إب مدينة الجمال والروعة , تسحرك خضرتها الجميلة وأجواءها البديعة , وتجذبك مآثرها العظيمة , وبساطة ناسها الطيبين ، هي العاصمة السياحية لليمن , واليوم صارت مدينة الصيف لكثير من الخليجيين والعرب ، الخضرة سمة رئيسية لهذه المدينة , بل كساء تتزين به إب سهلها وجبالها وللصيف فيها حكاية ممتعة وقصة سحر رباني آسر للقلوب . تتميز بشلالاتها المدهشة وتضاريسها الجبلية المتنوعة , ومعالمها التاريخية العريقة. إب تلك القطعة الموسيقية التي نتغنى بجمالها ونشدو بلحن أوتارها الضاحكة بجبالها المكتسية من رب السماء من أقدم وأجمل بقعة على الأرض من قلب اليمن نطل على بداية التاريخ ونفتح نافذة على العالم السياحي نلتمس أقدم معالم المدينة ونستمتع بجوها اللطيف الذي تتناثر منه النسمات وتنبعث من أرضها وسهولها طيباً وزهوراً ورياحين، من هنا انطلقت بداية الحضارات الإنسانية القديمة ونعرج الى قمم الجبال الشاهقة التي تمثل الحافة الشرقية والشمالية الغربية لمدينة إب ثم نهبط من الأعالي باتجاه السهول والوديان التي ملأت الإمبراطوريات بالقمح والبن ونتنقل من التاريخ من حقبة الى أخرى عبر الآثار للملكة أروى التي تركت بصمات روحها على أسوار مدينة جبلة. إن محافظة إب عامة غنية بجمالها وجوها، فهي جوهرة المحافظات اليمنية والتحفة السياحية، المحاطة بقلادة من الجبال والقرى الزاهرة بالخير والتي تواصل نبضاتها تحت زخات المطر وزغاريد العصافير مختزلة كأنها خلاصة الأرض والبيئة الطبيعية .. زمانها يفوح بعبق التاريخ والعطاء مفتوح بلا حدود. وبالرغم من أن محافظة اب قد شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً على صعيد المشروعات السياحية وأقيمت فيها بعض المهرجانات السياحية ,إلا أن الاهتمام بإبرازها كعاصمة سياحية أحبطته مافيا الفساد وتجار الأراضي وأعداء النجاح , واليوم ونحن في مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام وسيادة القانون فإننا بحاجة ماسة إلى استغلال مقومات إب السياحية في خدمة عملية التنمية الاقتصادية وتعزيز مصادر الدخل القومي من القطاع السياحي وذلك من خلال إعادة الاعتبار لهذه المحافظة الجميلة الخضراء كعاصمة للسياحة فى اليمن ويتطلب ذلك الاهتمام بعدة جوانب أهمها من وجهة نظري : - الترويج السياحي لهذه المحافظة داخليا وخارجيا وباستخدام مختلف وسائل وأدوات الترويج مثل إصدار دليل سياحي واستثماري تشارك فيه جميع الفنادق والمستشفيات والمتنزهات والمحلات التجارية ويتم نشره وتوزيعه عبر المنافذ الحدودية والمطارات والسفارات اليمنية والأجنبية، وإعادة تنظيم المهرجانات السياحية والتي كانت تنفذ خلال السنوات الماضية واستطاعت أن تظهر المعالم التاريخية والأثرية والتعريف بالمخزون الثقافي والحضاري الذي تزخر به المحافظة وتمكنت من عرض وتوثيق الفلكلور الشعبي وكذلك العادات والتقاليد والأغاني والأهازيج والرقصات الشعبية ومن خلال هذه المهرجانات السياحية يتم تعزيز ونشر الوعي السياحي لدى المواطنين اليمنيين وبصفة خاصة لدى أبناء محافظة إب ، وتمكنت هذه المهرجانات من إبراز المعالم السياحية في المحافظة.كما يتعين على وزارة الأعلام ان تخصص جزءاً من الوقت اليومي خلال هذه الايام عبر المحطات الفضائية والأرضية والمقروءة والمسموعة للترويج للسياحة بمحافظة اب لأن الحضور الإعلامي ضعيف جداً في هذا الجانب. - الدعوة للاستثمارات المحلية والخارجية من أجل إقامة مشاريعهم الحيوية في مجال السياحة. - إزالة العناصر المشوهة لفن المحافظة المعماري وإعداد الخارطة السياحية والأثرية التي يجب في إعدادها أن تعتمد على التقنيات الحديثة , و تشجيع أصحاب الحرف اليدوية باعتبارها جزءاً مهماً من الموروث الشعبي وإقامة المعارض التشكيلية والفوتوغرافية المختلفة وإبراز مواهب الشباب التي تعبر عن الموروث الحضاري لهذه المحافظة الأبية وكذلك الحفاظ على عادات وتقاليد أبناء المحافظة الأصيلة من أجل إبراز معالم المحافظة التي تميزها عن بقية محافظات الجمهورية حتى تكون مقصداً للسياحة الداخلية وكذلك الخارجية. وحتى تعود إب عاصمة للسياحة فى اليمنلابد من التنسيق والتعاون بين جهات الاختصاص في الحكومة والسلطة المحلية من اجل الترويج للمقومات السياحية في هذه المحافظة وابراز مفاتنها السياحية فى الداخل والخارج . # أستاذ التسويق المساعد / جامعة تعز