هل أصبح الوطن لدى البعض تلك الكعكة المرشوشة بالسُكر حتى يتقاسمها أطفال الجيران .. هل كان صغيراً في نظرهم منذ أن كانوا صغاراً.. أم أصبح كذلك لأنهم اليوم كبروا بأجسادهم المعطرة بالانتماء إليه؟! نحن نرفض أن يتجاهل هؤلاء وجودنا ووجود كثيرين سوانا حتى وإن لم يكن لنا يدٌ في وحدة وطننا إلاَّ أننا صفقنا لهُ بأيدينا فقط.. حتى وإن لم نبق ليبقى وطننا واحداً حتى الموت.. نحن نرفض أن يكون الإنسان اليمني بشقين، بمبدأين.،بخيارين ، بقلبين .. الوطن ليس بحاجة إلى سنارة صيد تحمل طُعماً مسموماً لا تلتقفهُ إلاَّ أفواه الساقطين في بئر التبعية.. الوطن اليوم يصرخ جسده ألماً.. تفيضُ عيناه دمعاً.. تطير شظايا روحه بين الأرض والسماء في لحنٍ ملائكي حزين.. الوطن اليوم يعيش «وعكة» وطنية.. أصابهُ بها أولئك الذين تنكروا لأرضه.. جحدوا عطاءه تجاهلوا دوره في إعطائهم التجربة الديمقراطية التي حرمت منها أوطان. ما الذي تصنعه بالوطن تلك الأيادي الملطخة بالدم .. الأيدي التي تُمسك بذيل القط لتدعك برأسه غائط الفئران!! الأيدي التي تثير البشر لتقوم القائمة.. ثم لا تقعد أبداً .. ما الذي يجنيه المشترك من برامجه الركيكة الآيلة للسقوط ؟ لماذا لم يبدأ قوياً منذ زمن بعيد ببناء عدن وإظهارها كما هي الآن عروس اليمن النائمة على فراش الجنوب. لماذا يتجاهل هؤلاء المشتركون الذين لا نعرف نوع شراكهم لماذا يتجاهلون أن اليمن ليست وثيقة اتفاقات ولا صفقة مرابحات ولا مشروعاً وهمياً لوطن من سراب.. لماذا يرحلون إلى أوروبا إذا إن كانت مطالبهم ذات قيمة عُظمى لهذا الحد؟! لماذا يتعاملون مع أزمات الوطن كورقة «كوتشينة» لماذا ينظرون للمواطن اليمني وكأنه كلب حراسة ليس إلاَّ.. لماذا يتقاسمون أجزاء الوطن وكأنهم يتربعون على رقعة «كيرم»!! وحتى عندما أمسكوا بعصا الحوار كانت عصاهم غضة لا تربي قرداً ولا تقّومُ نعجة.. جعلوها حراكاً لا نعرفُ لديناميته انطفاء.. من أين؟! إلى أين؟! ما الأهداف؟! لا خطوط واضحة ولا سياسة احتواء منظمة لماذا يسحقُ هؤلاء المشتركون والحراكيون وطنية جيل بأكمله تحت أحذية برامجهم التي لا تسعى لشيء إلاَّ للسلطة.. بل إنها فاشلة سلطوياً من قبل أن تصل إليها.. اثبت لنا هؤلاء أن امرأة في مطبخها أكثر فهماً وأعمق شعوراً بالوطنية..الطفل في مخدعه أكثر التزاماً بانتمائه لوطنه.. لماذا يحاولون تحطيم حلم الوحدة وهو وسام على صدر كل يمني شريف.. ألا يكفي ذلك الرجل فخراً أنه صانع الوحدة وصاحبُ قرار الديمقراطية؟!! لماذا لا يتقدم هؤلاء بطلب إلى ذويهم هنا أو هناك بتسجيل دورة انتماء داخل فصول الوطن بدلاً عن الحديث عبر الأثير عن منجزات من دخان.. ألم تكن عدن تشكو الصدأ الذي غمر أهلها وسواحلها وحتى بحرها وسماءها... لماذا لم يجدوا وسيلة لإزالة ذلك الصدأ الذي تساقط تحت أقدام الوحدة!! أيها السادة الذين خُلِّفوا «بضم الخاء وتشديد اللام وكسره» تلك الكعكة التي «اشتركتم» تزمعون تقطيعها بيدٍ واحدة.. ليست كعكة للبيع..!! إنها «طلب خاص» لا يحصل عليها إلا كل مواطن يمني شريف يبذل غاليه رخيصاً ليحقق الأمن والسلام على أرض هذه السعيدة التي لن تكون تعيسة أبداً.. مهما «اشتركتم» أو «تحركتم» لأنكم لا تجعلون مصلحة الوطن هي المصلحة العُليا ولأنكم تبدأون من حيث انتهيتم وتنتهون متى ما بدأت رغبتكم في اعتلاء العروش.. صدقوني حتى أفقر الناس وأبسطهم يمكن أن يصنع عرشاً لكن ما هي الإنجازات التي يراها الناس على أرض الواقع؟!! المسألة هي مسألة انتماء للوطن.. انتماء لا تعلمهُ بنوك سويسرا، ولا مدارس بريطانيا ولا شوارع باريس، ولو أنكم تملكون إحساساً بالوطنية لتعلمتم من أولئك البشر ماذا صنع حبهم لأوطانهم إن الإنسان الذي لا تعلمه الغربة حب وطنه يبقى دائماً بلا وطن..