قال الشاعر: أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني وقد علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني استحضرني هذان البيتان وأنا أتابع المقابلة التي أجرتها "الجزيرة" مؤخراً مع حميد عبدالله الأحمر وتحديداً عندما قال: "إن مصلحة اليمن تتطلب من الرئيس التنحي عن منصبه"، فكأني بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله يرددها كذلك في تعجب وهو يسمع ذلك القول الصادر عن أحد تلامذته، إن لم نقل أحد أبناء عمومته، المتنكر لجميله والمجازي معروفه بمجازاة "أم عامر"- أي الضبع لمجيرها.. وهكذا الدنيا، كما قال ابو محضار: "الناس أفلام والدنيا مسارح". في تاريخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر – طيب الله ثراه- الحافل بالمواقف والمآثر الوطنية لم تكن تبدر عنه أخطاء مثل هذه عدا هفوة قالها في لحظة تسرع وانفعال مفادها: "إن اليمن تعيش في نفق مظلم" ومع ذلك عاد واعتذر، أما حميد الابن فما أكثرها تلك الأخطاءات والهفوات التي وقع ويقع فيها، بل ويستمرئها كلما غرر به جهابذة الفتنة. إن من أسوأ المواقف الأخلاقية في السياسة أن ينبهر السياسي بالأضواء فيسمح لشطحاته أن تسيطر فيبدر عنه ما ينم عن فجاجه وغباء سياسية يعاب عليه أمام الملأ، فالسياسة فن وحكمة لا تسمح للسياسيين المحنكين أن يتبعوا أهواءهم، وأن يفلت منهم زمام مطامحهم، إذ أن "غلطة الشاطر بعشر" فهل وعى ذلك "حميد" وهو يثرثر لقناة "الجزيرة" بكلام أقل ما يوصف به أنه يفتح شهية المتآمرين والمتربصين بالوطن، ويشجعهم على مواصلة حياكة حبال مؤامراتهم، وتفريخ أطماعهم في حلم الانقضاض على نظامه السياسي الوطني الديمقراطي، إن لم نقل ساهم في دعم المتمردين بصعدة مادياً ومعنوياً حتى أصبح يوصف بصاحب ال"70 ألف طلقة مزكية". إن أبسط ما فسره العديدون من خلال ثرثرته اللا مسؤولة في قناة "الجزيرة" وأفدحه قولاً هو اتهام فخامة الأخ الرئيس بأنه وراء ما يتوهمه هو وشركاؤه من أزمة سياسية يعيشها الوطن، وهو اتهام باطل من أساسه ولا يحتاج أحد إلى تفنيده؛ لأن من وقف ويقف وراء هذه الأزمة المفتعلة هو حميد نفسه، الذي كشف من حيث لا يدري آخر ورقة كان يتحجب بها، إذ بدا متعطشاً للسلطة بأية وسيلة كانت ولو تحالف مع من تآمروا على الوحدة وهندسوا للانفصال؛ لأن نفسه النرجسية التي رُبي عليها تفقده اتزانه وموضوعيته. ويكفي أن نستدل ب"مؤتمر التشاور" الذي رصد له من ماله وأموال داعميه في الخارج ما يقارب من ال(5) مليارات ريال وحشد له أعتى الخبثاء المتآمرين على وحدة الوطن ونظامه الديمقراطي وعتاولة المتربصين بالوطن، وكأنني به يحلم بجمهورية ما بعد 5 نوفمبر 1967م إن لم نقل ب"جمهورية حميدية". ألا يعلم حميد أنه بترهاته تلك وأكاذيبه "قضقض" عظام والده الشيخ الحكيم رحمه الله وأخجل أخوته.. ألا يخجل؟!!.. الحقيقة تقول: "اللي اختشوا ماتوا" ياحميد.