وقعتْ في بعض مناطق تهامة التي منها مايقع في نطاق محافظة الحديدة أو محافظة حجة أو محافظة تعز كوارث مصغّرة ذهب ضحيتها مايزيد عن ثلاثين شخصاً في مجموعها , وآخرها تلك التي وقعت في منطقة القناوص يوم الاثنين الماضي لم تذكرها الفضائيات العربية أو الأجنبية التي تتابع مثيلاتها باهتمام تشكر عليه في الدول الأخرى.. وقد اعتبر الكثيرون هذه الكوارث وإن صغرت بالمقارنة مع ماوقع في باكستان والصين والهند مثلاً مؤشراً على وقوع أو قرب وقوع ما كان يحذر منه العلماء في المناخ والأرصاد والجيولوجيا وهو أن السنوات القادمة ستشهد ماهو أسوأ في الحرارة أو البرودة والجفاف والعواصف الرملية وتكسو ذوبان الجبال الجليدية التي تكونت لمئات آلاف السنين وأصبحت اليوم تنسلخ منها كتل بحجم جبل كبير وتغرق في مياه البحار والمحيطات فترفع نسبتها إلى عدة مترات في السنة وتهدد العديد من المدن الساحلية والجزر الصغيرة بالاختفاء.. اليمن بالتأكيد واحدة من الدول التي لديها وديان تكشفها مجاري سيول تأتي من الجبال الشرقية بالنسبة لها أو من الجهة القبلية بالنسبة لمحافظتي لحج وأبين , وفي حضرموت توجد منها الكثير على اتساع الأرض وتحاصرها السيول أو تمر منها من كل اتجاه ولا تترك شيئاً إلا أتت عليه في طريقها إذا كانت الأمطار غزيرة على الجبال المحيطة أو المطلة عليها كما حدث في العامين أو الثلاثة الأعوام الماضية ولازالت الأعمال جارية لإصلاح الطرق والجسور والأراضي التي طمرتها الأتربة والأحجار وتعويض المواطنين والإشراف على إعادة بناء مساكن لهم بعيداً عن ضفاف السيول خاصة المنخفضة وقد تستغرق وقتاً أطول.. في الدول الأخرى تمضي السلطات مع المواطنين وبتعاونهم في دراسة الخطط التي أعدها المهندسون والخبراء المختصون وتشمل كل مناطق كل بلد تحسباً لحدوث ماهو أسوأ, أسوأ من حيث الأضرار التي تسببها السيول والأعاصير العاتية التي تقتلع البيوت والأشجار وتطير بقوتها السيارات والمركبات كالورق إلى مسافات بعيدة, أو الناتجة عن سقوط الأمطار الغزيرة على الجبال وتجمعها في مجارٍ مشهورة في تهامة مثلاً ويستمر جريانها وتدفقها عدة أيام متواصلة إلى البحر ويستفيد منها المزارعون والمشاريع الزراعية الكبيرة . أما في بعض الأوقات فإنها تحول مسارها وتبتعد عن طرقها التقليدية لتقضي على أراضٍ كانت تزرع على مدار السنة بواسطة الترع والحواجز المائية التي لاشك كان لها ثمرات لاينكرها أحد على الزراعة في تهامة ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة .. فانطلقت الكميات المنتجة من الخضروات والفواكه إلى معدل فاق الطلب الداخلي في بعض المواسم وتم تصدير الفائض إلى الدول المجاورة وبعض الدول الأوروبية بفضل التقنية الحديثة والإدارة الناجحة والمتابعة المستمرة في الاطلاع على تجارب الآخرين وماتوصلت إليه الأبحاث العلمية في إيجاد المدخلات المفيدة كالمبيدات التي لا تؤثر على البيئة ولا على الإنسان والحيوان والمياه والتربة وقد حازت مزرعة سهام على لقب المزرعة النموذجية في إنتاج الموز والعجول السمينة على ما أظن. وإذا استمرت الأمطار في موسمها أو في غيرها على هذا النحو الذي ألحق أضراراً بمناطق في محافظتي تعز وإب فإن الخشية لن تبارحنا من تطورها واتساعها وزيادة أضرارها مع أنها تفرحنا خاصة إذا جاءت بعد انقطاع وبمعدلات تسمح لأصحاب الأراضي بري وزراعة حقولهم الكبيرة والتي تنتج أصناف الخضروات مثلاً في غضون ثلاثة أشهر بمرة واحدة من الري المشبع للأرض, وسيتفاقم القلق مع مرور الوقت وكلما كانت التغيرات المناخية التي حذر منها العلماء لن تتوقف ربما لعدة سنوات وفي المقابل الحرائق والجفاف والأمراض الزراعية الحيوانية والبشرية.