حقيقة إن شر البلية ما يضحك.. وما يطل به علينا بين الحين والآخر بعض الموتورين المرتزقة عبر فضائيات خانت شرف مهنتها وكشفت عن وجهها الأقنعة ما يطلون به علينا من أحاديث لاتُسمن ولاتغني من جوع إنما تثبت بما لايدع مجالاً للشك أنهم وصلوا إلى مرحلة الافلاس الأخلاقي والوطني ولم يبق لديهم من رصيدٍ يُذكر بانتمائهم لهذا الوطن الأصيل.. وهنا يكمن شر البلاء الذي يلوّحون به بكل معاني سوء النية المبيتة للإضرار بالمصلحة العليا لليمن الواحد الموحد ولإشعال نار الفتنة كي تحرق خضراوات منجزاتنا العظيمة التي جاءت ثمرات تنموية عملاقة تحققت في ظل الوحدة اليمنية المباركة وبجهود الأوفياء والشرفاء والمخلصين لهذه التربة الطاهرة وفي مقدمتهم ابن اليمن البار صانع الوحدة وباني نهضة الدولة اليمنية الحديثة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي أثبت وبكل جدارة أنه رجل الوحدة وحامي حمى الوطن حاضره ومستقبله. وإن المرء وهو يشاهد من على شاشات بعض القنوات العربية - للأسف الشديد - ما يتلفظ به أعداء الأمة أعداء الوطن من باعوا ضمائرهم وخرجوا من جلودهم يوم أن نهبوا خيرات الوطن وذهبوا إلى غير رجعة بعد هزيمتهم النكراء صيف 94م.. إن المرء وهو يشاهدهم وهم مفضوحو اللهجة والنوايا سود الوجوه ليتحسر على الأيام التي فتح لهم الوطن فيها ذراعيه واحتواهم ولكنهم لا يستحقون هذا الايواء، وقد لفظهم بعد أن بانت نواياهم الخبيثة. إن من يأتي اليوم بعد 15عاماً من خروجه مذموماً مدحوراً من أرض الوطن كيف له اليوم أن يطل علينا في صورة الوطني الذي يتباكى على مصلحة الوطن وهو أول من عمل في اليمن مجازره ونهب خيراته ومدّ يده إلى أعدائه؟ أليس ذلك من شر البلية؟ إن من يخون أرضه وعرضه ويخون شعبه ويخون تاريخه ويخون حاضره ومستقبله فكيف يتوهم أن الشعب سوف يصغي إليه؟ إنه جنون الخائنين الذين تمادوا في خياناتهم للوطن لدرجة صاروا فيها وجه الخيانة، ولكنهم للأسف لايرون وجوههم على حقيقتها مثلما يراها الشعب اليمني الأصيل في مواقفه الثابتة مع الوحدة اليمنية ومع قيادته الشرعية الوحدوية المخلصة ممثلة بربان السفينة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.. وإننا هنا لا نعتب على مثل تلك الفضائيات التي تستثمر الفتنة في الشعوب وتنشر ثقافات المناطقية والطائفية في عداء مكشوف الأهداف لليمن ووحدته.. لا نعتب عليها لأنها في الأصل لا تستحق العتب فقد جُبلت على لعب هذا الدور الاعلامي المشين الذي لايخدم مصلحة الأمة بقدر ما يسيىء إليها وإلى العروبة وإلى الانتماء للوطن العربي الكبير. فالوحدة اليمنية لم تكن في يوم من الأيام مصدر ازعاج للشرفاء ولكنها كانت ولاتزال مصدر قلق يؤرق أجفان العملاء الذين يرون فيها ما يهدم توجهاتهم المشينة، لهذا فإننا في بلاد الايمان والحكمة والتاريخ والحضارة أكبر من جعجعات المهمشين الذين يظنون أنهم أرقام صعبة وهم في الحقيقة غثاء كغثاء السيل مهما أطلوا علينا في ثياب المرتزقة تفوح من ثناياهم رائحة الدفع المسبق لما يقومون به من خيانة للوطن. فهل كان في مقدور هؤلاء الممتهنين أن يصمدوا أمام عنفوان الشعب وهو يبذل دمه رخيصاً في الدفاع عن ثورته وجمهوريته ووحدته؟ حتى يأتوا اليوم وهم خلف الشاشات ينعقون بأصواتهم التي فضحت لغتها مواقفهم المعادية للوحدة اليمنية.. هذا النور الوحيد في المشروع العربي الوحدوي على مستوى الوطن العربي الكبير..؟ إن شعبنا وهو يشاهد هذه المهازل الممسرحة بين الحين والآخر من لقاءات تشاورية إلى بيانات عدائية إلى.. آخرها ليضحك من أعماقه على هذه الشرور البلية ويزداد إيماناً فوق ايمانه بوحدته العظيمة، فالوطن بخير كما قال قائدنا الرمز ووحدتنا بألف خير كما قال أيضاً، والصادق من صدق أهله وعاش معهم في السراء والضراء لا من يتآمر على ذويه وتراب وطنه. « لا لن نعود إلى الوراء ياحفنةَ من أغبياء إنا توحدنا فلا رُجعى لتشطير الولاء» ختاماً ليس لنا هنا إلا نتقدم بأجمل تهانينا بالعيد ال«19» للوحدة اليمنية إلى قيادتنا السياسية ممثلة بالزعيم الوحدوي المناضل فخامة الأخ علي عبدالله صالح وإلى كل أبناء شعبنا الموحد أرضاً وفكراً وعقيدة وولاءً وانتماءً.. ونقول للمشبوهين: «ما أضر البحر يوماً إن رمى فيه طفلٌ بحجر».