صيد ثمين بقبضة القوات الأمنية في تعز.. وإفشال مخطط إيراني خطير    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    الصين: بعد 76 عاما من النكبة لا يزال ظلم شعب فلسطين يتفاقم    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وداعاً للروتين.. مرحباً بالراحة: بطاقة ذكية تُسهل معاملات موظفي وزارة العدل!    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    ريال مدريد يحتفل بلقب الدوري الإسباني بخماسية في مرمى ديبورتيفو ألافيس    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    الاتحاد الأوربي يعلن تطور عسكري جديد في البحر الأحمر: العمليات تزداد قوة    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    نص المعاهدة الدولية المقترحة لحظر الاستخدام السياسي للأديان مميز    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    ولي العهد السعودي يصدر أمرا بتعيين "الشيهانة بنت صالح العزاز" في هذا المنصب بعد إعفائها من أمانة مجلس الوزراء    هيو جيو كيم تتوج بلقب الفردي وكانغ تظفر بكأس الفرق في سلسلة فرق أرامكو للجولف    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    وصول شحنة وقود لكهرباء عدن.. وتقليص ساعات الانطفاء    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    "امتحانات تحت سيف الحرمان": أهالي المخا يطالبون بتوفير الكهرباء لطلابهم    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    شاهد:الحوثيون يرقصون على أنقاض دمت: جريمةٌ لا تُغتفر    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من صعدة.. عضو اللجنة القطرية.. الشيخ عبدالله حسين روكان ل :"الجمهور"مداهنة المشترك للحوثيين خيانة وطنية
نشر في الجمهور يوم 15 - 11 - 2009

انسحبنا من اللجنة القطرية بعد أن لمسنا عدم استعداد الحوثيين تنفيذ أي بند
دلائل التورط الإيراني واضحة وزيد يمثل الجناح السياسي للتمرد
علماء المذهب الزيدي قالوا أمام الملأ: نشهد الله أن الحوثيين يتبنون فتنة لليمن
لماذا فشلت جميع الوساطات في طي ملف صعدة؟!.. ولماذا أقدم "الحوثة" بعد ثلاثة أشهر من الحرب السادسة على فتح جبهة مع السعودية؟!.. وماهو الهدف الاستراتيجي للتمرد ومن يقف خلفه؟!!.. وهل هناك من الدلائل ما يثبت التورط الإيراني؟!!
تساؤلات وأخرى أكثر أهمية يكشف تفاصيل إجاباتها عبر "الجمهور" شيخ مشائخ خولان بن عامر وعضو اللجنة القطرية الشيخ عبدالله حسين روكان
حاوره/ عبدالناصر المملوح
تصوير/ نوح الرياشي
*نبدأ معك من آخر المستجدات.. عناصر التمرد الحوثي وبعد ثلاثة أشهر من الحرب السادسة وتكبدهم خسائر بشرية فادحة أقدموا الأسبوع الماضي على فتح جبهة مع السعودية، كيف تقرأ ذلك.. هل تضييق الخناق عليهم من قبل الجيش أفقد قيادتهم توزانها، أم أنهم يحاولون جر السعودية للمواجهة بهدف "أقلمة" القضية؟
- بغض النظر عن تضييق الخناق على المتمردين من عدمه، المسألة يجب أن تُقرأ من العمق، لأن الهدف الاستراتيجي للحوثيين ومن يقف وراءهم هو إقلاق المملكة العربية السعودية وزعزعة أمنها واستقرارها.
الهدف الاستراتيجي
*تقصد أن حركة التمرد- إن جاز لنا التعبير بتسميتها حركة – تهدف إلى جعل محافظة صعدة قاعدة عسكرية لإيران؟
- نعم.. هي تريدها قاعدة عسكرية لمواجهة السعودية والخليج بشكل عام، وما اليمن بالنسبة لإيران إلا مجرد نقطة انطلاق.
*لكن كيف تقرأ إقدامهم على فتح جبهة مع السعودية في هذا التوقيت؟
- يريدون "أقلمة" القضية، هذا الأمر لا شك فيه، واللافت أن المواجهات مع السعودية أتت بعد يومين فقط من التصريحات التي أطلقها المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي ودعوته للفوضى في السعودية.
