عادة ما يبدأ الناس في مدينة عدن كغيرها من مدن الوطن في هذا الشهر الفضيل، شهر شعبان في الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المعظم، شهر الصوم والخير والبركة، وهذه الاستعدادات تشمل كل أمور الشهر منذ الفجر حتى الإفطار.. ناهيكم عن الليالي السمرية الحية التي تقلب المدينة رأساً على عقب، إذا جاز التعبير في ذلك.. وهي أمور محببة يتفنن الناس في كيفية أدائها ومجاراتها لمدة ثلاثين يوماً، هي أيام الشهر الكريم، الذي ليس كمثله في أيام وشهور السنة كافة. وفي أماكن العبادة، المساجد، ترى الناس يتكومون بجانب هذه الأماكن المقدسة، في طقوس ترحيبية تلقائية، يحتسون الشاي ويتبادلون أطراف الحديث، يقرأون الصحف، ويُحلّون الكلمات المتقاطعة، في لفتة تشير إلى قرب هذه الفعاليات الرمضانية منذ العصر حتى ما قبل أذان المغرب، كنوع من تمضية الوقت بعد أداء الصلوات والاستغفار وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم.. هكذا هم الناس في عدن على الدوام. وفي هذه المواقف تجد البعض يحسب حسابات التكاليف لشهر الصوم من متطلبات تبدو صعبة للبعض، لكن هي سهلة، لأن الله سبحانه وتعالى ييسر للعبد ما ينفق به هذا الشهر، وسبحان الذي يوهب بلا حدود. المتقاعدون هم أكثر الناس في هذه الأماكن، للفراغ الذي يكاد يقضي على بعضهم، خاصة أن عدن ليس فيها فرص عمل مواتية مثل العاصمة صنعاء، بحكم أنها مدينة حارة وينعكس ذلك على أنشطتها حتى تلك المتعلقة بالاقتصاد والاستثمار والسباحة... إلخ. لكن البعض يجد لنفسه ما يتسلى به عن ذلك الفراغ، ولكل فيما يعشق مذاهب! ونحن نمضي ما تبقى من أيام شعبان استعداداً لاستقبال رمضان.. تهفو النفوس وتشرأب الأعناق لسماع ما يفرج الهم ويذهب بعض الهموم.. كلهم ينتظرون «المكرمة» تلك التي اعتادوا عليها كتقليد رسخه فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية - حفظه الله - وأطال في عمره وأمده بالصحة والعافية. ويتساءل البعض ببراءة : هل هي كالعام الماضي.. أم أكثر..؟ هكذا يكون الهاجس. فالكثيرون يأملون أن تكون أكثر من سابقتها، نظراً للغلاء وارتفاع متطلبات الحياة.. وغير ذلك.. ونحن مع هؤلاء نأمل تلبية هذه التطلعات بمايلبي الطموح لهذا الشهر وطقوسه الكريمة! كما نبتهل إلى الله تعالى أن يفرج عنا كربة الحر الشديد خاصة في في المساجد، بيوت الله التي تطوع أهل الخير الطيبون بتزويدها بالمكيفات، بارك الله فيهم، لكن العقبة هي قيمة الاستهلاك لفواتير أشهر الحر ولسويعات أداء الصلاة بيسر وسهولة، فهل نطمع في توجيه، يقضي بتحمل الدولة تكاليف تلك الأمور التي يعتبر سدادها صدقة جارية، وأن يوجه الأوقاف برصد موازنة تفي بذلك وتحمل الجزء الأكبر من إيرادات الأوقاف وغيرها ؟! اللهم وقد باركت لنا في شعبان.. نسألك أن تبلغنا رمضان على ما تراه خيراً لنا وترضاه.. إنك سميع مجيب. ورمضان كريم بمقدمه دائماً.. إن شاء الله.