لكل محافظة مميزاتها وخصائصها وتعز مدينة تتفرد بأنها أرض بكر لتكاثر الكلاب الضالة وغير الضالة.. سبل العيش فيها رغدة وبالذات الحارات التي توجد بين ظهرانيها محلات جزارة.. المستوى العالي من البذخ جعلنا لانستطيع ان نفرق مابين الكلب والرضيع كلاهما يحملان نفس الحجم مع الاختلاف في الصورة والصوت وقلة الحياء. تعز لو كانت حارة في امريكا أو أوروبا لكان لها شأن عظيم ،هناك يُحترم الكلب ويكفي أن جندياً امريكياً قتل في العراق عوضت اسرته بكلب.. فهل هناك مكانة أعلى من ذلك ومع هذا لا نقول إلا الحمد لله على كل حال مازلنا نحتفظ بآدميتنا دون أن ننزلها إلى منزلة كلب لايعرف له أصل ولا فصل.. كلابنا غير كلاب العالم المتحضر.. كلابنا مالهاش لزمة.. فهي تبعث الخوف والرعب في نفوسنا. في تعز ليس شرطاً أن تعاني من مرض نفسي حتى يأتيك الشعور بالوسواس القهري يكفي أن تتجول في الحالمة بعد منتصف الليل لتشعر بذلك القهر في محافظة اشبه بمدينة الاشباح وافلام الرعب لايسمع فيها سوى نباح الكلاب وهي تعوي أو ملاحقة كلب مسعور يقلل من احترامك ويظهرك وأنت في سباق الماراثون مع الكلاب بصورة لص أو متشقر طيقان. مساكين من تنتهي فترة عملهم اثناء ذروة انتشار الكلاب فهم ضحايا لا محالة كأمثالي.. المصيبة أن لا أحد يستشعر خطورة التكاثر السريع للكلاب على اطفالنا بل وعلينا نحن البالغين الراشدين.. نحذر أكثر من مرة ولانلقى أدنى استجابة بل اعذار ماأنزل الله بها من سلطان خاصة إذا كان السؤال عن مخصص المكافحة ولا أدري ان كان المبلغ مازال يرصد.. المهم ساعة يحدثون عن خوفهم من عبث الاطفال باللحمة السامة وأخرى يقولون ان الكلاب تعف لحمة مكتب النظافة المضروبة وأغرب عذر ان السم منتهي الصلاحية.. ياسبحان الله وكأن السم المنتهي يتحول إلى محلبية بالقشطة. وأخيراً أطلق عبد الحكيم سيف مدير مكتب التحسين والنظافة تصريحاً لمكافحة الكلاب ولن يخرج عن التصريحات السابقة مع احترامي .. فالكلاب في تزايد مستمر. في لقاء الصحفيين مع المحافظ صادق أبو رأس طرحت مشكلة الكلاب بحرقة ولكن سمعنا طرفه من أن الكلاب في تعز وافدة وهو مايزيد الطين بلة والسؤال: لماذا الاصرار على عدم مكافحة الكلاب هل اليمن موقعة اتفاقية دولية تحظر علينا قتلها.. عجيب أمر هذه المحافظة التي لو عض فيها كلب طفلاً لماوجدنا له أبرة داء الكلب في مستشفياتنا الحكومية. غريب أمر هذه المحافظة تنتظر أن يحدث فيها ماحدث بالمحويت عندما هاجم رجل مسعور طفلة وأخذ ينهش لحمها. غريب أمر هذه المحافظة التي أصبح فيها نصيب كل حارة عشرات الكلاب وخير شاهد حبيل الظبي جوار مكتب النظافة والتحسين. غريب أمر هذه المحافظة التي لم تعرف يوماً حملة مكافحة ضد الكلاب باستثناء في الثمانينات حملة طوعية عندما افتتح معمل للتصوير واستقدم فنيون من الفلبين وكانت الكلاب وجبة دسمة على مائدتهم.