جماعة الحوثي توجه تحذيرات للبنوك الخاصة بصنعاء من الأقدام على هذه الخطوة !    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    مقتل وإصابة أربعة جنود في اشتباكات مع مسلحين خلال مداهمة مخزن أسلحة شرقي اليمن    حادث مروع .. ارتطام دراجة نارية وسيارة ''هليوكس'' مسرعة بشاحنة ومقتل وإصابة كافة الركاب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    قتلوه برصاصة في الرأس.. العثور على جثة منتفخة في مجرى السيول بحضرموت والقبض على عدد من المتورطين في الجريمة    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    الكشف عن هويات القتلى اليمنيين في تفجير حقل للغاز بطائرة مسيرة بدولة عربية (الأسماء والصور)    عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على وسط وجنوب قطاع غزة    مأرب تقيم عزاءً في رحيل الشيخ الزنداني وكبار القيادات والمشايخ في مقدمة المعزين    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    رفض قاطع لقرارات حيدان بإعادة الصراع إلى شبوة    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قذارة الميراث الذي خلفه الزنداني هي هذه التعليقات التكفيرية (توثيق)    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    دوري ابطال افريقيا: الاهلي المصري يجدد الفوز على مازيمبي ويتاهل للنهائي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    لا يجوز الذهاب إلى الحج في هذه الحالة.. بيان لهيئة كبار العلماء بالسعودية    عاجل: إعلان أمريكي بإسقاط وتحطم ثلاث طائرات أمريكية من طراز " MQ-9 " قبالة سواحل اليمن    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه تجربتي .. وهذه شهادتي !
نشر في الجمهورية يوم 09 - 03 - 2012

تعقيباً ومؤازرة لأختي في الله رفيقة الكهالي حول مقالها المعنون : قيمة الحق يا إصلاح لا صنمية ولا أصنام والمنشور في صحيفة الجمهورية الغراء عدد يوم الجمعة الصادر بتاريخ 8 ربيع آخر سنة 1433ه الموافق 2 مارس سنة 2012م.
1 استهلال
أختي في الله العزيزة / رفيقة الكهالي نضر الله وجهك ونصرك على ألد أعدائك..
تحية إجلال وتقدير وإعزاز وإكبار
هذه سطور أخطها من وحي تجربتي من أخٍ عزيز لك ولأمثالك عانى ولا زال يعاني حتى اليوم من إخوانه في الله، وفي بدء هذا الاستهلال أقول لك جزاك الله خيراً وكتب لك أجراً على ما سطرته أناملك فموضوعك القيم والشيق والجميل ونصائحك الطيبة الرخاء لإخوانك في الله قيادات وأعضاء حزب الإصلاح فقد سعدت بقراءته أيما سعادة وأعجبت به أيما إعجاب وأوافقك الرأي فيما كتبته جملة وتفصيلاً مقالك رائع بل الروعة ذاتها وعينها وضعت النقاط على الحروف وأشفيت العليل وشخصت الداء وصرفت الدواء فكان البلسم الشافي على الجروح النازفة لتشفى وتلتئم كل ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد !!
أختي الفاضلة أعرفك بنفسي فأنا الفقير إلى ربه شهاب الدين عبدالله المحمدي تربيت تربية إسلامية وفي بيت إسلامي ونشأت نشأة قرآنية إيمانية وفي محاضن المعاهد العلمية في مدينة تعز العزة والمنعة والانطلاقة والثورة وفي معهد تعز العلمي، معارض لكل قبيح منذ خلقني الله على هذه البسيطة وفي هذه الحياة حياة الابتلاء والاختبار لا أهادن ولا أجامل ولا أصانع ولا أتقرب ولا أتزلف لكائن من كان أقول كلمة الحق وأصدع بها لا أخشى ولا أخاف في الله لومة لائم، داعية ومحاضر ومرشد وخطيب ومدرب وكاتب مارست الخطابة والكتابة منذ نعومة أظفاري وعمري خمسة عشر عاماً ومن مواليد عام 1970م وهذا ليس مدحاً لنفسي وإنما هي الحقيقة لكل من عرفني ويعرفني.. عانيت معاناة شديدة واتهمت مرات عديدة بتهم كاذبة وزائفة ومن ضمنها أنني أمن سياسي وتارة أمن قومي وكلها لا أساس لها من الصحة وهذه الاتهامات ساقها ظلماً وعدواناً وبغياً وطغياناً أقرب المقربين إلي بعض إخواني في الله.
