يرى محللون سياسيون وباحثون مختصون بالشأن السياسي اليمني أن قيادة التمرد الحوثي استثمرت تطلعات سياسية سيئة النوايا لجهات خارجية لاتنفك تبحث عن أداة داخلية تقوم بإثارة الفتن وإشعال أكثر من جبهة في الوطن وفق أجندة محددة لتصفية حسابات إقليمية مع نظامنا السياسي ودول الجوار..الأمر الذي جعلها تواصل مغامرتها الدموية وتصعد من أعمالها الإرهابية التخريبية، مستندة على ما تقدمه لها تلك الجهات من دعم مادي وإعلامي ومعنوي، وهذا يفسر لنا سر استمرار قيادات التمرد الحوثي في أعمالها الارهابية والتخريبية خلال الخمس السنوات الماضية،بينما هي في حقيقة الأمر لا تعدو في كونها مجرد تمرد مسلح بمليشيات صغيرة محدودة. وقد كشفت أكثر من جهة خارجية عن دعمها ومؤازرتها لهذه الحركة التمردية. وجميعنا يتذكر كيف فقدت الصحف الإيرانية أعصابها عندما اشتد أوار الحسم الحكومي فشنت حملة اتهامات واسعة ضد حكومتنا تحت ادعاء محاولة انها «الاثنى عشرية» في اليمن، وكيف خصصت قناة «العالم» الشيعية برنامجها المعروف ب «بعد الحدث» لتغطية تداعيات المواجهة ،والبيانات التي أصدرتها مرجعيات الاثنى عشرية في «قم »و«النجف مما حدا بجمعية علماء اليمن إلى إصدار بيانهم في مواجهة هذه الادعاءات وتفنيدها. ومن جانب آخر استثمرت قيادة التمرد الحوثي علاقاتها وتحالفاتها القديمة مع رموز الردة والانفصال من قوى الخارج، والتي تعود إلى حرب صيف 1994عندما آزر المدعو حسين بدرالدين الحوثي تلك القيادات الانفصالية مقابل دعمهم الذي قدموه له للفوز في انتخابات 3991م البرلمانية، فاستفاد المتمردون من الدعم السياسي والاعلامي الذي أوعزت به قوى الخارج لقيادات الداخل. وجميعنا يتذكر بيانات احزاب اللقاء المشترك وأولها بتاريخ 82/6/4002م والذي نمّ عن موقف موارب ومخاتل يصب في صالح هذه الزمرة المتمردة وكذلك الدور الذي لعبته وسائل إعلامه عامي 20041-2005. واليوم وبعد تكشف جميع أوراق هذه الزمرة المارقة،وتداعيات تبيانات الرؤى والخلافات بين صفوف أحزاب المعارضة، وازدياد الوعي الجماهيري بحقيقة هذا التمرد ومآربه الأرهابية، وبعد أن طفح الكيل ولم يعد هناك مناص من الحسم النهائي لهذه البؤرة التي لم تستفد من عديد الفرص التي قدمت لها مابين عفو عام وهُدَنْ ووساطات داخلية وخارجية،. وبعد أن كشف التقرير الحكومي الأخير عن قتل واختطاف وتخريب وترويع طال المواطنين والممتلكات العامة والخاصة منذ وقف المواجهة الخامسة في 71/7/8002م وإلى يوم 7/8/9002م فإن على أحزاب المعارضة وصحفها ومنظِّريها أن يحددوا موقفهم بوضوح وجلاء من هذا التمرد وأن يكفوا عن التعذر بأسلوبية «غموض القضية» التي لاتعني اليوم سوى شيئ واحد فقط وهو الدفاع المباشر وغير المباشر عن هذه الزمرة المارقة على حساب مئات الضحايا من المواطنين وعلى حساب سيادة وأمن واستقرار الوطن والمواطنين, وقد أصبح كل شيء أمام الشعب مكشوفاً، وليس هناك من طريق سوى حسم هذا التمرد وإنهاء الفتنة واغلاق ملف «صعدة»..فدماء الابرياء وأرواحهم وأمنهم وممتلكاتهم لاتدخل في حسابات المزايدات والمناكفات الحزبية والابتزاز السياسي،وعليهم أن يعوا ذلك جيداً.