منذ العام 2000م وحتى يومنا هذا ،نسمع ونرى ونقرأ عن أمور غريبة تجزّئ الجسد التربوي الواحد، وتتزايد التمثيلات النقابية وكل يدّعي مشروعيته،ولا شرعية للجميع، إذ أن المعلم التربوي صار ضحية لكيانات نقابية لم تتلمس خطاها الفعلية، لتصل إلى خطى طموحات وآمال مئات الآلاف من رسل التعليم والمعرفة، ممن ضاعت حقوقهم وساوم هؤلاء الذين يدّعون تمثيلنا بجزء كبير من هذه الضياعات،إن جاز التعبير. ولقد رأينا الكل يجمع على الوحدة ،ويتمثلها في خطواته وأفعاله، إلا التربية التي ابتليت بهكذا اشكال نقابية تدّعي شرعية ما قبل الوحدة ومابعدها وهو ما أضعف مواقفها الدفاعية إزاء حقوق شرعية سلبت وتركت لأهواء المشرعين غير العارفين بهيكلية التعليم وغير آبهين بما لهذه الشريحة من مهمة كبيرة تتعلق بتربية وتعليم وتنشئة الأجيال الذين نعدهم الحصن الحصين والسور المنيع لحماية الوطن، فكيف لو أجحف بحق هؤلاء من منظور وظيفي بائس يقيّم هذا «تربوي» وذاك «إداري» وهي آراء هدامة لو عرف هؤلاء، ولو صحا الذين يتقاسمون تمثيلنا ، وهم في الحقيقة يزيدوننا بؤساً وظلماً، ولا أعتقد أن الدولة شيمتها ذلك ،فهي دولة للبسطاء والمخلصين والذائدين عن الوطن، وليس العكس ، لكن الفساد الذي لبس كثيرين من دواوين الجهات المعنية جعل الأمور تضرب بمصالح التربويين تحت مسميات مقيتة، ولا أساس لها من الصحة ،وإذا سكت أهل الشأن في التربية، وسوفوا ووعدوا «كذباً» فإن على الجيل وعلى التعليم السلام، أما التربية فحدث عنها ولا حرج. إن التمثيل الهلامي والتجزيئي للتربويين وعلى شكل نقابات متعددة لا تمتلك شرعية، إلا شرعية البقاء على الكراسي القيادية بعدم حياء أو خجل مما هم فيه من أمور غريبة وتجاوزت السنين، وكان الأجدر بهم أن يحلِّوا أنفسهم ليفسحوا المجال لغيرهم للنظر في أمور كثيرة تهم المعلم والتربوي والمربي مثل «الجمعيات السكنية والتكافلية وحق البدلات وفتاوى قانون المعلم الذي ألغي وألغي بموجبه فتاوى قانونية» وبذلك ضاعت حقوق العشرات، في حين البعض حصل عليها بالسهولة و«الفهلوة» والفساد الذي إذا لم يعالج ويتم بتر رؤوسه، فإنه سنرى ماهو أسوأ، إذ أن الوقت اليوم يتطلب نضالاً شاقاً أولاً من المدرسة التي هي المنبع، ولكن ذلك مرهون بأمور أسلفنا في ذكرها، وماكنا نود أن نقسو على هذه الجهات،وعلى النقابات الحبيسة تحت مصالحها ومراميها ليس إلا.. ما كنا نود ذلك لولا ما نراه الآن من نفاق وتزلف لن يفضيا إلا إلى عواقب وخيمة لو استمر الحال على ماهو عليه اليوم! نحن إزاء معضلة تعصف بالتربويين، وقد ناشدنا المعنيين قبل أشهر منبهين إلى خطورة الموقف، وها نحن نعيد الكرة اليوم بعد أن تبين أن مستحقات المئات من الكوادر القديمة أو المعنيين حديثاً لاتزال حبيسة الروتين والفساد، وتلك والله أمور لو بقت كما هي لتضاعف الألم وقل العطاء.. وللنقابات نقول: اتحدوا وإلا حلُّوا أنفسكم قبل أن يأتيكم الطوفان.!