2 الحق والإحقاق
الحق أحق أن يتبع والنصيحة لله لابد منها والنقد الذاتي والبناء لا محيص ولا مناص ولا مهرب منه، بدأت معارضة النظام بكل ما أوتيت من قوة بداية عام 92م وتعرضت لفتن ومحن وبلايا ورزايا يشيب لهولها الولدان وتهتز لها المشاعر والوجدان، ثبت وحمدت ثبوت وصمود الجبال العوالي الرواسي عارضت إخواني في الله عام 99م عندما دعا وصرح الأستاذ/ محمد قحطان حينذاك وقال : مرشحنا الرئيس علي عبدالله صالح في الانتخابات الرئاسية فليبحث المؤتمر الشعبي العام عن مرشح له، وإن لم تخن الذاكرة أذكر حينها أنني ألقيت خطبة جمعة عصماء جامعة مانعة حامية الوطيس من على منبر مسجد التقوى الكائن في حارة المسبح بتعز وكان عنوانها : الركون إلى الظلمة هلاك” واستدللت بالآيتين الكريمتين أواخر سورة هود قال الله تعالى في محكم الآيات والتنزيل: “ فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دونه من أولياء ثم لا تنصرون” سورة هود آية : 12و 13.
وشرحتهما شرحاً وافياً وذكرت ماذا قال صاحب في ظلال القرآن الشهيد الثائر سيد قطب طيب الله ثراه ورحمته تعالى تغشاه في شرح هاتين الآيتين، ثم عرجت على صاحب الأساس في التفسير الشيخ سعيد حوى رحمه الله في تفسيره للآيتين الكريمتين وختمت خطبتي بهذا القول : إن الظلمة يقتلون الأنفس والمبادئ والطموحات والإبداعات والمواهب فيستحقون بذلك غضب الله عزوجل وأليم عذابه، وإذا حادت الأمة عن منهج الله ابتلاها بأناس يبركون على صدورها فلا ترى النور ولا تتنفس ولا تتكلم حتى تلقى الله بذنوبها وخيبتها، وإن أكثر ما يقع فيه الانحراف الطغيان والركون فإذا وجد الظالم الطاغية وجد الركون إليه فقد عم البلاء وطم وكثر الفساد وعم، فإلى إخواننا في الله المنادين بفقه الواقع والمصالح والموازنات وإليكم يا أصحاب المؤامرات والمبادرات أقولها لكم إبراءًً للذمة وإحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل إياكم والركون للظلمة الطغاة البغاة العتاة واعلموا أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة فاتقوا الله تقوى من أناب إليه واحذروا مخالفته حذر من يقف بالعرض عليه واسألوه التوفيق فإن مقاليد الأمور بين يديه ! هذا جزء يسير وبسيط من الخطبة التي ألقيتها في عام 99م ولم تعجب حينها بعض إخواني في الله الذين حضروها ورأيت بعض وجوههم مكفهرة، وإذا عرف السبب بطل العجب حيث سبقوا المؤتمر الشعبي العام بترشيحهم للرئيس علي عبدالله صالح في ذلك الحين، وللأمانة العلمية قال لي أحد الأخوة الأحباء ممن حضر الخطبة أجدت وأبلغت بارك الله فيه وتولى حفظك ورعايتك وجزاك الله خيراً فأنت قلت الحق وأقول لك كما قال عليه الصلاة والسلام لأبي بصير: مُسعّر حرب لو كان معك رجال، وفي هذا المقام لا أنسى والدي الكريم أطال الله في عمره فهو ممن حضر هذه الخطبة وأشاد بها، وأول من علمني الصدع بالحق وأخذ بيدي وآزرني ومكنني من قول الكلمة الجريئة والشجاعة دون تلعثم وزيف ومداهنةٍ ونفاق!!
المهم أقولها بصراحة واضحة ليس لها من دون الله كاشفة وبكل جراءة وقوة وحماس وعزيمة ولو قدمت رأسي وحياتي واستشهدت في سبيلها ثمناً لمواقفي ومبادئي التي لن أتزحزح عنها ما حييت: إن الحركة الإسلامية في اليمن ممثلة بمسماها القديم “الإخوان المسلمين” ومسماها الحديث “التجمع اليمني للإصلاح” تتحمل وزراً كبيراً وإثماً عظيماً وذنباً مشيناً وجرماً لا يضاهى ونسأله تعالى أن يغفر لها وزرها وجرمها وذنبها وذلك في مساندتها ودعمها وركونها للحاكم الظالم الطاغية على ما يزيد ويربو ربع قرن من الزمن.
