قال الشاعر: وقد علّمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني استحضرني هذا البيت وأنا أتابع المقابلة التي أجرتها قناة «الجزيرة» مؤخراً مع حميد عبدالله الأحمر، وتحديداً عندما تطاول على فخامة الرئيس والوطن فكأني بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - «حفظه الله» يردد ذلك البيت في تعجب وهو يسمع ذلك القول الصادر من أحد المتنكرين لجميل هذا الوطن ... وهكذا الدنيا، كما قال أبو محضار: «الناس أفلام والدنيا مسارح». في تاريخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - طيب الله ثراه - الحافل بالمواقف والمآثر الوطنية لم تكن تبدر عنه أخطاء مثل هذه، عدا هفوة قالها في لحظة تسرع وانفعال، ومع ذلك عاد واعتذر، أما حميد الابن فما أكثرها تلك الأخطاء والهفوات التي وقع ويقع فيها، بل ويستمرأها كلما غرر به جهابذة الفتنة. إن من أسوأ المواقف الأخلاقية في السياسة أن ينبهر السياسي بالأضواء فيسمح لشطحاته أن تسيطر، فيبدر عنه ما ينم عن فجاجة وغباء سياسي يُعاب عليه أمام الملأ، فالسياسة فن وحكمة لا تسمح للسياسيين المحنكين أن يتبعوا أهواءهم، وأن يفلت منهم زمام مطامحهم. إذ أن «غلطة الشاطر بعشر»، فهل وعى ذلك «حميد» وهو يثرثر لقناة «الجزيرة» بكلام أقل ما يوصف به أنه يفتح شهية المتآمرين والمتربصين بالوطن، ويشجعهم على مواصلة حياكة مؤامراتهم، وتفريخ أطماعهم في الانقضاض على نظامه السياسي الوطني الديمقراطي، إن لم نقل ساهم في دعم المتمردين بصعدة مادياً ومعنوياً حتى أصبح يوصف بصاحب ال «07 ألف طلقة مزكية». إن أبسط ما فسره العديدون من خلال ثرثرته اللامسئولة في قناة «الجزيرة» وأفدحه قولاً هو اتهام المسئولين بانهم وراء ما يتوهمه وشركاؤه من أزمة سياسية، وهو اتهام باطل من أساسه ولايحتاج أحد إلى تفنيده، لأن من وقف ويقف وراء هذه الأزمة المفتعلة هو حميد نفسه الذي كشف من حيث لا يدري آخر ورقة كان يتحجب بها، إذ بدا متعطشاً للسلطة بأية وسيلة كانت ولو تحالف مع من تآمروا على الوحدة وهندسوا للانفصال، لأن نفسه النرجسية التي تربى عليها تفقده اتزانه وموضوعيته. ويكفي أن نستدل ب «مؤتمر التشاور» الذي رصد له من مال وأموال داعميه بالخارج ما يقارب من ال (5) مليارات ريال وحشد له أعتى الخبثاء المتآمرين على وحدة الوطن ونظامه الديمقراطي وعتاولة المتربصين بالوطن، وكأني به يحلم بجمهورية (حميدية). ألا يعلم حميد أنه بترهاته تلك وأكاذيبه (قضقض) عظام والده الشيخ الحكيم - رحمه الله ..ألا يخجل؟! الحقيقة تقول: «اللي اختشوا ماتوا» يا حميد..