بعد ثلاثة أيام من نشر خبر انسلاخ جبل جليدي وراءه مليار طن عن القطب المتجمد الجنوبي وقع زلزال جمهورية تشيليبأمريكا الجنوبية بقوة ثماني درجات وثمانية أعشار الدرجة على مقياس ريختر وأدى في ثوان إلى خراب واسع النطاق وفيضانات كاسحة وظهرت الطرقات والشوارع مشققة ومكسرة والسيارات غارقة أو مدفونة تحت الأنقاض والأحجار والطين، وذكر الخبر أن هذا الانسلاخ سيرفع منسوب مياه البحار وبرودتها، وما ذلك إلا بداية بحجم الأخطار المتوقعة المسبب لها الانحباس الحراري والتلوث البيئي الذي أنتجته آلة الصناعة في أمريكا بالدرجة الأولى والتي لم توقع حتى الآن على معاهدة كيوتو التي تمت في اليابان قبل أكثر من عقد من الزمان وتلتها اجتماعات على مستوى العالم في الأرجنتين وجنوب أفريقيا أصرت فيها امريكا على المحاججة بحماية مصالحها الاقتصادية. ومصالحها كما ذكر رجالها المشاركون في مؤتمرات مناقشة المناخ هي ألا يقفل أي مصنع من مصانعها التي تنفث الغازات مثل غاز ثاني أوكسيد الكربون وهي بالآلاف لأن ذلك سيؤثر على اقتصادها وصناعتها دون أن تنظر إلى ما يحدث في العالم من تطورات بيئية ومناخية يعترف بعض علمائها بأنها لن تستثني بلداً بعينه ودون غيره من كوارث الطبيعة كاختفاء الجبال الجليدية التي تكونت منذ ملايين السنين واتساع ثقب الأوزون وتباين تغير درجات الحرارة وسقوط أمطار في غير مواسمها وارتفاع ملحوظ في منسوب مياه البحار. كما قدر أولئك العلماء أن عدداً من المدن والدلتات والجزر ستختفي تحت المياه خلال عشر إلى عشرين سنة قادمة. وكما امتدت موجات تسونامي من إندونيسيا قبل أربع سنوات إلى دول أخرى في المحيط الهادئ والمحيط الهندي فقد تعرضت دول أمريكية لاتينية لهزات أرضية لعمق ثلاثين متراً تحت سطح الماء أي أن شواطئها كانت الأكثر تضرراً وامتدت إلى الداخل بمسافة الكيلومترات. وكانت الولاياتالمتحدة قد استعدت لإعلان حالة الطوارئ في جزرها في المحيط الهادئ والتي تبعد عن البر للولايات المتحدة أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر إلا أن ما وصل من المد كان خفيفاً فألغيت حالة الطوارئ الآن مع توقعات بأن تأتي موجات زلزالية جديدة القوة أكبر في الأسابيع أو الأشهر القادمة. ويتوقع الخبراء أن تنفصل جبال جليدية أخرى تباعاً كونها قد أصبحت شبه عائمة غير متماسكة مما يزيد المخاوف على مستوى العالم باختفاء كل تلك القارة البيضاء تماماً وتبدل أو انقراض حياة كائنات عديدة من الأسماك والدببة والطيور إلى الأبد وتضاؤل اليابسة لحساب زيادة رقعة المياه وحصر أو حصار البشر في مساحات أقل مما تحتاجه البشرية الآخذة في النمو.