من تعز أيضاً أطلق فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح مزيداً من مشروعات التنمية لخير الإنسان والوطن.. ومن كل أنحاء اليمن شرقه وغربه شماله وجنوبه كتبت أيضاً عناوين بارزة لمشروعات خدمية واستثمارية باعتبارها إحدى أهم ثمرات الوحدة التي عمت ربوع الوطن. ولاشك بأن هذه المنجزات العظيمة والمشاريع الإنمائية سوف تتواصل، فهي الرد الحاسم على أصحاب مشاريع الزوبعة وأوهام إعادة تاريخ اليمن المعاصر إلى الوراء. أما هؤلاء الذين خبرهم الشعب، وعرف نواياهم السيئة فسيظلون مذمومين مدحورين تحيق بهم لعنات الشعب اليمني الواحد. لقد كان الاحتفال بالعيد الوطني التاسع عشر هذا العام ملحمة وطنية تكاملت فيها صروح التنمية مع أصوات الحق الهادر ضد دعوات النعيق التي تهدد بالخراب والدمار لهذا الشعب الأبي ولوحدته واستقراره ونموه. .. لقد كان واجب أصحاب مشروعات الخيانة والانفصالية أن يتواروا بعد جرائمهم في صيف 1994، وإعلانهم الحرب للانفصال.. وكان واجب هؤلاء الذين فروا هاربين بخيرات الوطن إلى الخارج أن يعتذروا للشعب ويندموا على جرائمهم، غير أنهم أدمنوا الخيانة وصارت في دمائهم لاينصتون لعقل ولا لحكمة، وسيقادون إلى مصيرهم المحتوم، يستحقون لعنات الشعب عليهم وحكم التاريخ الذي لايرحم كل من يحاول شق الصف الوطني، ويبث الفرقة والشتات، ويعمل على تمويل أعمال التخريب وجرائم التقطع وتدمير ممتلكات الناس من أبناء جلدتهم. إن الوحدة محروسة بعناية الله وهي محمية بإرادة اليمنيين من شرق الوطن إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.. وإنها خالدة لأنها أعادت للإنسان اليمني هويته وانسجامه ومنحته حضوره وكينونته. .. وإزاء تلك الممارسات الرعناء والهوجاء تجاه مقدَّرات الوطن وكيانه الوحدوي من عناصر واضحة الاستلاب لمشاريع خارجية تهدف إلى تمزيق اليمن.. لماذا صمتت بعض أحزاب المعارضة والنخب السياسية تجاه هذه التصرفات التي أدانها شعبنا في الداخل واستنكرها كل وحدوي في العالم؟ هل الخصومة مع النظام السياسي تقتضي التفريط بالثوابت الوطنية، ومنها وحدة اليمن كياناً وأرضاً وإنساناً ؟! إذاً مانفع التعددية السياسية إذا انفرط عقد الوحدة، وما فائدة الديمقراطية إذا عدنا إلى مربع التشطير؟! ومن التساؤلات المريرة التي تحز في النفس أيضاً ما جدوى الأحزاب والتنظيمات السياسية إذا تساهلت في أمر يهدد صلاحيات بقاء هذه المنظومة الحزبية وفضائها الديمقراطي؟ وماجدوى الأطروحات المتصلة بالإصلاحات في النظام السياسي والانتخابي إذا فقد الوطن شرط الاستقرار ؟ وما هي الفائدة من تصريحات النخب في المجتمع عن العدالة والتطور في الوطن إذا فقد المجتمع شرط تلاحمه وتوازنه ؟ .. إنها تساؤلات مريرة في وضع يدعونا جميعاً إلى مزيد من التأمل واتخاذ القرار الوطني الشجاع والسليم لقطع الطريق على مدبري الفتنة حتى نتمكن من الاستمرار في تطوير منظومة الأداء في كافة الاتجاهات والتقاطعات.