بكل صدقٍ ووضوح أُصبت بالذهول حين شاهدت عبر بعض المواقع الإلكترونية أحد المتمردين الحوثيين يساوي رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بالمتمرد المجرم الحوثي ، وإن دلَّ هذا الكلام على شيء فإنما يدل على عُقم المنهج وضلالة الفكر الذي انتهجوه وتم تعبئتهم به من قبل مرجعياتهم في الحوزات وقادتهم.. هذه القيادات كما يُسمونها إنما هي حثالة استلمت مقابلاً لنشر هذا الفكر الضال المنحرف تحت غطاء الشعارات الكاذبة والمزيفة "الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل، والنصر للإسلام».. خالد محمد المداح فأيُّ موتٍ لأمريكا ولإسرائيل يدّعي هؤلاء الزنادقة في صعدة ؟ وأيُّ إسلام يُريدُ أن ينصُرَه هؤلاء الدجالون ؟ وهم يتعمدون تعبئة جحافلهم وقواعدهم المغرر بهم بتساوي نبينا «صلى الله عليه وسلم» بقيادييهم المجرمين. لقد كذبوا وافتروا أشد الكذب والافتراء بل ارتكبوا بقولهم هذا أكبر شهادات الزور ، هؤلاء الذين اتضح للجميع بأنهم يطعنون الإسلام من الداخل ويرتكبون أفعالاً وجرائم ما أنزل الله بها من سلطان ، كل ذلك من أجل تحقيق طموحات فارسية باستعادة ما أسموه حضارة فارس كما قال أحد قيادييهم السابقين والذي قد عاد إلى جادة الصواب في إحدى المقابلات الصحفية ، إضافةً إلى طموحهم غير المشروع والمستحيل بالعودة بالوطن إلى عصر ما قبل الثورة، ذلك العصر الظلامي الكهنوتي البائد ، عصر الاستبداد والطغيان ، عصر انتهاك حقوق الإنسان وانتهاك حقوق المرأة ، عصر استبداد ما يُسمى بالملوك والسلاطين والعُكفة . لا شك بأننا جميعاً مدركون خطورة كل ما يقوم به هؤلاء المجرمون وخاصةً بعد أن اتضح لنا جميعاً ارتباط هذه الشرذمة الحوثية بشرذمة ما يسمى بالحراك الجنوبي إضافة إلى اتفاق هاتين الشرذمتين مع شرذمة تنظيم القاعدة ، وهذه من المفارقات العجيبة والغريبة النادرة أن يجتمع الأضداد بمباركة أذنابهم من بعض القوى السياسية. ومما يزيد الأمر غرابة بأن المجرمين يقولون بأنهم مُستعدون للحوار ، فأيُّ حوارٍ مستعدون له ؟ أهو حوارُ ضياع الوقت من أجل استرداد الروح المعنوية والقتالية كسابق جولات الحوار كما يعلم الجميع ؟ أم هو ضحك على عقولِ الناسِ والرأي العام المحلي والدولي ؟.. بالطبع يدرك الجميع أن عصابة التمرد قد انهارت وقُضيَ عليها في بعض الأماكن وعلى وشك الانهيار في الأماكن المتبقية لا محالة ، ولن تطولَ عملية تصفية جيوبهم ومخابئهم بفضل الله ثم بفضل الأبطال من أبناء القوات المُسلّحة والأمن والمواطنين الشرفاء . خلاصة القول إننا اليوم بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى تطبيق مفهوم ما يُسمى بالأمن الفكري حيث وهو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي لليمن من خلال تعميق الولاء الوطني بين كل أجيالنا سواءً الجيل الناشئ في المدارس والجامعات أو ممن قد تجاوزوا تلك المراحل ؛ ودحر كل ما من شأنه العبث بأفكار الشباب والشابات وتعبئتهم بمفاهيم مغلوطة تُسيء للوطن والدين ، إضافةً إلى نبذ الطائفية والمذهبية والعنصرية والمناطقية المقيتة المنبوذة .