*أفهم من كلامك أن هناك رابطاً؟!
- هذا الشيء معروف، هناك رابط وروابط، والأدلة والشواهد على ذلك كثيرة وواضحة، وقد أفصحت بذلك "الحوزات" مرجعياتهم الدينية والجمعيات الإيرانية.
*لكن هناك فرق بين المرجعيات الدينية والدولة في إيران؟
- هذا ليس مبرراً، لأن المرجعيات الدينية هناك هي مرجع الدولة، والدولة هي مرجع الجمعيات.. وبالتالي الدولة أو بمعنى أصح السلطة الإيرانية متورطة.. وقد سألني نائب الرئيس بعد أن أعلنا تخلينا عن اللجنة القطرية وعندما وصلنا فيها إلى طريق مسدود، سألني عن رأينا نحن أبناء ومشائخ وأعيان محافظة صعدة، بعد فشل أهم الوساطات؟!.. قلنا والله إما أن تتحمل الدولة مسؤوليتها وتجتث التمرد أو أن تترك لهم المجال وتسلمهم محافظة صعدة مثلما جنوب لبنان وحسن نصر الله.. لأن التدخل الخارجي موجود ودلائله واضحة منذ الحرب الأولى، ونحن أهل صعدة أدرى ونفهم نبضاتهم وحركاتهم، ونفهم ذلك ليس منذ الحرب الأولى 2004م وإنما منذ مطلع التسعينات وكان حسين الحوثي حينها لا يزال عضواً في البرلمان.
السفير الإيراني في مران
*تقصد أن حسين الحوثي كان على علاقات بجهات إيرانية عندما كان عضواً في مجلس النواب عام 93م؟
- يا أخي لديهم ارتباطات بإيران، حتى من قبل أن يكون حسين الحوثي عضوا في البرلمان، لقد أتى بالسفير الإيراني إلى مران وحشد الناس هناك لكن لم يتنبه أحد في ذلك الحين إلى أن هناك أموراً خلف هذه الزيارة.. كان الناس يظنون أن بينهم – حسين والسفير الإيراني- معرفة عادية في صنعاء، وأنه أتى به إلى مران لغرض الضيافة فقط.
*اسمح لي.. بالنسبة للدور السعودي، يحيى الحوثي وهو القائد السياسي للتمرد يتحدث عنه منذ الأيام الأولى للحرب السادسة، ويقول بأن الطيران السعودي يقصف أبناء صعدة؟
- يحيى الحوثي بكلامه هذا يمهد الأمور لما هو حاصل الآن.
*ممكن توضح لنا هذه الفقرة؟
- كلام يحيى الحوثي المتكرر عن القصف والتدخل السعودي هو مقدمة للوصول إلى الهدف الذي وصلوا إليه الآن، وهي الحرب مع السعودية وبمعنى أدق هو تعمد اتهام السعودية حتى إذا ما فتح الحوثيون جبهة مع السعودية يأتي ويقول أننا ندافع عن أنفسنا.
براءة المذهب الزيدي
*بشكل عام الحوثيون يبررون تمردهم ورفع السلاح في وجه الدولة بأنهم يدافعون عن المذهب الزيدي، خصوصا بعد أن استفزهم المد السلفي أو كما يسمونه "الوهابي" في صعدة؟
- هذا كلام فاضي، نحن أبناء صعدة أدرى وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها، يا أخي كان هناك شيء من الغموض لدى بعض الناس في الحرب الأولى والثانية أما الآن الأمور أصبحت واضحة وضوح الشمس، ومن لا يزال يعتقد أو يقول بأن الحوثيين يدافعون عن المذهب الزيدي فهو إما حوثي أو مناصر لهم.
*تقصد أن المسألة لا علاقة لها بالمذهب الزيدي؟
- أبداً، نحن في صعدة كما في باقي محافظات الجمهورية، زيود وشوافع متعايشون على مدى التاريخ، لكن هؤلاء يحاولون جر أبناء وأتباع المذهب الزيدي للتمرد، من خلال دغدغة مشاعر الناس بهذا الكلام، "المذهب وحماية المذهب". والحقيقة أن هؤلاء الحوثيين هم أكثر خطراً على المذهب الزيدي.
