السجن لمدة شهرين ودفع غرامة حوالي (700) دولار هي عقوبتك إن تسبب نباح كلبك في إيقاظ جيرانك أثناء الليل، هذا إذا كنت تعيش في إيطاليا، أما وأنت عزيزي القارىء تعيش في اليمن فلا داعي للقلق، فلن يتم محاسبتك حتى وإن تسببت أنت وليس كلبك بإقلاق جيرانك، إضافة إلى أننا ولله الحمد لا نمتلك كلاباً ليكونوا سبباً في إدخالنا السجن وتغريمنا ما يساوي رواتب خمسة أشهر في ظل هزالة الراتب الحالي الذي لا يكفي لدفع غرامة نباح كلب تسبب بإزعاج الجيران!!. شوارع مدينة تعز تعجّ بالكلاب من كل الألوان, ولكن للأسف ليس لها صاحب وإلا لكنا طالبنا بتطبيق هذا القانون ضد مالكيها لإلزامهم باحترام جيرانهم وعدم إزعاجهم، في ظل هذا الوضع ليس أمامنا سوى الجهات المختصة التي نحمّلها المسئولية ونطالبها بأن ترحمنا من الإزعاج المتواصل لكلاب اعتادت على تعكير الصفو والسكون وهدوء الليل وإقلاق راحة النائمين وتهديد حياتهم. الكلاب الضالة التي تملأ المدينة لا صاحب لها إلا الجهات المختصة بمكافحتها التي لم تُفلح رغم كل حملات المكافحة التي دأبت على القيام بها سنوياً في تحقيق الأهداف المتوخاة منها وتوفير الهدوء والسكينة لقاطني المدينة. مؤخراً دشن مشروع النظافة في تعز حملته لعام 2011م لمكافحة الكلاب الضالة في مديريات مدينة تعز (صالة، المظفر، القاهرة) وأجزاء من أطراف مديرية التعزية، وهي حملة لا نعتقد أنها ستضيف شيئاً أو تختلف كثيراً في نتائجها عما سبقتها من حملات اعتاد المشروع على تنفيذها سنوياً، إذا ظل أصحاب محلات الجزارة يطعمون الكلاب الضالة مخلفات محلاتهم وصعاليك الليل يقفون حجر عثرة أمام فرق المكافحة وغياب دور عقال الحارات، سيصدق القول: “الحملات تستمر والكلاب تنبح”!!. منذ سنوات خلت ونحن نسمع ونقرأ عن تنفيذ هذه الحملات لمكافحة الكلاب المنتشرة في المدينة ولكن لا ندري أين يتم مكافحتها, هل يتم ذلك في أحياء المدينة أم في أماكن أخرى؟! لأن ما نجده أن الكلاب لاتزال ومع كل حملة تحتفظ بأعدادها الوفيرة, هذا إذا لم تتزايد، وإزعاجها متواصل على نفس الوتيرة سواءً مع بداية الحملة أم في خضمها أو بعد انتهائها. المواطن لا يهمه الحديث عن البدء بتنفيذ حملة لمكافحة الكلاب أو عدد الفرق التي شُكلت لتنفيذ الحملة الميدانية أو العدد الذي تم إبادته منها والطريقة المتبعة في الإبادة، ما يهمه فعلاً هو أن يشعر باختفاء جموع الكلاب ونباحها المزعج من الشوارع, ويتمكن من النوم بهدوء حتى يصدق أن هناك حملة فعلية لمكافحة الكلاب الضالة والمسعورة التي تحتل شوارع وأزقة المدينة ليلاً، وهو ما لم يحصل رغم كل الحملات التي ربما لو وجدت من يتعاون معها بجدية لكانت كافية لإبادة كل الكلاب في العالم وليس في مدينة صغيرة كتعز. لن نستبق الأمور وسندع الجهات المختصة تواصل جهودها علّها تحقق نتائج إيجابية هذه المرة، أما إذا فشلت فأعتقد أنه ليس أمامنا من حل سوى تطبيق القانون الإيطالي ضد الجهات المختصة, وعندها فقط ربما سيعود لتعز هدوؤها المسلوب وتصبح مدينة خالية من الكلاب!. [email protected]