بالفعل لم يكن العمل الإجرامي الذي حدث في صعدة القشّة التي قصمت ظهر البعير كما يعتقد البعض بالنسبة للسياحة اليمنية، مع اعترافنا أن الأخيرة تلقت ضربات موجعة في السنوات الأخيرة إلا أنها كما قال نبيل الفقيه الوزير الشاب زادتنا إصراراً على المواجهة والانتصار لصالح الوطن. وما يجري من فعاليات فنية وإبداعية وثقافية ورياضية في إطار مهرجان صيف صنعاء السياحي الرابع وبمشاركة محلية وعربية ودولية واسعة يؤكد أن وزارة السياحة قد بدأت أولى خطوات المواجهة بسلاح قوي يعتمد على العزيمة أولاً، وثانياً على ما تمتلكه بلادنا من مقومات سياحية فريدة ومخزون حضاري كبير يجب إبرازه بصورة واضحة في هذا المهرجان، وأظن بأنها ستكون مهمة ليست بالسهلة بالنسبة لوزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي لاسيما وهي تتعامل مع وطن مليء بالكنوز الثقافية والمقومات السياحية والتراثية الفريدة التي لا يمكن حصرها في منطقة محددة على مستوى ربوع العربية السعيدة . وليس من الحكمة الحكم على مستوى مهرجان صيف صنعاء ومدى نجاحه أو أوجه القصور فيه حالياً ونحن مازلنا في البداية، لكن ما نستطيع قوله للإخوة في وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي إن هناك مسؤولية وطنية ملقاة على عاتقكم اليوم لابد من تحملها بجدية كما عودتمونا دائماً ومن ينكر جهودكم السابقة في الترويج وإظهار المنتج السياحي بالتأكيد غير منصف، لكن نتمنى اليوم ألاّ يتحول المهرجان إلى مناسبة ترفيهية للأطفال فقط أو أغانٍ وأناشيد وفقرات جامدة وعرض للسيرك و الأعمال الحرفية التراثية فقط. في هذا الظرف وفي ظل الأوضاع الوطنية الراهنة نأمل أن يكون هذا المهرجان فرصة ليس للسياحة فقط وإنما لكل الجهات المشاركة من فرق فنية واستعراضية ورياضية وإعلامية وكل الجهات، فرصة لنقول جميعنا نحن هنا في اليمن، يمن الحب والسلام، يمن الوحدة، يمن الحضارة والتاريخ، يمن الفرادة والتميز، يمن الحكمة والإيمان ، وبلا أدنى شك المسؤولية كبيرة في هذه الظروف والتحديات التي تواجه مسيرة الوطن ومن سيحاول تحملها منفرداً أو الادعاء بقدرته على تحملها منفرداً سيشعر بالتقزم أمام هذا الموروث الحضاري المهول وأمام وطن بهذا الثراء الثقافي والسياحي والتاريخي والأثري الضارب جذوره في أعماق التاريخ، وبالتالي لابد من تعاون الجميع لأن الهدف أو الأهداف المرتبطة بالمهرجان تهم كل شخص لاسيما القطاع الخاص القادر على المشاركة بتوفير الإمكانات من جهة ومن جهة أخرى وسائل الإعلام القادرة على إبراز الثروة الحضارية والمخزون الثقافي والمقومات السياحية للبلد دون الحديث عن المادة في كل كبيرة وصغيرة تهم الصالح العام قبل الخاص. الشيء الآخر لا بد من مشاركة كافة الخبرات الوطنية في مختلف المجالات الفنية والثقافية على مستوى محافظات الوطن ولو بمشاركة رمزية يتم من خلالها تداول الخبرات والاستفادة من تنوع الفلكلور والتراث اليمني ولو لأسبوع في إطار المهرجان، فالنوعية قد تغني تماماً عن الكمية كما حدث في حفل افتتاح مهرجان صيف صنعاء السياحي الرابع لهذا العام . الخلاصة وما نريد أن نوصله بأن نجاح المهرجان وأهدافه المتمثلة في الترويج للمنتج السياحي والموروث الحضاري اليمني وإبراز المقومات السياحية الفريدة واستقطاب الاستثمارات السياحية والجذب السياحي ونقل رسائل واضحة عن اليمن كحضارة وحداثة وأمن واستقرار وتنمية ووحدة وطنية مسئولية الجميع والكل مسئول عن إنجاحها كل في موقعه سواء كنا في حضرموت أو عدن أو تعز أو صنعاء أو إي شبر في وطن ال(22 ) من مايو, لأن القضية لم تعد قضية مهرجان أو اثنين أو ثلاثة هنا أو هناك.. القضية أننا نريد لليمن أن تكون المستفيدة والرابحة أولاً وأخيراً وأن يعرف العالم بأن اليمن السعيد وطن للجمال والتاريخ والحضارة، وأن أية أعمال إرهابية لن تؤثر أو تغير من أن اليمن السعيد وعلى مر التاريخ رمز للجمال الأصالة والحكمة والكرم والحب والأمن والسلام.