الثورة السلمية ومعاناتي
انضممت للثورة الشبابية السلمية في أمانة العاصمة منذ بواكيرها الأولى بل قبل بدايتها وانطلاقتها وبالتحديد في 10فبراير 2011م وعددنا لا يزيد عن خمسمائة ثوري كلهم وجلّهم عزم وإصرار وصمود وأحرار وألقيت كلمة حماسية بالحاضرين من الثوار والثائرات من فوق النصب التذكارية ومن على منصة«الإيمان يمان والحكمة يمانية» الكائن في شارع الدائري مقابل الجامعة الجديدة ووثقت كلمتي قناة الجزيرة والجزيرة مباشر ومن ضمن مقتطفات هذه الكلمة قولي: لو أن هذا النظام الطاغي الباغي الظالم المستبد ترك لابتذال أتباعه وظلم أعدائه ومن دون معارضة لرجل وسقط غير مأسوف عليه مصداقاً لقول الله تعالى«استكباراً في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا» سورة فاطر آية 43 إن هذا الشعب الأبي الصابر الحر المعطاء الذي يتفجر الجميع بصفاته في وجهه سلطة ومعارضة ينتظر الخلاص في ردهات السماء لا في مؤتمرات الأرض وفي دعوات الصلوات الخاشعة لا في القنوات الفضائية المتفرعنة، من الخير يجب أن يأتي الخير، ومن الشر يجب أن يأتي الشر، لن يمحو القبح إلا الجمال ولن يزيل الفوضى إلا الإبداع وعلى الذي يبتذلون السياسة أن يكفوا عن ابتذال القيم والأخلاق..الخ وبعد إلقاء هذه الكلمة الثورية ورصدها وتسجيلها من قبل أزلام النظام المتهالك والمتساقط وبالتحديد، الأمن القومي تلقيت منهم تهديدات عديدة ورسائل كثيرة ولم أعرها أي اهتمام يذكر ، وبعد ثلاثة أيام من إلقاء كلمتي، كنت ماراً في الحصبة قرب مقر المؤتمر الشعبي العام” اللجنة الدائمة” واستوقفني رجلان عرفا بنفسيهما بقولهما لي : إنهما يتبعان الأمن القومي فقلت لهما بكل شجاعة دون خوف أو وجل وأمام مجموعة من الناس الشهود على هذه الحادثة قلتُ لهما: ماذا تريدان مني؟ فقالا لي بكل عنجهية وغرور ووقاحة كلمتك التي ألقيتها من على منصة ساحة الجامعة رصدناها ورفعنا تقريراً للجهات المختصة ذات العلاقة وننصحك بالهدوء وعدم تكرار ذلك ما لم فستكون عاقبتك وخيمة ولن ترى عين الشمس، فرددت عليهما بكل عزم وحزم وحسم لن ترهبني تهديداتكم وثورتنا جاءت لاقتلاعكم واجتثاثكم أنتم ونظامكم الذي يحميكم، فزمن الخوف ولى وإلى غير رجعة وحيث ألقت رحلها أم قعشم، اغربا عن وجهي فتركاني وشأني!. المهم بدأت الثورة وزخمها يتفاعل والشباب الثائر والشابات الثائرات يقبلون إلى ساحة التغيير أفواجاً أفواجا كأمواج البحر المتلاطم الهادر ولا يقف في طريقهم صعب أو عائق وقمنا بتأسيس “تحالف ثوار فبراير المستقلون” ومن ثم حركة يمن للجميع.. وأخيراً الحركة الديمقراطية للتغيير والبناء، وانضمت أحزاب المعارضة ممثلة باللقاء المشترك للثوار المستقلين وعلى رأس الجميع التجمع اليمني للإصلاح وبدأت قصة المعاناة من هنا وما أدراك ما هنا!!
