الوجوه التي خانت هويتها تعافها الهوية, وفي مزبلة التاريخ ترتسم وصمة عار تتناقلها الأجيال على امتداد الزمن.. أما الأوفياء فإنهم من يُخلّدون في ذاكرة الوطن إباءً وولاءً صادقاً وإخلاصاً وطنياً لايقبل المزايدة على حساب مصلحة الهوية.. وبلادنا اليمن على مر التاريخ امتلأت صفحات تاريخه بعظماء الكرامة والبطولة والرجولة والتضحية في سبيل عزة الوطن, وعلى هامش المواقف الوطنية الأصيلة رصد التاريخ مواقف مشينة لفئات من أبناء اليمن العريق باعوا هويتهم ووطنهم ومصلحة شعبهم رخيصة في سوق العمالة والخيانة والارتزاق، وهاهي الأيام تفضح مواقفهم وتعرّي سلوكياتهم التي لاتمت لأخلاق ومبادىء المواطن اليمني الأصيل بصلة. وبكل فخر واعتزاز ينتصر الوطن وشرفاؤه الأُباة قيادة وشعباً في معمعان المواجهة الباسلة مع أعداء اليمن وعلى كل الجبهات لتذهب كل أباطيل الأشرار جفاءً أما ماينفع الوطن والشعب فيمكث في الأرض معيناً يروي أيامنا الحاضرة وطموحات مستقبلنا المنشود.. ولنا فيما حدث ويحدث في بلادنا من خروج عن القانون وأعمال شغب وتخريب وتمرد وإرهاب ودعوات انفصالية وخيانات عظمى للشعب والوطن تكالبت من كل حدب وصوب متعددة الأشكال والأساليب ولكن يجمعها هدف واحد هو الحقد على اليمن قيادة وشعباً ومنجزات، حيث وصلت قذارة ممارسيها لدرجة يندى لها الجبين ألا وهي السلوك الطائفي والمناطقي والعمل على دعوة المستعمر الأجنبي لاحتلال اليمن من جديد إشباعاً لحقدهم الدفين وانتقاماً منهم من نظام اليمن الجمهوري والديمقراطي ومن وحدة الوطن ومن الشعب الذي يقف خلف قيادته مدافعاً بكل غالٍ ونفيس عن وحدة الوطن وحريته واستقلاله وكرامة شعبه على تراب أرضه الغالي.. أليس هؤلاء من صنف من يخرجون عن جلودهم ويعيشون موتهم الحي في عيون أبناء الوطن قاطبة؟ ففي الوقت الذي يعيش فيه وطننا أيامه المعاصرة المزدهرة والجميع داخل هذا الوطن المعطاء يرسمون بل يستمتعون بلوحة الوحدة اليمنية الجميلة التي أضافت إلى جمال اليمن جمالاً طبيعياً جديداً وأضافت إلى حياتنا الحديثة رونقاً عصرياً أكثر دلالة على امتداد أمجاد اليمانيين العظماء بتأصيل ثوابتنا الوطنية في فكر ووجدان الشعب في زمن قياسي هو زمن القائد والرمز والمواطن اليمني الإنساني الذي حقق للوطن بمختلف ربوعه المترامية المنجزات العظيمة وصنع لشعبه دولة يمنية حديثة بكل مقاييسها المعاصرة عجزت عن تحقيقه اليمن في كثير من عصورها الماضية.. أقول في الوقت الذي يخطو الوطن خطواته المتقدمة على درب النهضة والتنمية والازدهار في كل مجالات الحياة نجد هؤلاء الشرذمة يتمادون في خيانة الوطن ويتمادون في العمالة والارتزاق على حساب المصلحة العامة دون خوف من الله أو أي شعور وطني وإنساني نبيل، ضاربين عرض الحائط بكل القيم والمبادىء ومكارم الأخلاق الوطنية وكأنهم بأفعالهم الخسيسة يكررون أنفسهم ويتوهمون بأن أحلامهم المريضة سوف تتحقق على أرض اليمن، ناسين أو متناسين أن النظام الإمامي أو السلطاني أو الانفصالي من سابع المستحيلات أن يعود بكل كهنوته وتسلطه واستبداده ودمويته أو أن يسود حياة شعب قدم أغلى التضحيات في سبيل الحرية والديمقراطية والشرعية الدستورية ونظامه الجمهوري الطموح وفي سبيل تحقيق المنجزات العظيمة التي حققها الوطن منذ ثورة سبتمبر وأكتوبر والثاني والعشرين من مايو 90م وحتى يومنا هذا الذي تكسرت على صخرة الوطن الصلبة كل محاولات الخائنين العملاء للنيل من اليمن أرضاً وشعباً وحياة ليبقى الوطن مزهواً بمشروعه الوحدوي التنموي الديمقراطي الكبير الذي يقود مسيرته الظافرة القائد الرمز فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية- حفظه الله- وحفظ الله وطننا من كل الشرور.. فماذا يستحق مثل هؤلاء الموتورين غير البصق في وجوههم السوداء كمشاريعهم المظلمة التي مهما حاولوا تنفيذها فلن ينالوا من الوطن إلا الخزي والعار والهزيمة، أما اليمن فإنه الواحد الموحد أرضاً وفكراً وإنساناً بإرادة الله وعزيمة قائده وإيمان شعبه.. ومثلما كان شعار المخلصين (الوحدة أو الموت) في صيف 94م فإن الشعار الوحدوي الصادق سوف يبقى صوت الوفاء والولاء وصدق الانتماء وصوت كل الشرفاء المخلصين.. ولسوف تبقى اليمن لوحة للحق والخير والجمال وسوف تبقى الوحدة اليمنية الشجرة المثمرة بالعطاء وسنظل جميعنا نردد خلف قائدنا الرمز هتاف التضحيات العظيمة من أجل الوطن ووحدته الغالية (الوحدة أو الموت) ومثلما وجد الانفصاليون بالأمس القريب هذا الهتاف يلحق بهم الهزيمة حتى الفرار فإن أذنابهم اليوم وغداً لن يجدوا سوى الموقف الثابت والراسخ في نفوس الشعب دفاعاً عن الوحدة القدر والمصير حتى الموت.. ليتعلم العملاء درساً واحداً في حياتهم وليعتبروا..، فالوطن من أخلاقه العفو عند المقدرة لكنه لايساوم حفنة من العملاء.. ولليمن النصر الكبير ولسوف يبقي في قلوب الأوفياء.