الكلاب في تعز مثل الهم على القلب ،مشكلة مابعدها حل ،وأيّ دعوة لمكافحتها تقابل بأعذار سخيفة، يبدوا أن القائمين على مكافحتها يستأنسون بها أو يخشون على أنفسهم من ملاحقات جمعيات دولية تحظر قتلها. في إحدى اللقاءات مع الاشغال قبل أن تنفض يدها من قتل الكلاب طرحت هذه المشكلة المتفاقمة يوماً بعد يوم، وكان الحل لهذه الظاهرة كالعادة ضحك على الذقون في أن اللحمة التي توضع عليها مادة سامة لاتقتل الكلاب الضالة، بل أطفال الشوارع الذين يعبثون بها ، ومن شدة خوفهم أن يتساقط الاطفال الواحد تلو الآخر فضلوا العمل بالقاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) فتركت الكلاب لحال سبيلها، تسرح وتمرح.. ومن يومها فإن أية دعوة لقتل الكلاب تقابل بأذن من طين وأخرى من عجين. مرت السنوات ولم تعد مكافحة الكلاب الضالة تقع ضمن نطاق الأشغال ، انتقلت بقدرة قادر إلى مشروع النظافة في مكتب التحسين ،وبدلآ من أن نلمس تحسناً يذكر ،اكتشفنا بأن مديرها دمه شربات .. لم يقدم أعذاراً مثل سابقيه بل أطلق نكتة الموسم لعام 2007م .. قدمها مكتوبه للأمين العام للمجلس المحلي ،حمّل فيهاالمواطنين المسؤولية عن تكاثر نسلها كونهم يرمون بقايا الطعام أمام منازلهم فتأتي الكلاب وتلتهم الوجبات الدسمة.. وما إن يرمى مشروع النظافة «اللحمة البلدي» أبو «1400» ريال للكيلو ، إلاَّ وعافت الكلاب أكلها..ونسي صاحبنا بأن الناس هذه الأيام لايرمون حبة رز، بل إن هناك من يتسول الطعام من براميل القمامة ولايجده. وأخشى ما أخشاه أن يكون الأمين العام للمجلس المحلي قد صدق رواية المدير اياه ، ولسنا في جدل مع أحد ولاننتظر رداً من أحد .. فالكلاب في كل مكان وتكاد لاتجد حارة إلا وبها العشرات من تلك الحيوانات الضالة. إن ماننتظره هو أن يقوم مكتب مشروع النظافة بدوره في مكافحة الكلاب وبسرعة عاجلة .. وإني أتساءل: لماذا كلما دعونا لمكافحة الكلاب نجد الأعذار جاهزة وكأن المخصصات المالية لمكافحتها تدفع من جيوبهم !!.. ألا يعلمون بأن عضة كلب تسبب مآسي ، ليس في الألم الذي تسببه العضة فحسب ، بل في عدم توافر علاج داء الكلب ،وإن توافر هو خراب بيوت لمن يتعذر عليهم الشراء.