توقع الشيخ صالح ابو العوجا -مدير مديرية حيدان بمحافظة صعدة- ان تنهي قوات الجيش التمرد الحوثي قريباً وإلى الابد، حسب تكليف مجلس النواب للحكومة بالتعامل مع المتمردين بما يحفظ لليمن وحدته واستقلاله. وقال: ان الجيش يضيق الخناق على المتمردين في كافة مناطق التمرد وحقق تقدماً كبيراً على الارض، وما هي إلا ايام وتنتهي فتنة التمرد في صعدة. واضاف: نحن لسنا من دعاة الحرب ولكن الواقع يستدعي ذلك؛ لان المتمردين استغلوا العفو السابق من رئيس الجمهورية في تقوية صفوفهم والتزود بكافة الاسلحة، وقال :لم يتبق امام الدولة غير الحل العسكري للفتنة التي تعاظم خطرها.. محذراً من ان التسامح مع هؤلاء المتمردين لن ينهي المشكلة بل سيزدهم اصراراً في غيهم وتمردهم.. واكد الشيخ ابو العوجا ان المعلومات المتوافرة لدى القيادة العسكرية اثبتت الدعم الايراني للمتمردين من خلال العثور على صواريخ جديدة وبازوكات من صنع ايراني لدى المتمردين. عن آخر المستجدات في صعدة ومواضيع اخرى نترككم مع نص الحوار:
حاوره/عبدالله سليمان
الشيخ صالح ابو العوجا.. بداية بصفتك احد المسؤولين المحليين في المحافظة، هل يمكن أن تخبرنا عن آخر المستجدات للاحداث الدائرة في صعدة؟. - اولاً نرحب بك، والمستجدات بصراحة متأزمة بسبب الاعمال التخريبية التي يقوم بها المتمردون الحوثيون، حيث يهاجمون المواقع والنقاط العسكرية ويقطعون الطرقات العامة لنهب المواطنين، وكذلك ينصبون الكمائن للجنود وللمواطنين الشرفاء الذين يرفضون التمرد، وقد اغتالوا بعض هؤلاء الشرفاء. وهل مازالت هجماتهم مستمرة؟. - الهجمات مستمرة، والمتمردون لم يستفيدوا من العفو العام الذي اصدره الرئىس وللمهلات التي منحها لهم، ولكن للاسف الشديد لم يستجيبوا.. ومع ذلك فالعمليات التي يقوم بها الجيش تتقدم في الحمزات وآل الصيفي والكثير من المناطق، وقوى التمرد تتقهقر بسبب تلقيهم خسائر فادحة. هل تتوقع نهاية اخيرة للتمرد وعدم ظهورهم بعد الآن؟. - نعم.. ولكن اذا استمرت الدولة في مواجهتهم وحسم الموقف عسكرياً حسب تكليف مجلس النواب للحكومة بذلك، فانا اتوقع انهاء التمرد وقطع دابره إلى الابد. هل تعني ان الحوثيين يستفيدون من العفو لتقوية انفسهم وليس للتخلي عن افكارهم وتمردهم؟. - هذا مؤكد وهو ما ظهر في التمرد الاخير الفاً في المائة وليس مائة في المائة، استغلوا العفو العام وتسامح الرئىس واستغلوا الهدوء لان الوحدات الامنية والجيش التزمت بعدم مهاجمتهم في حين هم لم يلتزموا واستمروا يزودون انفسهم بالاسلحة ويعبؤون انصارهم في جبال التمرد، الهدنة اعطتهم وقتاً وفسحة للتمترس والتخندق في عدد من المناطق، وكوّنوا خلايا وشبكات ارهابية جديدة، كان الجيش قد قضى عليها. ففي حين كانت الدولة تسعى للسلم، كانوا يستعدون هم للحرب، تزودوا بالاسلحة وحصلوا على الدعم المالي بالعملات الصعبة من اطراف اقليمية من ايران وليبيا ومن الدول التي تريد التدخل في الشأن اليمني. شيخ صالح! ولكن ما الذي يثبت ان ايران متورطة بدعم هذا التمرد؟. - نعم. إيران متورطة، وحصلتُ على معلومات من الاجهزة الامنية تفيد بأن الصواريخ التي يستخدمها المتمردون صناعة ايرانية وكذلك وجدت كتب وسيديهات ايرانية. ذكرت ان الدولة اذا استمرت في حملتها العسكرية على المتمردين سينتهي التمرد، هل يعني ذلك ان الصلح معهم لم يعد مجديا؟. - نعم. الصلح لم يعد يجدي، واقولها بكل صراحة وبكل امانة انه لم يعد ينفع للتعامل مع هؤلاء الذين قابلوا العفو بالمزيد من العنت والاستكبار، ولا يعني كلامي هذا اني من دعاة الحرب ومؤججي الاوضاع لا والله!! اننا نسعى للسلام ونريد ان نحمل غصن الزيتون، وقد حملناه كثيراً، ونريد ان يعم السلام في اليمن ككل، ولكن للامانة نحن جربنا وعايشنا هؤلاء؛ جربنا معهم السلام والعفو ولكنهم لا يريدون ان يجنحوا اليه، التهدئة معهم لم تجد فيهم إلى ان يعودوا مواطنين صالحين، لانهم مسيرون من اطراف خارجية ويخدمون جهات خارجية، واي تيار يصبح دمية في ايدي الخارج لا تثق فيه ولا يمكن ان تصل معه إلى اي نقطة ايجابية للسلام، ولهذا لابد من حسم تمردهم عسكرياً. ولكن بصفتك مسؤولاً محلياً ألا ترى ان الحرب أثرت على اوضاع المواطنين في المحافظة؟