*كيف زيود ويشكلون خطراً على المذهب الزيدي؟
- ومن قال لك بأن مذهبهم هو المذهب الزيدي، هؤلاء خرجوا من الزيدية وهم الآن اثنى عشرية، وهذا الكلام ليس من عندي، وإنما هو كلام علماء ومرجعيات المذهب الزيدي المعروفين داخل صعدة وخارجها، حتى أن مجد الدين المؤيدي – رحمه الله- وهو من كبار مراجع الزيدية في صعدة وعلى مستوى اليمن، حذر منهم منتصف التسعينات وأعلن براءة المذهب الزيدي من هؤلاء وما أتوا به.
بل إن بدر الدين الحوثي نفسه "والد حسين" تبرأ منهم في ذلك الحين وكان لدي وثيقة موقع عليها بدر الدين الحوثي، لا أدري أين ضلت علي، المهم دعا فيها ابنه حسين ومحمد عزان وعبدالكريم جدبان إلى الرجوع والتوبة باعتبار أنهم قد ظلوا وخرجوا عن المذهب.
الحوثي والبيض
*يعني بدر الدين الحوثي غير راضٍ عن نهج حسين والتمرد؟
- هو لم يكن راضياً، وكان يدعوهم للتوبة، لكن بعد فترة ما درينا إلا وقد التحق بابنه حسين، والآن مثله مثلهم.. وعلى فكرة التمرد أو القضية بشكل عام ليست وليدة يومها، ليست وليدة 2004م، هؤلاء لم يؤمنوا حتى الآن بثورة 26 سبتمبر ولا بالنظام الجمهوري، فقط هؤلاء ظلوا يتحينون الفرصة المناسبة ولا شك أنهم مطلع التسعينات ومع قيام الوحدة المباركة استفادوا من المناخ الديمقراطي والتعددية في تجميع قواهم من مختلف النواحي، ولو نعود إلى مطلع التسعينات ستجد أنهم كانوا يتحالفون مع كل من يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار، والكل يعرف موقف حسين الحوثي ووالده من حرب الانفصال صيف 94م.
*ماذا كان موقفه؟
- حسين الحوثي حشد أنصاره وجمهر بهم خارج صعدة، وتحديداً في آل الصيفي، وخيموا هناك وحاول إظهار نفسه حينها.
*تقصد أنه حاول فتح جبهة في صعدة مستفيداً من الأوضاع "حرب 94م"؟
- نعم.. حاول ولكنه حينها لم يستطع فعل أي شيء.
*هل كانت محاولته بالتنسيق مع علي سالم البيض ومن معه من قيادات الانفصال؟
- أكيد، حسين الحوثي ووالده كانا بالنسبة للبيض أحد القيادات المركزية للحزب الاشتراكي، وعندما وجدوا أن الحرب سارت في غير صالحهم خرج حسين ووالده إلى سوريا.. ومنها إلى إيران ثم إلى لبنان.
وبعد فترة من تنقلهم بين سوريا وإيران وحزب الله اللبناني بدأت الوساطات الداخلية، وسار الشيخ عبدالله بن حسين – رحمة الله عليه- إلى عند الرئيس وقال: "ما بلا يرجع الرجال" وفعلا رجع هو وابنه حسين، وإذا بهم يرجعون بأفكار منحرفة، وخارجة عن المذهب الزيدي، وبعد أن اختلفوا مع العلماء وشيوبة المذهب الزيدي عملوا على شق حزب الحق إلى قسمين: "الشباب المؤمن" وحزب الحق.
وكما قلت لك، علماء وشيوبة المذهب الزيدي عندما عرفوا تطلعات الحوثي وطموحاته وأفكاره المستوردة وخطرها على الاستقرار في اليمن، أعلنوا أمام الملأ براءتهم، ودعوا القبائل كلها وقالوا لهم: نحن نتبرأ إلى الله من هؤلاء.. ونشهد الله أنهم خارجون عن المذهب الزيدي، وأنهم متبنون فتنة لليمن.
