مَنْ تعوّد العيش في الوحل صعب أن تعلمه الأيام والسنون وأن ترفعه ولو قيد أنملة إلى مواطن العزة والكرامة وحفظ ماء الوجه بحده الأدنى.. ومن يُكتب عليه الشقاء وقد يكون أهون ممن فاته قطر الزمن وأصبح يعيش بفارق كبير في تفكيره ومستقبله الذي يتطلع إليه في محاولات يائسة للبحث عن مكان بين ركام خلّفه هو وأمثاله الأغبياء وأصبح في مزبلة التاريخ ولفظه شعبنا اليمني الأبي إلى غير رجعة وصار يعيش متشبثاً بخيوط هي أوهن من خيوط العنكبوت ، حيث نجدهم اليوم يتساقطون واحداً تلو الآخر تساقطاً إخلاقياً ووطنياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً وسيصبحون عما قريب إما مخبولين أو مجانين رسمياً ، كون مايقومون به اليوم لايقوم به إنسان عاقل مدرك لما يقوله ويفعله. فالبيض الذي ظل مشلولاً وفي حالة موت سريري سياسياً لم نسمع له تصريحاً ولاظهوراً بعد الصفعة التي وجهها الشعب له عند اعلانه الانفصال ولأمثاله في حرب صيف 1994م فولّوا إلى غير رجعة مدحورين ومذهولين من التفاف الشعب وصمود الجيش وتضحيته من أجل وحدته المباركة..ظل قرابة خمسة عشر عاماً صامتاً وظن الجميع أنه قد اتعظ من دروس الماضي وعاد إلى جادة الصواب وراجع حساباته التي أخطأها هو والعطاس ومن دار في فلكهم المتهالك ، إلا أنها مشيئة الله أن لا تستقيم أبداً مع هؤلاء. عاد ليطل برأسه وألفاظه التي لم تعد اليوم مقبولة ولامحل لها في وطننا الحبيب ووعي شعبنا المستنير الذي سيكون بالمرصاد له ولأمثاله وسيجد بأنه يدور حول نفسه وأنه ينطح في صخرة قوية وستنكسر عليها كل قرونه الشيطانية المهزومة نفسياً ومعنوياً وسوف يقوم شعبنا اليمني الأبي وكعادته بتأديب هؤلاء الشرذمة باعتبارهم أصبحوا في هذه الحالة ضارين ولافرق بينهم وبين المصاب بانفلونزا الخنازير المعدية. ولهؤلاء نقول : سنُقابل أفعالكم المشينة بمواصلة السير لقيادتنا السياسية ومعها كل الوحدويين والشرفاء من أبناء هذا الوطن والجميع في ميادين التنمية وبناء المستقبل المشرق الخالي من عقد الماضي والمتطلع إلى التسامح والمحبة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد متجاوزين كل الدعوات الهدامة متمسكين بوحدة الأرض والإنسان قدر ومصير هذا الشعب وعقد لاينفرط إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. ونقول لهم : موتوا بغيظكم وستصبحون كالنار تحرق نفسها إن لم تجد ماتحرقه.