هذه الكوارث الطبيعية يقول علماء دين وعلماء جيولوجيا أنها بداية لليوم الموعود أي القيامة، فهي تحدث في غير أوقاتها أي الكوارث المتمثلة بالامطار الغزيرة والرياح العاتية التي تزيد سرعتها على مائتي كيلومتر في الساعة وتسمى العواصف المصحوبة بالفياضانات وانزلاقات التربة وتدحرج الصخور أو انفلاق الجبال من كثرة الأمطار التي تستمر لأيام في بعض الأقطار. فكم حدثت مثل هذه الكوارث في الصيف الذي يشرف على الانتهاء بصورة مفاجئة وأكثر الناس عرضة لأضرارها الذين يشيدون مساكنهم في ضفاف مجاري السيول وأحياناً في وسطها في ظل غياب السلطات التي منوط بها منعهم من ذلك وإن طال أمد انحباس الأمطار أو غيبة السيول التي كانت معتادة قبل عقود من الزمان وهذه افريقيا التي كانت جنة الله في الأرض لكثرة غاباتها وأنهارها وحيواناتها البرية المتوحشة وتنوعها أصبحت أجزاء واسعة منها شبه صحراء والغبار يغطي سماء المدن ويخفي ساكني المخيمات بحيث لايراهم المحسنون والمتباكون عليهم. فما إن وطئت أقدام المحتلين الاوروبيين هذه القارة أو معظمها حتى بدأت التغيرات تشوه صورتها وتلوث بيئتها وتفقر أهلها وتحولهم إلى عبيد عندهم يستخدمونهم للاعمال الشاقة ويتاجرون بهم ويسلبونهم كل الاراضي الزراعية الخصبة ويصطادون حيواناتهم الثمينة النادرة إلى ان أحس المهتمون بالبيئة بالخطر ودقوا ناقوسه بقوة فتحولوا إلى مدافعين عن البيئة والحيوانات التي كادت تنقرض ولم يبق منها إلا القليل كالفيلة ووحيد القرن والاسود والنمور. ويفعلون الآن نفس الشيء مع البشر الافارقة بالظهور بمظهر المتطوعين الأبرياء لمكافحة الأمراض وتقديم الطعام بيد والأناجيل باليد الأخرى في ظل الغياب العربي والاسلامي الذي سكت واستمر حتى كاد مسلمو افريقيا يتحولون إلى الدين المسيحي وقبل اللادينيين وعبدة الأوثان والغارقين في الرذيلة والمخدرات حتى حل وتفشى فيهم مرض الايدز وأمراض أخرى قاتلة، ومنها تلك التي كانت قد اختفت من العالم كله في السبعينيات كالجدري. أما الدول المتسببة في ذوبان الجبال الجليدية والاوزون والانحباس الحراري وزوال مئات بل آلاف الأنواع من الحيوانات البرية والطيور والاسماك فهي الآن تتحدث عن اتفاق أو معاهدة تسهم من خلالها كل دولة بالمال والخبراء والإمكانيات للحد من تدهور البيئة وتأسيس قاعدة جديدة للتعامل مع الطبيعة إلى ان تعود بعد خمسين سنة إلى ماكانت عليه قبل سنوات قليلة خلت.