توزيع أدوار
*لكن مطلع التسعينات وعندما أسسوا حزب الحق.. اجتمع المعنيون بتأسيس مثل هكذا حزب ووقعوا على مسألة إسقاط شروط البطنين في الحكم، حتى تتسنى لهم المشاركة في الحياة السياسية في إطار حزب سياسي.. هل اشتقاق الحوثي من الحزب يعني تمسكه بشرط البطنين؟
- بالنسبة للانشقاق هو حدث بالفعل، وهذه مسألة معروفة، لكن أستطيع ومن خلال الواقع الملموس أن أقول: إن معظم قيادات حزب الحق الذين بقوا فيه وقيادات التمرد الحوثي متوزعون الأدوار فيما بينهم.
*كيف؟
- يعني كل واحد يسلك طريقاً والهدف واحد.. وكل يعمل لتحقيق هذا الهدف من حيث هو.
يا عزيزي الحوثيون معزولون في نقعة ومطرة من الحرب الأولى أي من قبل 5 سنوات، ولا يدخلون مدينة صعدة ولا يعرفون المواطنين، لكن الرؤوس حقهم الذين بيمدونهم بالأموال هم الذين بيشتغلون في المناطق ويحرضون الناس ويدفعون بهم إلى التمرد.
*من تقصد؟
- لديهم رؤوس.. ناس "شغالين" داخل مدينة صعدة وفي المناطق الأخرى خارج نقعة ومطرة، وهم من الهاشميين المتعصبين مع الحوثيين بدعوى حق البطنين في الحكم، أحقيتهم في الخلافة كما يعتقدون.
*هل كل الهاشميين في صعدة حوثيون؟
- طبعاً لا، ولكن أغلبية الحوثيين عندنا في صعدة هاشميون، وكنا في الحرب الأولى قد اجتمعنا مشائخ وأعيان محافظة صعدة، وبحضور الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر – رحمة الله عليه- وقلنا لازم من تحديد موقف، فإن كان الهاشميون معتقدين بأن حسين الحوثي ووالده ومن معهم على حق أفصحوا عن موقفهم وأعلنوا انحيازهم مع المتمردين، وإن كانوا مقرين بأن هذه فتنة، وأنها سوف تؤثر عليهم وعلينا، فهم أكبر شريحة عندنا في صعدة، لذلك لازم يعلنون تبرؤهم.. يقولونها صراحة نحن مع المجتمع.
*وما الذي حصل؟
- ولا شيء، هذا الكلام مروا عليه ولم يتكلموا عنه أبداً وإلى الآن.. فالواقع أنهم يحرضون الناس ضد الدولة ويدفعون بهم إلى عند المتمردين، وفي الظاهر يقولون نحن لا علاقة لنا بالمتمردين.. طبعا كلامي هذا لا ينطبق على كل الهاشميين في صعدة.
الموت لأبناء صعدة
*اسمح لي..أنت في مطلع الحوار نفيت وبشدة أن تكون الحرب مذهبية.. الآن تتكلم عن هاشميين وما إلى ذلك؟
- نعم هي ليست مذهبية بمعنى أنه ليس للمذهب الزيدي أية علاقة بالتمرد، وإلا كيف تفسر ما يتعرض له أبناء صعدة- وهم زيود- من قتل وتشريد وهتك أعراض واغتصاب على يد الحوثيين.
*وهل فعلاً حدثت انتهاكات لأبناء صعدة على يد المتمردين؟
- يا أخي حرام عليك، هذه الأمور أصبحت من المسلمات ولا يستطيع المتمردون أنفسهم نكرانها.
في صعدة لا تستطيع أن تعيش معزولاً لحالك لا مع الدولة ولا مع الحوثيين لأنك إذا لم تكن مع المتمردين فأنت ضدهم، هكذا يصنفون أبناء صعدة وإذا لم تكن معهم أو موالياً لهم وتدفع بأبنائك وتمدهم بالمال فأنت ضدهم وموالٍ لأمريكا وإسرائيل، وبالتالي "يمكنوا" لك "ناس" من خارج قبيلتك يقتلونك إن استطاعوا، ينهبون أموالك المهم لن يتركوا لك حالك أبداً، وكم من الجرائم التي ارتكبوها بحق أبناء صعدة، ولا اعتقد أن الإسرائيليين يتعاملون مع الفلسطينيين بمثل تعامل الحوثيين مع أبناء صعدة الشرفاء.. قتل ونهب وهتك أعراض واغتصاب.
