إن هذا الرجل عضو البرلمان البريطاني جورج جالوي صمد منذ أن أعلن تعاطفه مع القضية الفلسطينية دون تحفظ قبل سنوات أمام اللوبي الصهيوني في بلاده وفي الولاياتالمتحدة وفرنسا وكل دول أوروبا، حيث توجد جاليات يهودية أقل عدداً من الجاليات المسلمة والعربية ولكنها أكثر نشاطاً واتحاداً ونفوذاً سواء في السياسة أو الاقتصاد أوالاعلام.. فقد سيّر قبل ثلاثة أشهر قافلة مساعدات إلى غزة مكونة من مئات من الشاحنات الكبيرة تحمل أدوية وأجهزة ومعدات ضرورية ومولدات كهرباء صغيرة. وواجهت تلك القافلة الكثير من الصعوبات أبرزها تلك التي أقعدتها عدة أيام أمام معبر رفح وكان من معه يمدونه أي جالوي، بالدعم المعنوي بعدم تذمرهم وصبرهم وكلهم لا همّ لهم سوى الحصول على إذن بدخول القطاع لمشاهدة آثار العدوان الاسرائيلي بأم أعينهم، ويوم دخولهم أعربوا عن فرحتهم التي لاتوصف وكأنهم سيلاقون أحبة من أبناء جنسياتهم أو أقارب مضى على فراقهم عدة سنوات بغير إرادتهم ولم يتمكنوا من التواصل ولايعرف الواحد منهم شيئاً عن الآخر طيلة الغياب، والدليل على ذلك أن أحد البرلمانيين الايطاليين بكى قبل أسبوعين من الفرحة بمجرد أن سمحت لهم السلطات المصرية بدخول قطاع غزة، ولعل الكثيرين شاهدوه وسمعوا كلامه المفعم بالشجب والاستنكار لماقامت به اسرائيل في القطاع ولدعم الدول الاوروبية وامريكا لها رغم الجرائم البشعة التي دخلت موسوعة هتلر للحرب الطاحنة التي استخدمت فيها أصناف الاسلحة وأشدها فتكاً بالانسان والأرض والحيوان. ثم عاد جالوي قبل عدة أيام إلى قطاع غزة مع مجموعة من الأمريكيين البرلمانيين والنشطاء في قافلة «شريان الحياة»، ولكنه وزملاؤه لم يتأخروا كثيراً خارج قناة السويس، وما إن وصلها حتى أعلن انه سيغادر ليقوم بترتيب رحلة أخرى تتكون من عدة جنسيات يجمع لها المال والعتاد والتأييد وإنه سيستمر في كسر الحصار حتى يسكت مجرمو الحرب الاسرائيليون عن التهديد بمنع وصول قوافل أخرى، وأعتقد انه سيحاول في المستقبل تزعم حملة مناصرين عرب لإخوانهم في فلسطين بدلاً من ان يقوم بهذا الدور إخوة لهم من برلمانيين وفنانين مثل دريد لحام الممثل السوري الشهير وسياسيين، لأن جالوي يعرف ان شجاعة بعض العرب عند قول كلمة عن بعد فيها من الغموض وعدم الوضوح ما فيها ويلقنهم دروساً في الشجاعة ومعنى الإنسانية ونصرة المظلوم وإيثاره بقليل جداً مما أنعم الله عليهم. ولم يبق إلا ان يذكرهم هذا النائب البطل أن الدين الاسلامي ينبذ النفاق والمنافقين ويعد المجاهدين العاملين بالجنة فأيديهم فوق أيدي الجبناء «المنافقين» يوم القيامة.