ماكادت تنتهي الانتخابات الإيرانية وتعلن النتائج حتى تحرك الغرب بآلته الاعلامية الكبيرة ليدافع عن حقوق الشعب الايراني في الحرية وحق تقرير المصير، وعندما انقلب جيش هندوراس على رئيسه تحرك العالم للمطالبة بإعادة الرئيس إلى منصبه وحتى منظمة العفو الدولية في تقريرها الأخير عن حرب اسرائيل على غزة ساوت بين الضحايا والجلادين واتهمت حماس بجرائم حرب مثل اسرائيل حتى لايغضب اليهود، ويتحرك العالم لدعم سكان التبت لنيل استقلالهم عن الصين ويُستقبل الآلاف في دول العالم استقبال الرؤساء أو الملوك، بينما يقف العالم وإعلامه موقف المتفرج لمايجري للمسلمين في الصين اليوم. فالقمع المتكرر للمطالبين بحقوقهم من الأغلبية الايغورية في اقليم تشينج ينج الصيني من قبل الحكومة الصينية والذي راح ضحيته قبل يومين 156 قتيلاً ،حيث إن كل تلك الدماء لم تحرك ضمائر العالم الحر الذي اهتز بقوة من قبل لقمع حكومة طهران المتظاهرين مع أن الفارق بين عدد القتلى لا يقارن.. ولاتزال الشيشان والانغوش تحت الاحتلال الروسي الذي يقتل ويدمر دون حسيب ولارقيب ولامعترض. قد لايكون الألم من هذه المواقف الغربية مؤثراً، لكن المؤثر هو مواقف دول الاسلام ومنظماته التي تدعي حماية المسلمين. أين أصوات التنديد والاستنكار التي لاتحسن هذه الدول غيرها؟ حتى الآن لم يظهر أضعف الايمان ولازال المسئولون في دولنا الإسلامية ينتظرون رد الفعل الغربي حتى يتحركوا. إن مايجري في الصين من ظلم للمسلمين لم يكن وليد اليوم بل لقد بدأ منذ الثورة الثقافية وماقبلها عندما دخل الجيش الصيني إلى تركستان الشرقية والتي مازالت حتى يومنا هذا تحت الاحتلال.. دخل الجيش الصيني هذا البلد فبدأ بالغاء استعمال الحرف العربي الذي يرمز للاسلام.. وكانت تركستان الغربية تحت النفوذ السوفيتي ولكنها اليوم إحدى الدول التي استقلت عنه بعد سقوطه. لقد خضع المسلمون كرهاً للسيادة الصينية وكلهم أمل في ترجمة بعض شعارات الشيوعية الصينية في المساواة والحرية مع الاقلية الصينية التي تتعايش معهم في نفس الاقليم، غير ان الواقع أثبت عنصرية الثورة، فسيطر الصينيون على مفاصل الاقتصاد والسياسة في الاقليم وأصبح المسلمون مواطنين من الدرجة الثانية. إن العدد الكبير من الشهداء في المظاهرات الاخيرة يؤكد عنصرية الدولة الصينية تجاه هؤلاء، مع ان المطالبة بهذه الحقوق لم تكن مسلحة وإنما استخدمت الشرطة الصينية ذرائع واهية لتبرير المجازر التي ترتكبها ضد المدنيين العزل، والعذر الأقبح من الذنب هتهمة التحريض الخارجي وتلقي التعليمات من الخارج وهي تهمة مافتئت الدول والحكومات الديكتاتورية تروج لها وتكررها كلما تحرك مواطن للمطالبة بحقوقه. إن الدول الاسلامية والمنظمات مطالبة اليوم بالتحرك واستخدام كافة الضغوط الممكنة لحماية اخوانهم المسلمين في الصين من الاضطهاد الذي يعانونه، فصمتهم أشد نكاية من صمت غيرهم وهو الظلم الفادح الذي يشاركون فيه الصين ضد اخوانهم . وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند فكل أمة تدافع عن أفرادها وتتألم لمآسيهم.. أما المسلمون فلا بواكي لهم.. فإلى متى هذا الصمت يأمة الاسلام؟