وهل يمكن أن تشرح لنا الاوضاع هناك؟. - الحقيقة أن المواطنين الآن يعيشون اوضاعاً مقلقة، خاصة وان هؤلاء المتمردين يسعون جادين لايجاد هذا التأزم والقلق من خلال قيامهم بالسيطرة على عدد من المحلات التجارية ومنازل المواطنين في المناطق السكانية المزدحمة، وكذلك يقومون بنصب الكمائن والاغتيالات في الشوارع مما يجعل اصحاب المحلات يغلقون محلاتهم خوفاً على حياتهم، وكذلك نتيجة تمترس هؤلاء بين السكان والمواطنين واستخدامهم كدروع بشرية، يقع منهم ضحايا ونحتسبهم شهداء عند الله. وكيف هو تعاون المواطنين مع الدولة في مكافحة المتمردين؟. - ابناء صعدة معروف عنهم حب الدولة والنظام، ودائماً هم متعاونون مع الدولة في مختلف الظروف، وهم كانوا من المدافعين عن الوحدة في 94م ومعروف حبهم للرئيس وفي الانتخابات الاخيرة منحوه اكبر نسبة من الاصوات على مستوى اليمن. فابناء المحافظة لا يقفون مع اي حركة تريد اعادة عقارب الساعة إلى الوراء واقامة نظام امامي ملكي كهنوتي بائد واعادته من جديد، فهم دائماً متعاونون مع الامن والجيش ويبلغون الحكومة والامن بأي حركة للمتمردين، ويقومون بترتيب بلادهم ومناطقهم ويحمون الجيش والامن، وهناك قلة قليلة من المغرر بهم ارتموا في احضان التمرد والقلة هذه لا تحسب مواقفها على حساب الاغلبية في المحافظة. ولكن ما مدى تأثير الاشاعات، التي روجت لها لجنة الوساطة في عدد من الوسائل الاعلامية عن استهداف المذهب الزيدي وتشويه الجيش من خلال ادعائهم انه قام ببعض المضايقات لابناء المحافظة، ما مدى تأثير هذه الاشاعات على المواطنين؟. - هذا السؤال مهم ومحوري في هذه المقابلة، فهذه الاطروحات والشائعات انزلتها للاستهلاك لجنة الوساطة أو الجناح السياسي للحوثيين، انزلوا هذه الشائعات وحددوها كنقاط رفعوها بتقرير إلى رئىس الجمهورية، وقالوا: إن من اسباب توتير الاجواء هذه النقاط التي ادعوها، ويريدون ان يصوروا ان الدولة هي السبب، لا يعقل ما يقولونه ان الجيش في خولان بن عامر حولوا صلاة الجمعة إلى يوم السبت هذا لا يرضي مسلماً، ومحض افتراء ومكشوف للجميع ولا يصدقه اي انسان، اما ما قالوا انه يوجد استهداف للمذهب الزيدي، نحن جزء من المذهب الزيدي معظم ابناء المحافظات الشمالية زيود، والمذهب الزيدي مذهب معتدل لا يسب الصحابة، ولا يوجد اي استهداف للمذهب الزيدي. ولكن هذه الحركة الحوثية ولجنة الوساطة يمثلون الاثني عشرية الرافضة ويدعون تمثيل الزيدية، ونحن ننكر هذه الادعاءات ولا نقر ان هؤلاء يمثلون المذهب الزيدي، هم يمثلون الصفويين والايرانيين، وابناء محافظة صعدة وابناء مديرية حيدان بالذات لا يصدقون هذه الاشاعات ويستغربون مثل هذا الكلام ويدينونه. ولا يوجد هناك اي تأثير لهذه الاشاعات على ابناء المحافظة، بل ان هذه الادعاءات التي قالتها لجنة الوساطة فضحتهم امام المواطنين، وعرفوا ان هذه اللجنة كاذبة ومنحازة للتمرد، وان سبب فشل الوساطة هو ان هذه الوساطة مغالطة. على ذكر لجنة الوساطة بماذا تفسر تصريح عضو اللجنة حسن زيد للزميلة «الناس» بقوله: ان الجيش دخل مستنقعاً في صعدة؟. - اعتقد ان هذا الرجل ليس غريباً عليه ان يتحدث بمثل هذا الكلام لانه احد ازلام الامامة والكهنوت البائد، والمجتمع يعرف ان حسن زيد ولجنة الوساطة جزء من حركة التمرد الحوثية، ويمثلون جناحها السياسي، وعندما يقول: ان الجيش دخل في مستنقع، فهو كاذب، بل العكس المتمردون بجناحيهم العسكري والسياسي هم في مستنقع ونجمهم بدأ في الافول، واتضح خبثهم على الجيش ويفضح حقدهم على الوطن. شيخ صالح! هل من اضافة أو كلمة اخيرة، ولمن توجهها؟. - الكلمة الاخيرة اقولها اني اتمنى ان تنهى هذه الحركة قريباً، وان تبقى عرى الثورة والوحدة والجمهورية تزداد قوة وصلابة في وجه الحاقدين والمتآمرين، واشكر ابناء الجيش والامن على مواقفهم البطولية التي سطروها على الميدان وتقدمهم الكبير الذي حققوه على مختلف الجهات. وكذلك اشيد ببيان علماء اليمن؛ البيان الذي حافظ على الوحدة والتماسك الوطني من علماء يمثلون مختلف المذاهب الفكرية في اليمن. واشكر صحيفة «أخباراليوم» على موقفها المشرف من الاحداث، واتمنى من حسن زيد وامثاله ان يتوبوا إلى الله ويعودوا إلى رشدهم من غيهم، وألا يفكروا ان عقارب الساعة ستعود إلى الوراء لان عهد الامامة انتهى إلى الأبد..