كفانا الله وإياكم شر «الخنازير» انفلونزا، وفيروسات؛ وسواها من الملوثات والأوبئة.. تضاربت المعلومات والمصادر الحكومية حول تسجيل أول حالة مصابة بانفلونزا الخنازير في البلاد، وتضاربت أكثر لجهة تحديد موعد الاكتشاف، وإجمالاً.. الإعلان بحد ذاته لم يكن بصحة جيدة!. يوم الثلاثاء 61- 6 كان الوباء يسجل حضوراً في أغلب دول المنطقة والإقليم، ويومها أطلّ علينا معالي الدكتور وزير الصحة ليعلن اكتشاف أول حالة إصابة يوم السبت الموافق 13- 6 الجاري، أي قبل ثلاثة أيام كاملة من موعد الإعلان!!. برغم ذلك، هناك من يعتقد بأن الوزارة «الصحة العامة والسكان» قد بكرت كثيراً، ربما كان عليها أن تؤخر الموعد إلى الشهر القادم، فنحن أمة مشهورون بكراهية العجلة، ودائماً نفضل التأخر في كل شيء، من الدوام الحكومي وحتى إعلان الإصابة بالفيروس اللعين قبحه الله!!. لم يكن على الوزارة أن تؤجل الإعلان، ومن واجب السيد الوزير أن لا يرتبك أو يشعر بالحسرة وكأنه المسئول عن الوباء العالمي، أقدّر مشاعر الدكتور الوزير، وأفهم أن الخبر سيئ؛ ولكن أسوأ منه أن نتكتم عليه أو نهزم الوباء بالدعممة وكتمان السر. هذه قضايا حساسة وخطيرة لا يجب الاجتهاد فيها، وتأخر الإعلان ثلاثة أيام بعد اكتشاف الحالة يشير إلى قصدية تعمدت الكتمان أو التستر كل هذه المدة. وليست فضيلة على الإطلاق مثلاً أن نخدع أنفسنا وندّعي أمام العالم بأن الوباء العالمي ممنوع من الدخول إلى بلادنا!. فيما يتعلق بصحة السكان وسلامة البشر، ثمة أسلوب واحد ومفضل للتعامل مع القضايا الخاصة، وهو التزام الشفافية والوضوح والصدق بلا تجزئة. أخشى أن يجتهد البعض فيؤجل إعلاناً بهذا المستوى لاعتبارات حسن النية لا أكثر، لنقع لاحقاً في شر البلية، لا سمح الله.. واللهم لطفك.