الجناح السياسي للتمرد
*ماذا عن مواقف الأحزاب والتنظيمات السياسية وعلى رأسها المشترك من هذه القضية؟
- مواقف غير وطنية، مواقف مخزية، وقد تعاطى قادة المشترك مع احترامي لشخوصهم مع قضية صعدة كورقة للمساومة والابتزاز والضغط على السلطة لتحقيق مصالح شخصية.. مصالح ذاتية، إما الرئيس الدوري للمشترك حسن زيد فإن تعصبه مع المتمردين تعصب سلالي تعصب، واستطيع أجزم ومن خلال مواقفه أنه وآخرين يمثلون الجناح السياسي للتمرد الحوثي.
*ما هي مواقف حسن زيد التي بنيت عليها حكمك هذا؟
- يا أخي هو يدافع منذ البداية دفاعاً مستميتاً عن الحوثيين ويعتبر أن نهج حسين الحوثي نابع من أصل الإسلام، ولا ندري أي إسلام هذا الذي أحل للحوثيين وحسن زيد دماء أبناء صعدة وأملاكهم وحرماتهم لمجرد أنهم رافضون الانخراط في صفوف التمرد.
*موقف حسن زيد هو من موقف المشترك، وفي آخر بيان لهم دعوا إلى الوقف الفوري للحرب والاحتكام إلى طاولة الحوار؟
- نحن الآن في الحرب السادسة مش الأولى.. لقد توقفت الحرب خمس مرات ودخلت وساطات عدة وجميعها وصلت مع الحوثيين إلى طريق مسدود، بل كانوا يستغلون الهدنة في تجميع قواهم والعودة إلى الحرب، والآن الذين يتباكون على المتمردين ويطالبون الدولة بوقف الحرب تجنباً لإراقة المزيد من الدماء كما يقولون، إنما هم يبحثون عن هدنة تنقذ المتمردين بعد أن ضاق عليهم الخناق من قبل الجيش والأمن، وإلا لماذا لم يعملوا على وقف الحرب قبل وقوعها؟!!.
*ما الذي بوسعهم عمله؟
- ينزلون إلى صعدة ويطالبون الحوثيين بتنفيذ الاتفاقيات.. يطالبونهم بكف الأذى عن أبناء صعدة قبل كل شيء.
الجرم المشترك
*أفهم من كلامك أن لكم أبناء صعدة موقفاً من قيادات أحزاب المشترك؟
- أكيد.. نحن نعتبر أنهم يشاركون المتمردين نفس الجرم وأنهم غير مبالين بدماء أبناء صعدة.
*اسمح لي يا شيخ.. أحزاب المشترك ليس لديها المعلومات الدقيقة حول ما جرى ولا يزال يجري في صعدة.. لا تزال القضية غامضة لديهم؟
- يا أخي هذه سادس حرب، والحوثيون متمردون يشنون حرباً على الدولة ويقتلون ويشردون أبناء صعدة الذين يرفضون الانخراط في صفوفهم، ومع ذلك يقول حسن زيد- الرئيس الدوري للمشترك- يا خبرة ما بلا هدنة وتوقيف الحرب.
*أنا اقول لك أنه ليس لديهم معلومات.. كما يقولون؟
- طيب ليش ما يشتلوا "اللقاء المشترك" وينزلون إلى صعدة.. ينزلون ليتقصوا الحقائق ويجمعوا المعلومات ويطلعوا برؤية واحدة واضحة ومحددة وقابلة للتنفيذ، وعلى ضوءها يحملون المسؤولية الطرف الرافض.
أنا أقول ذلك، مع أن لديهم المعلومات وهم عارفون حقائق ما يجري ويدور لكن وكما قلت لك، قيادات المشترك رغم أن بينهم شخصيات على مستوى من النضج، إلا أنهم غلّبوا مصالحهم الضيقة على مصالح الوطن.
