إن الثورة الشبابية السلمية المجيدة والمباركة الحميدة والفريدة العظيمة والرفيعة التي انطلقت شرارتها في 11/ فبراير / 2011م من مدينة تعز العزة التي تُعِزُّ اليمن ها نحن نحتفل ونحتفي بالذكرى الثانية لانطلاقتها في جميع ربوع وأرجاء اليمن ومن أقصا الوطن إلى أقصاه وإن دلَّ هذا على شيء فإنما يدل بأن الثورة مستمرة شاء من شاء ورضي من رضي وسخط من سخط وكاد من كاد وتآمر من تآمر ومكر من مكر وخان من خان وعاد القهقرى من عاد. صحيح أن ثورتنا قدّمت تضحيات جسام وأنفس عظام وأهرقت وأُريقَت الدماء الطاهرة الزكية وسُفكت بغزارة في أغلب محافظات الجمهورية للثائرات والثوار والحرائر والأحرار التّواقين للعدل والحرية والمجد والعزة والسؤدد والرفعة والكرامة والمساواة ونشدان الدولة المدينة الحديثة ، !! دولة الحق والقانون والسلام والنظام. وصحيح أن أعمار الطغاة لا تمهلهم لذبح شعب واحد مرتين ولا للعيش طغاة مرتين ، إنهم اختاروا أن يكونوا طغاة في الدنيا وستكون سرابِيلُهم من قطران في جهنم الآخرة. وإن الذين يدّعون الكفاح والنضال وهم ماكثون وراء حدود المحنة في الأنفس والأموال والأهل والدين ليسوا إلا مجرمين يحاولون بناء أمجاد شخصية من عرق ودماء والآم الشباب الذين دفعهم القهر الاجتماعي والبطالة وسوء التوجيه والفساد والطغيان والظلم السياسي إلى الثورة والتغيير والانعتاق من الإصر والأغلال والاستبداد ، وعلى الرغم من ذلك ثبت الشباب وقدموا أغلى التضحيات دون أن يفكرّ واحد منهم أن يولي ساحات الحرية والتغيير ظهره. وختاماً / نقول للمثبطين والمخذلين والمنتكسين والماكرين والمتآمرين على ثورتنا هيهات هيهات منا الذلة لو أن الدنيا كلها اجتمعت علينا بأسرها وقضِّها وقضيضها وعتاولة طغاتها ومجرميها ومحركي الفتن فيها ما حُدنا قيد أُنملةٍ عن ثورتنا وما تزعزنا ولا تزلزلنا ، لا تحركنا العواصف ولا تزلزلنا القواصف ، لو زالت الدنيا من مكانها لثبتنا ، ولو شكَّ الناس كلهم في الحق ما شككنا والنصر حليفنا والثورة ثورتنا والساحات ساحاتنا والله معنا لا نخاف ولا نهاب إلا من الله ربنا متمثلين قول الشاعر الثائر : عهدٌ على الأيام ألاّ تهزموا النّصر ينبتُ حيثُ يرويه الدَّمُ الثورة مستمرة حتى بلوغ آمالها وأهدافها وقطف ثمارها وورودها وليكن دعاؤنا بحياة شعبنا ووطننا ويمننا المجد والخلود لشهداء ثورتنا الأبرار الأطهار الأكرمُ منا جميعاً.