فجأة وبدون مقدمات تمهيدية تتلافى الشحن والتهويل المبالغ حول الفايروس«المعجزة» أو الفايروس الرأسمالي«H1N1» أو انفلونزا الخنازير - قاتلها الله- انقلبت الصورة رأساً على عقب ولم يعد هذا الفايروس يشكل«خطراً» عالمياً أو حتى إقليمياً ومحلياً!! رئيس منظمة الصحة العالمية بادر إلى التصريح المثير للاندهاش لدى البعض الذي رفض الشكوك حول القصة برمتها- وأعلن بأن انفلونزا الخنازير يصل إلى «نهايته الطبيعية» بعد«تحصين العدد الكافي من الأفراد» حول العالم!! هل تم بالفعل تحصين العدد الكافي من السكان حول العالم؟ وأين ومتى حدث هذا، خلال أقل من أسبوع لاغير على تحذيرات الصحة العالمية نفسها من«طفرة ثانية» يشهدها الفايروس وتعم العالم بأقاليمه؟! في المنطقة العربية - مثلاً- كم من السكان حصل على اللقاحات المزعومة؟ وكم من الدول العربية باشرت التحصين باللقاحات؟ ناهيك عن غيرها من دول العالم الثالث والدول النامية والفقيرة؟ في العاصمة الأمريكيةواشنطن كان هناك قبل أسبوع مركز صحي واحد خارج المدينة يعطي اللقاحات وشهد ازدحاماً هائلاً من سكان العاصمة. أما في غيرها فالأمر في بدايته والمصانع لاتزال تنتج اللقاحات وتتوقع الجهات المشرفة بأن يغطي الناتج جزءاً لابأس به من السكان في غضون أشهر قادمة! ومع ذلك الصحة العالمية وكما هوَّلت وأرعبت العالم بخطورة ورعب الفايروس الرأسمالي السخيف وأنه سيتحول إلى وباء عالمي يأتي على ملايين البشر حول العالم، فعلتها بدم بارد وفاجأت العالم بإعلان وصول الفايروس إلى نهايته الطبيعية، وهكذا دون تحفظ أو مراعاة لرماد المصداقية المتحللة! من البداية كان هناك شيء خطأ وخطير، ولم ينطلِ الكذب على كثيرين في أرجاء المعمورة، وظهرت شكوك وطعون قوية تجاه المنظمة ومسلسل الرعب المعولم بطريقة مفضوحة. ولكن الذين تصدوا لما أطلقوا عليها «عقدة نظرية المؤامرة» لن يسعفهم الحال الآن لشرح ماحدث وتفسير التطور المثير للسخرية والاستهزاء؟ فجأة يقال:«خلاص.. زلَّجنا»!! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]