ولهذا تجدهم كلما شعروا بدنو الحسم العسكري وأن المتمردين منهكون يطلعون علينا ببيانات يطالبون فيها الدولة بوقف الحرب.. وإعلان عبدالملك الحوثي- القائد الميداني للتمرد- ترحيبه برؤية المشترك للحوار، يوضح لنا الصورة الحقيقية لقيادات المشترك ويجعلهم ضلعاً أساسياً في تحريض المتمردين.
هبرة ركيزة أساسية
*أنت كنت عضواً في اللجنة القطرية المنبثقة عن الوساطة القطرية..
- "مقاطعا" أنا جلست معهم شهرين فقط وانسحبت.
*لماذا؟
- لأنني وجدت قيادات التمرد يتعاملون مع الوساطة والهدنة باعتبارها فرصة لالتقاط أنفاسهم وتجميع قواهم ولم يكن لديهم نية لتنفيذ أي بند من بنود الاتفاقية.
كانوا يتكتمون على نقاط الاتفاق.. وأية نقطة نشتي نناقشها يماطلون في الحضور، ولا يأتي ممثلوهم إلا بعد أربعة إلى خمسة أيام، وكان صالح هبرة ممثلهم في الاتفاقية يقول إنه لن يأتي إلا بحضور عبدالكريم الإرياني نفسه، ويقول: "نحن والإرياني الموقعان على اتفاق الدوحة".. قلنا لماذا حضور الإرياني؟.. هناك بنود متفق عليها، تعالوا نناقش النقاط المتفق عليها في الدوحة وكلما تنفذ من نقطة ننتقل إلى النقطة التي تليها لكن ما بش فائدة.. وأنا أقول ذلك للأمانة، انهم وضعوا أنفسهم نداً للدولة واتخذوا من الهدنة فرصة لتجميع قواهم وقد لمسنا جميعنا في اللجنة أنهم غير مستعدين تنفيذ ولو بند واحد من بنود الاتفاق، وكان ضمن اللجنة قيادات في أحزاب المشترك ومن مجلس الشورى.
*معنى كلامك أن صالح هبرة كان له دور سلبي؟
- صالح هبره واحد من أهم ركائز التمرد.. القضية ليست محصورة في الحوثي.. هي في صعدة، صحيح لكن جذورها في صنعاء.
*ماذا تقصد؟
- أقصد أن القضية مسيسة وملامحها أصبحت معروفة للقاصي والداني، وما المتمردون إلا أداة بيد رؤوس وركائز لا داعي لذكر أسمائهم، واعتقد أن القيادة السياسية باتت على علم بهم.
ولولا أن القضية مسيسة وأن جذورها خارج صعدة لانتهت الحرب بمقتل زعيم التمرد حسين الحوثي الذي قتل في الحرب الأولى.
المشترك والمشائخ والندم
*في البداية وفق ما قال لنا أحد أعضاء الوساطة الأخيرة، هناك من بين مشائخ وأعيان صعدة من ضلّلوا على القيادة السياسية، أو بمعنى أصح لم يكونوا صادقين معها؟
- شوف يا اخي.. أنا لا استطيع أن أبرئ الجميع كما لا استطيع أن أتهم الجميع.. هناك فعلاً أشخاص تساهلوا لكن الآن وبعد أن عم شرر عصابة التمرد وعناصرها الجميع استطيع أقول أن هناك التفافاً شعبياً مع الجيش والأمن.. التفافاً غير عادي.. وأكرر ما قاله الأخ الرئيس بأن أحزاب المشترك أو المشائخ أو الشخصيات الاجتماعية الذين لم يحددوا موقفاً ولم يدينوا التمرد سيندمون.
وأنا أؤيد كلامه هذا لعدة اعتبارات: أولا لأنني من أبناء صعدة الذين هم ضحايا الحرب وعلى يد المتمردين، ثانيا لأن القضايا المصيرية والثوابت الوطنية، الجمهورية، الوحدة، يجب ألا تطالها المساومات وألا تكون خاضعة للابتزاز السياسي، ومهما كنت زعلان من القيادة السياسية تظل الثوابت الوطنية فوق كل الجراحات وأسمى من أن أساوم بها من أجل مصالح ضيقة.