ثم الاستيلاء على منصة الساحة من قبل شباب الإصلاح، وتم تكوين اللجنة التنظيمية بعد ذلك والأغلبية للإصلاح وسيطروا على الساحة وعلى مكونات الشباب بتخطيط مدروس ومحكم وأحكموا قبضتهم الحديدية وسيطرتهم العتيدة على الساحة من أقصاها إلى أقصاها وبدعم ومساندة ومساعدة الفرقة الأولى مدرع وهلم جرا وكم من الشباب الثوار والشابات الثائرات تم الاعتداء عليهم وعليهن بالشتم والتجريح والسب والتهديد والغلظة والضرب حتى قلتُ لبعض أصدقائي وزملائي الثوار من باب الدعابة والمزاح: هل صحيح أن ساحات التغيير أصبحت ساحات التأيير!!فقهقهوا بضحكات عالية واستحسنوا دعاباتي ومزحي!!. بعد هذا السرد أعزائي معاشر القراء احتكروا خطبة الجمعة في شارع الستين، وبحكم أنني خطيب وأمارس الخطابة منذ ربع قرن ونيف طلبت منهم مراراً وتكراراً بأن ينسقوا لي خطبة جمعة في الستين وتواصلت مع أخي وزميلي في الثورة والنضال فؤاد الحميري منسق شباب الثورة والخطيب المصقع ومعروف انه من شباب الإصلاح للتنسيق والتوسط لي عند اللجنة التنظيمية في أداء خطبة الجمعة، لكنه سامحه الله تهرب من طلبي ولا ينسق إلا لنفسه وتوطدت علاقتي بالمذكور أثناء سفرنا إلى جمهورية السودان الشقيقة لحضور مؤتمر رابطة شباب من أجل القدس قبل أربع سنوات وخطبتُ الجمعة في السودان بالشباب القادمين من جميع أصقاع الأرض لمناصرة القدس وكان عنوان الخطبة: القدس وكيف حررها السلطان البطل صلاح الدين الأيوبي من براثن المحتلين الصليبيين! وبحضور أخي فؤاد الحميري الذي استمع لخطبتي ووعدني بأن اخطب في مسجده الكائن في مدينة الأصبحي وذهبت وعوده أدراج الرياح بعد ذلك اتجهتُ إلى الأستاذ محمد محمد حزام الأشول عضو اللجنة التنظيمية عن حزب الإصلاح وبيني وبينه مودة ومحبة ومعزة بحكم زمالتنا في العمل بوزارة الأوقاف والإرشاد وطلبت منه أن ينسق لي خطبة الجمعة فكان يبتسم ويقول لي: سأنسق لك “خطبة جمعة النصر” أمام مجموعة من الزملاء وبعد مضي شهور عديدة لم تأتِ هذه الجمعة إلى اليوم، ثم استعنت بالأستاذ علي الكوري عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وأعطاني بصيصاً من أمل بل ووعدني وعداً قاطعاً وجازماً بالتنسيق لي في خطبة الجمعة بالستين وإلى الآن مضى أكثر من شهر ونصف ولا جدوى ولا فائدة.
وتذكرت قول الشاعر:
وبح الصوت مني وأنا أدعو
ولكن المسامع في انسداد
مرت سنة ونيف من عمر الثورة المباركة فلا هذا تأتى ولا هذا حصل!!
وخطبة الجمعة أصبحت في خبر كان، بعد كل هذه المعاناة والمرارة نسقت لي “الحركة الديمقراطية للتغيير والبناء” التي أتشرف بالانتماء إليها خطبة جمعة في جولة الشهداء التي أستشهد فيها ما يقارب الاثنين والخمسين شهيداً في جمعة الكرامة الشهيرة في 18 مارس 2011م، وموقعها مقابل المستوصف الإيراني كان عنوان الخطبة “لا حصانة للقتلة” وفاء لمسيرتي الحياة والكرامة كانت خطبة حماسية ثورية أنقل لكم بعضاً من مقتطفاتها قلت فيها: الكلمة الصريحة التي يجب علينا أن نقولها يا هؤلاء: اغزوا قلوب الشباب الثائر بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنى ولا تغزوه بالرصاص.. فإن أزيز الرصاص يسد الآذان ويصم القلوب ويعمي البصائر ويذكي العدادات، وهؤلاء الظلمة الطغاة القتلة سفاكي الدماء ومزهقي الأرواح كيف يحكمون شعباً يكرههم ويدعون محبته؟ وكيف يسحقون الرؤوس ويدعون العدل؟ وكيف يحاصرون الحرية في كل مكان ثم يدعون أنهم يبنون حياة كريمة للإنسان!!
أقول للمثبطين والمخذلين والمنتكسين وإخواننا الذين بغوا علينا: هيهات هيهات منا الذلة، لو أن الدنيا كلها قد اجتمعت علينا بأسرها وقضها وقضيضها وطغاتها ومجرميها وعتاتها وبغاتها وبلاطجتها ومستبديها ومفسديها وجلاديها ومحركي الفتن فيها ماحدنا قيد أنملةٍ عن ثورتنا وماتزعزعنا ولاتزلزلنا ولاتحركنا العواصف ولاتزلزلنا القواصف، لوزالت الدنيا من مكانها لثبتنا ولو شك الناس كلهم في الحق ماشككنا لأننا على بصيرة من ديننا والنصر حليفنا والثورة ثورتنا والساحة ساحتنا والله معنا وإن مقاليد العز ومفاتيح النصر بين أيدينا نلمسها من خلال قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} وقوله تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} وقوله تعالى: {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون}.
