ثمة مشاعر غيظ وبراكين غضب في صدر كل مواطن يمني يتابع مجريات الأحداث وفوضوية الأحزاب اليمنية في التعاطي مع الظروف الراهنة والمشاكل الاقتصادية التي يتعاظم خطرها يوماً بعد يوم.. حين نراهم جميعاً دون استثناء في تجاهل مريب لما يجري في الساحة اليمنية، وهم لا يستطيعون حتى الجلوس للحوار معاً من أجل الحياة اليومية، وحماية البلاد من الأخطار التي تبرز هنا وهناك مهددة اليمن الأرض والإنسان بالكثير من المتاعب. لم يستشعر فرقاء السياسة والمصالح في الساحة اليمنية انعكاسات مماحكاتهم ونزواتهم وصراعاتهم السياسية والجانبية على مشاعر ومعيشة المواطن اليمني وإبداعه وتنميته وتربيته وحتى ذوقه ورؤيته الجمالية للحياة والطبيعة، الذي لم يعد قادراً على تحمل العبث واللامبالاة والصراعات الخفية التي تستنزف صبره وقواه وطاقته ووطنه ومقدّرات تنميته الاجتماعية. ما من بلد إلا وتجمع المشاكل المحدقة به أو الظروف الصعبة التي يمر بها أبناءه وفرقاء السياسة في ساحته الوطنية، مشكلين جبهة واحدة ليس فيها مكان للمماحكة والعبث أو الحقد الذاتي وطغيان المصالح، كل منهم يريد أن يثبت لشعبه أنه الأكثر حرصاً عليه وحفاظاً على تماسكه وأمنه واستقراره، ولاؤهم الوطني الخالص قاسمهم المشترك، والوطن فوق الأحزاب والأشخاص والمصالح. اليمن للأسف يعاني من عقوق وجحود الكثيرين من أبنائه، يتآمرون ضده جهاراً نهاراً بلا حياء أو خجل، مع أن أولئك المتآمرين يعيشون بخيره ويقتاتون باسمه وعلى جراحه ومتاعبه، جعلوه فرجة ومسخرة للشامتين وصيداً سهلاً للمتربصين ومصاصي الدماء في عالمنا العربي، وأحزابنا جميعاً لم يتفقوا بعد على مجرد الجلوس للحوار الذي نعرف مسبقاً طرقه ومادته ونتائجه، لأن الوطن على مايبدو آخر ما يمكن لهم الحوار من أجله، والخوف كل الخوف أن يذهب الجميع إلى المجهول. الإرهاب يترصد حياتنا بالشر ليل نهار، جفف السياحة، وأفقد الوطن مورداً اقتصادياً واجتماعياً، بدلاً من أن نتعاون جميعاً «سلطة، معارضة، مجتمعاً» في تجفيف منابعه ومستنقعاته وإبعاد خطره ومشاريعه عن مجتمعنا، ذهب البعض ليتشفى بالبعض الآخر. الإهارب بكل صوره وأشكاله شوّه صورة اليمن واليمنيين أمام العالم كله، أقلق المستثمرين، وخوّف رؤوس الأموال، وأصبح يتداول أن وصولها إلى اليمن ضرب من المغامرة، وأنتم أيها الفرقاء تقلبون طاولة الحوار ليسد كل منكم الطريق أمام الآخر، لمصلحة من؟! لا ندري!!. مصيبة القراصنة في خليج عدن تتربص هي الأخرى باقتصادنا وبكل حركة قرب مياهنا الاقليمية، حتى إن أساطيل شركاء الحرب على القرصنة تترصد قوارب الصيادين اليمنيين بدلاً من القراصنة، خسائرنا الاقتصادية من ذلك تتزايد يوماً بعد يوم، وأنتم معشر الفرقاء لم تتفقوا على طاولة الحوار بعد. الحوثيون بتمردهم وصلفهم المستمر يسعون لتدمير اليمن وإزهاق روح الدولة والجمهورية، الديمقراطية التي تعبثون بها وهم بالنسبة لهم، وأروح الأبرياء وممتلكاتهم عندهم قرابين مذهبية ليس إلا، وأنتم معشر الفرقاء تبخلون على اليمن بمجرد الجلوس للحوار المسئول حفاظاً على وجودكم واستمرار مصالحكم. ما يثار في المحافظات الجنوبية من فوضى وخروج سافر على النظام والقانون أمر يدعوكم للتشاور والحوار وبحث سبل المعالجات الواقعية وقطع الطريق على الشر الخارجي الذي يسعى بكل شراسة لتصفية حسابات لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل اللهم إلا الظروف المنحوسة التي رمت بنا إلى الحلبة مشنوقين لا أكثر. فهل تريدونا معشر الفرقاء العبثيين في الساحة أن نظل في بحث دائم عن اليمن السعيد والحكمة اليمانية المفقودة؟!.
بريد عدن .. من الوظيفة إلى الخدمة .. في سابقة هي الأولى من نوعها في عالم البريد اليمني سعى الكابتن عبدالعظيم القدسي، مدير عام بريد عدن إلى تطوير البريد، حيث نقله من الوعي الوظيفي المحدود إلى آفاق الخدمة المسئولة والقريبة من المواطن، الملامسة لحياته اليومية. فبعد أن نجح في إيصال حقوق المتقاعدين من كبار السن إلى بيوتهم كاملة غير منقوصة شرع بعدها إلى مد فترة الخدمة البريدية أمام المواطنين من الثامنة مساء وحتى منتصف الليل في فرعي خور مكسر والشيخ عثمان تسهيلاً للمواطنين الذين تعيقهم شمس وحرارة المكان، فيجدون أبواب البريد مفتوحة. فالشكر كل الشكر لعبدالعظيم القدسي ولكل موظفي بريد عدن.