من غررت بنا عندما عاودت الظهور من جديد وكأن شيئاً لم يكن.. تمارس حياتها الطبيعية دون أن تعير فرق المكافحة أي اعتبار لأنها أي الفرق محكومة بثلاثين يوماً عملت ماعليها وحصدت ما حصدت من كلاب ضالة.. وها هي بلاغات المواطنين ترد إلينا من جديد عن كلاب مسعورة تهاجم الأطفال.. إننا لانقلل من دور مشروع النظافة وجهوده التي بذلها خلال الثلاثين يوماً ولن نطالبهم بعمل المستحيل لأننا نعلم بأن حملة المكافحة مكلفة وليست بالأمر الهين فقد أخذت من فرق المكافحة راحة البال وزادتهم عناء وهم يبحثون عن الكلب الذي تناول العشاء الأخير حتى يتم نقله إلى مقلب القمامة .. إننا نطالب بحملة دورية في جميع المحافظات حتى نصل إلى مدنٍ خالية من الكلاب وبخاصة مدينة تعز.. هذا إذا كنا نهتم في بصفاء وجه تعز الحضاري.. وحتى لا يأتي يوم ونسمع عن مجزرة جديدة كالتي أحدثها الكلب الضال في حق ستة وعشرين طفلاً وبنهم.