وختمت هذه الخطبة الثورية بقولي: الثورة مستمرة حتى تعود اليمن حرة وحتى تلبى مطالبنا وتتحقق أهدافنا وغاياتنا والله ناصرنا، شاء من شاء، وأبى من أبى، وسخط من سخط، وكاد من كاد، وتآمر من تآمر، وخدع من خدع ومكر من مكر، وخان من خان، وانقلب من انقلب، وعاد القهقرى من عاد، المجد والخلود لشهداء الثورة الأبرار والكرامة والحرية لأسرانا الأحرار ثم دعوت الله بقولي: اللهم أعطنا ثورة نواجه بها النفس والشيطان وثباتاً للاستمرار في مواقع الثورة والثوار.
اللهم هب لنا من لدنك صبراً ومصابرة وتقوى ومرابطة في ساحات وميادين الحرية والثورة والتغيير.. اللهم احمنا من هذا المجتمع الضائع التائه الذي لم يجد هويته حتى الآن واجعلنا في مواقع العمل بما علمنا جنداً لك وأنصاراً، غير آبهين بالذين يسلقوننا ويسلخوننا بألسنة حدادٍ من بني جلدتنا ومن حكامنا الذين يقتلوننا ومن إخواننا الذين بغوا علينا!!
بعد الخطبة مباشرة تلقيت رسائل عديدة وكثيرة عبر موبايلي: 777911191 ومن العجيب والغريب أن إخواني في الله والإصلاح استكثروا علي هذه الخطبة بل واستنكروها وأنها تشق الصف واتفقوا جميعاً على تسميتها ب«جمعة ضرار» ومن ضمن رسائلهم التي تلقيتها رسالة أرسلها لي الأستاذ أحمد قائد الأسودي عضو مجلس شورى الإصلاح ورئيس مركز القرن الواحد والعشرين للتجديد والتنمية فلا رأينا تجديداً ولاتنمية وهذا نص الرسالة: أنت رجل حصيف فمن الذي استدرجك إلى جمعة ضرار!!
فرددت عليه برسالة نصها: لاجمعة ضرار ولايحزنون.. فتوالت رسائله المستفزة لي فرددت له الصاع صاعين وبعثت له برسالة أخيرة عبر موبايله نصها: “الكبر والغرور والتعالي وشعار: لن نغلب اليوم من قلة النتيجة = ثورة مضادة! ولم أتلق أي رسالة بعدها منه بخصوص الخطبة التي خطبتها.
أختم تجربتي وشهادتي ونصيحتي لإخواني في الله “حزب الإصلاح” بأن يأخذوا بنصيحة أختي العزيزة رفيقة الكهالي وأشد على يديكِ، وأرجو فيك غاية الرجاء ألا تتراجعي ومزيداً ومزيداً من هذه الدور وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاكِ!!
وأنصح إخواني في الله ونفسي أولاً بقبول النقد الذاتي والبناء الموجه لهم وألا يتكبروا أو يفتروا وليعلموا أنه لاصنمية ولا عصمة ولا قداسة لأي شخص منهم والا يعلموا بمقولة إن لم تكونوا معنا فأنتم ضدنا!!
متمثلاً قول الشاعر:
ولقد نصحتهم نصحي بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ
أرجو وآمل ألا تكونوا كقول من قال فيكم من إخوانكم المؤسسين للحركة الإسلامية معكم بعد أن قمتم بشن حملة شرسة ضده بسبب مواقفه المعارضة لكم من تأييده لدستور دولة الوحدة آنذاك فاضطررتموه للانسحاب والخروج من عبادتكم بسبب حماقاتكم وتصرفاتكم الطائشة معه ومن ضمن ما قاله فيكم في تلك الفترة:
إن هناك جماعة من الجماعات الإسلامية تحرك أفرادها بالريموت فإذا نادت في سماء جماعتها أن أحبوا فلاناً فيحبوه عن بكرة أبيهم وكان آخر قوله لهم: لاتهدروا العقل فإنه مناط التكليف وأنا أقول لكم: راجعوا مواقفكم وارفعوا الظلم عمن ظلمتموهم وإلا فإن الطوفان قادم قادم سيغرقكم أنتم ومن معكم؟! والله المستعان على ماتصفون!
1 العنوان مستوحاة من آخر كتاب للشيخ سعيد حوى رحمه الله “هذه تجربتي وهذه شهادتي”.
Shab 15ymail.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.