باليمن نعيش وباليمن نستنشق عبق الحرية والكرامة وباليمن مجدنا ، هذا الوطن الذي ترعرعنا فيه واستقينا من نبعه الحب والوفاء والولاء له رغم تواضع كل الإمكانيات التي نشأنا فيها ، إلا أنه الوطن الذي سكن قلوبنا ، ألا يستحق اليمن بذل كل ما نملك .... ؟! بلى فهو يستحق أكثر من ذلك فهو وطننا الذي به نفخر وبه نبني ونعلق آمالنا في الحاضر والمستقبل وبه نطمئن ، نعم إنه يمن الخير والعطاء ، يمن العزة والإباء ، يمن الشموخ ، اليمن يمن الإيمان والحكمة كما وصفها بهذا الوصف نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو الوطن الذي مهما غبت عنه فإنك تحنّ إليه كل يوم وكل لحظة. إن ما يجري في وطننا اليوم من دعوات للفتنة لا تُعبر إلا عن مرضٍ في قلوب المغرضين الذين يسعون بالفساد في الأرض ويدَّعون أن لهم الحق الإلهي في حكم الأرض، وهم كاذبون منافقون استمدوا ادعاء الأحقية في حكم الأرض من مرجعيات ضالة ومن خلال عمالتهم لأشخاص ودول تكيد لليمن الحقد والكره والدليل ما شهدناه في بعض القنوات التلفزيونية التي ليس لها عملٌ سوى زرع الفتنة والأحقاد بين الشعوب والحكام فضلاً عن أن بعض القنوات أصبحت بوقاً لعناصر التمرد المجرمة وخصصت معظم أوقات نشراتها لبث حقدها وسمومها ضد اليمن بل واتضح جلياً للجميع بأن إحدى هذه القنوات تتبع إحدى الدول التي تريد فرض أجندتها إقليمياً وهي تكيل بمكيالين بحيث تمنع الإعلام من تغطية الأحداث الجارية في بلدها واتجهت نحو التدخل في شئون الآخرين دون احترام لخصوصية الأوضاع الداخلية لأي بلد ، وكما نعلم جميعاً بأنه لم يسبق لليمن أن تدخل يوماً ما في قضايا داخلية تخص أي دولة إلا من باب إصلاح ذات البين وهذا ما عهدناه من فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله الذي دائماً يسعى لإصلاح ذات البين مثل قضية الإخوة في الصومال والفرقاء الفلسطينيين ، ولا يعتبر ذلك تدخلاً بل عمل خير يُشكرُ عليه فخامة الرئيس حفظه الله . ومن هذا المنطلق أدعو كل من يتدخل في شئون اليمن الداخلية أن يكف عن ذلك وأن يقل خيراً أو ليصمت ؛ لأن عصابة التمرد الحوثية لم تقبل بدعوات العقل والمنطق ولم تستجب لدعوات الحوار ولم تستفد من عفو فخامة الرئيس حفظه الله أكثر من مرة ، فهي تستحق كل الضربات الموجعة التي تتلقاها حالياً من قواتنا المسلحة والأمن ، ولأنه لم يكتوِ بنار هذه الفئة الضالة المتمردة سوى أبناء وطننا وليست الدول ورجال الأعمال الذين يمتلكون القنوات الفضائية. وفي الأخير لا ننسى الترحم على شهداء وطننا الأبرار الذين دافعوا عن وطننا بكل بسالة ، والتحية موجهة أيضاً إلى كل أبناء قواتنا المسلحة والأمن وكل المواطنين الشرفاء الذين هبوا للدفاع عن وطننا ليجتثوا جذور عناصر الإجرام والتمرد من حيث ظهرت .. وكلنا فداء لك يا أغلى وطن .. وكلنا فداء لك يا يمن، قال الله تعالى : «أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» صدق الله العظيم .