رغم أن حملة مكافحة الكلاب متواصلة في مدينة تعز إلا أن الناس يتساءلون كلما سمعوا نباحها أين الحملة، ولماذا لم تمت؟ الشك أخذ يساورني على أساس تجاربنا السابقة مع حملات الكلاب عندما كنا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، أرقام خيالية نقرأها والكلاب مازالت هي هي. هذه المرة وللأمانة مشروع النظافة بمديره الجديد كان جاداً في المكافحة وإن لم تمت جميعها فهذا لا يعني أن مايقوم به كلام في كلام. هناك مثل يقول ما أسهل الحرب عند المتفرجين، وهذا ينطبق على تذمر المواطنين الذين اعتقدوا أن شهراً واحداً سوف يبيد الكلاب عن بكرة أبيها دون أن يعوا أن المكافحة ليست بالأمر الهين، بل هي متعبة ومقلقة وتحتاج إلى وقت وصبر، ويبقى المهم أن الحملة تنفذ والنتائج يمكن قراءتها في الميدان. كنتُ مرافقاً لإحدى حملات مشروع النظافة وشاهدت كلاباً تسقطها جرعة السم وأخرى تعطي ظهرها لفرق الحملة، وكأن اللحمة لا تغريها.. وشاهدت معاناة الفرق وهي تنتظر ساعة وساعات حتى يتجرع الكلب ابن الكلب السم ويسقط صريعاً.. وشاهدت كلاباً لديها ذكاء فائق وحاسة شم تجعلها حجر عثرة أمام فرق الحملة الذين وجدوا صعوبة في حل شفرة ذكاء الكلب.. وشاهدت مواطنين يعملون على تهريب الكلاب الضالة كلما رميت لها الجرعة معتقدين أنها تحرسهم وتحميهم متناسين خطرها على أطفالهم إن هاجمهم كلب ضال. وجدت عقال حارات اختفى دورهم في المكافحة والسبب أنهم أرادو توقيت مكافحة على مزاجهم. إذاً مع تواصل الحملة لا نقول سوى أن علينا الصبر وعلى مشروع النظافة الوفاء في تحقيق حلمنا بمدينة خالية من الكلاب نأمن على أطفالنا من أن يهاجمها كلب مسعور.