وإذا كانت الدولة تريد أن تحملني كواحد من أبناء صعدة، أموراً فوق طاقتي اعتذر وأقول لها صراحة بأنني لست قد هذه المسؤولية. وبالنسبة لأحزاب المشترك إذا كانوا مختلفين مع المؤتمر الشعبي العام على نقاط معينة، هناك آليات لحلها.. يتم الحوار بشأنها، لكن يجب ألا تكون الثوابت الوطنية من بين النقاط الخلافية.
وساطة تجار السلاح
*وماذا عن دور تجار السلاح؟
- أنا أبديت موقفي منهم وتصايحنا عندما عينهم الأخ الرئيس كلجنة وساطة بعد فشل الوساطة القطرية.. عينهم باعتبار أنهم مقبولون لدى الطرف الآخر.. ولكن جلسنا ثلاثة أشهر ولم نلحظ لهم أي إنجاز إيجابي على الأرض.
*تقصد اللجنة التي ترأسها فارس مناع؟
- نعم.. لم نلحظ لهم أي إنجاز بل على العكس من ذلك، لقد مكنوا الحوثيين أكثر.
*كيف؟
- يعني المديريات التي كانت الدولة قد فرضت سيطرتها عليها، أو المديريات التي كان لا يزال للدولة شيء من الوجود فيها، أخرجوها وأدخلوا الحوثيين.. حيث كانوا يصرون على ضرورة سحب الجيش وعودته إلى المعسكرات حتى ينزل المتمردون من الجبال، لكن الحاصل أن الجيش كان ينسحب إلى المعسكرات والمتمردون ينتقلون إلى المواقع والمراكز للسيطرة عليها، وبهذه الطريقة- سواء أكانت بقصد أو بدون قصد- سلمت هذه اللجنة المحافظة للمتمردين.
النازحون والمعتقلون
*يقال أن مواد الإغاثة لا تصل إلى كل النازحين؟
- باختصار.. يجب على القيادة السياسية التحري والحرص والمتابعة حتى تضمن وصول مواد الإغاثة والمعونات إلى النازحين، ويجب أن يتم ذلك وفق بطائق وكل حسب عدد أفراد أسرته، وعلى القيادة السياسية أن تؤمن النازحين، لأن هناك انتهاكات حصلت للنازحين من قبل عناصر التمرد.
*هل هناك من أبناء صعدة معتقلون لدى المتمردين؟
- أكيد.. عندهم معتقلون من أبناء صعدة ومن محافظات أخرى.
كلمتان للمشترك والكذابين
*في الأخير دعنا نسمع منك أي شيء تريد إضافته؟
- ممكن نختم بكلمتين أو ثلاث الأولى للأحزاب والتنظيمات السياسية والثانية للذين يقولون بأن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم.. فبالنسبة للأحزاب وكلامي هذا نابع من مواقف المشترك تجاه الحوثيين، أقول كلاما تعرفه قيادات هذه الأحزاب جيدا: الأحزاب التي تريد أن يكون لها حضور في أوساط المجتمع يجب أن تبنى على أمور صح، والذي يريد أن يكون له نفوذ في المستقبل وحضور جماهيري عليه أن يستفيد من مثل هذه المواقف ويقف مواقف الرجال.. مواقف الأحزاب الوطنية.
الكلمة الثانية: إن من أراد أن يلعن نفسه فليقل بأن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم، يا أخي أيش من دفاع عن النفس وقد نقلوا الحرب إلى منطقة بني حشيش جوار مطار صنعاء الدولي، ونقلوها إلى عمران، والآن فتحوا جبهة مع السعودية.
الكلمة الثالثة والأخيرة: على القيادة السياسية أن تفهم بأن استسلام الحوثيين أو التزامهم بأية اتفاقيات مستحيل.
وبالتالي لا حل غير الحسم، والتعامل معه محافظة صعدة إدارياً من جميع الأركان وبسط النظام والقانون على الكبير والصغير وفي كل شبر، والأهم إبعاد ضعاف النفوس الذين شوهوا سمعة الدولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.