كم يبدو أليماً حين يتملك الحقد كل وجدان المرء، ويصبح هو مصدر القرار، ومحرك الأفعال؛ لأن الإنسان حينئذ سيتحول إلى مجرد مطية بهماء، لا دور للعقل فيها.. وذلك هو ما يعيشه بعض الناس المتمنطقين بالسياسة، والذين يصنع لهم الحقد مواقفهم، ومهما كان المنطق الذي تجادلهم به، فهم صم، بكم، عمي، لا يعيرونه اهتماماً، لأن عقولهم معطلة، والحقد هو من يتحكم بهم.. عندما نقول: إن ما يسمى ب «الحراك» لا علاقة له بأي مطلب حقوقي، وإنما هو مؤامرة لتفتيت اليمن ومسخ هويتها الحضارية والثقافية، يصر آخرون على أنه «نضال سلمي»، وإن من نراهم هم الشرفاء «المنتفضون» على الفساد. أمس اختلف كبار «زعامات الشرفاء»، فإذا بهم ينشرون غسيل «شرفهم» للرأي العام.. فقد خرج أحمد بن فريد الصريمة مدافعاً عن نفسه من اتهامات المدعو علي سالم البيض الذي يرفع المخربون صورته في كل جولة تخريبية الذي يدعي أنه سرق أموال الحزب الاشتراكي، فكشف «الصريمة» أن «البيض» نهب «900» مليون دولار من الجنوب بعد هزيمته النكراء في حرب الانفصال التي أشعلها عام 1994. وقال أيضاً: إن أحمد عمر بن فريد الساعد الأيمن للبيض حالياً نهب بضع عشرات ملايين الدولارات لكنه تحمل يومها مسئولية ترحيل أزلام الحرب المدحورين بعد أن خذلهم البيض، وتوارى عنهم، ورفض الرد على اتصالاتهم.. والعهدة في الكلام على «الصريمة» - أحد الأثرياء المقيمين في عمان - والذي قال عن نفسه إنه كانت معه (25) مليون دولار، لكنه أعاد إيداعها لدى البنك المركزي. هذه الملايين من الدولارات المنهوبة من الجنوب هي ما كان يعلمها «الصريمة» فقط، أما الأموال الأخرى التي علمها عند غيره فإن الله وحده يعلم سرها، وربما سيبلغنا العلم بها متى ما اختلف اللصوص، وفضحوا بعضهم البعض. اليوم هناك من يوزع صور هذا اللص الكبير «البيض» على الفتيان ليرفعوها في المسيرات، ومهرجانات التخريب التي يقيمها الخارجون عن القانون ، ويصور لهم أنه مثال الشرف و الأمانة.. فهل أولئك الذين يروجون لهذا اللص هم «المناضلون» حقاً يا أبناء اليمن؟ وهل أصبح كبار اللصوص والقتلة هم من سينقذون اليمن من فقرها؟ وهل الذي يسرق (900) مليون دولار وينفق (42) مليون دولار على زواج ابنته ممكن أن يسمع أنين الجوعى؟ فبالله عليكم أين حكمتكم اليمانية لتصدقوا أن هذا العنف والتخريب هو «نضال سلمي»؟. كم أتمنى أن يفيق البعض من غفلته ليسأل قياداته الحزبية إن كان ما يحلم به اليمنيون هو ذلك «الزعيم» اللص الذي أمطر أربعة ملايين دولار على رؤوس الراقصات في حفل زواج ابنته الثانية في دبي..؟ فإلى متى تبقى الأحقاد تعمي البصائر عن رؤية الحقيقة، وتعطل العقول عن التفكير، لتسوق أصحابها كما الأنعام للهتاف للقتلة واللصوص..!؟